مرمطة التأمين الصحي الحكومي

mainThumb

31-05-2012 10:50 PM

 مساكين موظفو الدولة، المتقاعدون منهم والذين على رأس عملهم، يموت الواحد منهم ويُدفن قبل أن يأتي موعده مع الطبيب المختص في المستشفى الحكومي، مع أنه يحمل بطاقة تأمين صحي ولا أجمل، ذلك لأن الموعد الذي يحدده لك المستشفى بعيـــــــــد جدا، وقد لا يمتد بك العمر لتتشرف بزيارة الطبيب أو الدخول إلى المستشفى.

 
أيُعقل أن ينتظر المريض أشهرا طوالاً قبل أن يتمكن من أخذ العلاج اللازم أو تلقي الرعاية الصحية؟ أي تأمين هذا؟ أي تأمين هذا الذي يجعلك تقف في طابور طويل لمراجعة طبيب عام في مركز صحي ليكتب لك دواء لا ينفع ولا يضر دون أن يكشف عليك؟
 
إذا كانت حالتك تستدعي زيارة طبيب مختص في عيادات أحد المستشفيات الحكومية، فعليك أن تمر عبر سلسلة طويلة من الإجراءات والمراجعات، حيث تبدأ بالمركز الصحي من أجل الحصول على تحويل من المركز للعيادات المتخصصة، وهناك أيضا تقف في طابور طويل للحصول على موعد مع الطبيب المختص، وهنا الطامة الكبرى، لأن الموعد المتاح سيكون بعد عدة أشهر، وقد لا يمهلك المرض طويلا، فتكون قد ارتحت وأرحت، وحتى لو امتد بك العمر، وابتسمت لك الدنيا، فشهدت ذلك اليوم الموعود، فإنك بالتأكيد ستنتظر طويلا قبل أن يبتسم لك الحظ من جديد ويُنادى على اسمك للدخول إلى حجرة الطبيب، فيكشف عليك بسرعة مذهلة، ويكتب لك الوصفة الطبية على عجل، ويطلب منك مراجعته بعد عدة أشهر أخرى، فتخرج بعد ذلك ولسان حالك يقول كان الله في عون هذا الطبيب، فقد كان منهكا، فاقدا للتركيز من كثرة المرضى الذين تعامل معهم، وأولئك الذين ما زالوا ينتظرون.
 
قسم الطوارئ لا يستقبلك إلا إذا كنت في الرمق الأخير، وهذا يخضع لتقدير الطبيب، فإذا اعتبرها حالة غير طارئة، فعليك أن تدفع الكشفية وثمن العلاج، فتكون كمن ذهب إلى طبيب خاص، واشترى دواءه من صيدلية خاصة، لكن غالبا ما يكون الدواء المشترى من الصيدلية الخاصة أقوى مفعولا من دواء الحكومة، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
 
لماذا لا يكون هنالك عيادات متخصصة للعيون والأنف والأذن والحنجرة وغيرها في المراكز الصحية لتخفيف الضغط على عيادات المستشفيات؟ ألا يمكن إيجاد طريقة تريح المريض من المرمطة بين العيادات المختلفة والمستشفيات، وتمكنه من الحصول على الرعاية الصحية قبل فوات الأوان؟ وما نفع التأمين الصحي إذا كان على هذه الشاكلة؟ أسئلة نطرحها على وزارة الصحة، لعلنا نجد لديها الجواب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد