الاستعمار ومملكة أوكتان السرمدية

mainThumb

03-06-2012 12:31 AM

 

بداية مملكة أوكتان هي دولة سرمدية مسلمة قصة استعمار هذه المملكة تختلف عن جميع الاستعمارات على مر العصور كون المحتل هو الفقر والغنى في آن واحد .
 
بدأت فكرة و قصة الاستعمار عندما  حاول اصحاب القرار  في مملكة اوكتان اللعب في قوت شعب هذه المملكة الفقيرة في الاصل لذا لجأ ابناء عائلات محددة في تلك المملكة في تحسين اوضاعهم المالية والاقتصادية ووضعهم في المناصب العليا للدولة على حساب شعب تلك المملكة المسكين الذي يبحث عن ما يسد به رمقه .
 
ووصلت الأمور بهذه العائلات  أن تجعل من اصدقائهم  اصحاب القرارات المصيرية في البلد , وأول ما قاموا  به هو تصفية البطانة وتنخيلها بحيث ان تكون الحاشية ممن يدينون لهم بالولاء قبل أي شي وتم بيع الدقيق والتراب ....الخ  من مقومات المملكة الرئيسية .
 
بعد ذلك اجتمع اصحاب الذوات من الذين زينوا اعناقهم بكرفتات ذات الوان براقة لوضع المخطط الاستعماري لمملكة أوكتان واتفقوا على الخطوات التالية :
 
السيطرة على الشعب المسكين سيطرة كاملة وتكبيله بحيث لا يستطيع الخروج عن الطريق الذي يرسمونه له.
 
وايضاً على الاقتصاد والإعلام وجذب ما امكن من المصفقين  في العتمة ممن يعشقون لحن الرجوع الاخير .
 
وكما هو الحال للتربية والتعليم والسياسة الخارجية وفي كثير من الاحيان عندما يتكلم  منهم الجهلاء لعظم جهلهم يعتقد شعب هذه المملكة  ان فكرهؤلاء  تجاوز حد عقولهم  ويستمعون لهم العامة ويهزوا الرؤوس وحقيقة الامر هم خشب مسندة .
 
كما تم تجزئة المملكة السرمدية  الى جزئيين الجزء الأول خاص بالذوات  وأقاربهم ويفترض ان يكون الاكثر عدداً , والجزء الثاني خاص بملح الارض الذي تنبه  لما يجري على الساحة وبدأ يعبر عن امتعاضه لما يحدث ، وخرج الى الشوارع المتعرجة والمستقيمة  والمرصوصة بالحجارة البازلتية القوية كقوة حناجرهم الملتهبة التي تهتف وتطلب  محاسبة  من افسد عليهم لحظاتهم الرومانسية مع فقرهم المزمن  ولغاية كتابة هذا المقال لم ينل الشعب استقلاله عن المستعمر الجديد فهو يحاول الاستقلال وبنفس الوقت متمسك بالمستعمر وما يلوح بالأفق هو الاستسلام  من ملح الارض الى اصحاب الصولات والجولات اصحاب السيوف المهندة المغموسة مقابضها برغد العيش وأنصالها مسلطة بفقرها على رقابهم  التي  ستنهي لهم امل المستقبل اذا اذعنوا الى ما يقوله فصيح هذا الزمان من جلس في زمن قريب على كرسي الحرير  ويُنظر عليهم من بعيد بكلام  ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب  وإذا استمر تقدم المستعمر الجديد في تحركه من اجل اذابة ملح الارض عندها سيكون من الطبيعي استسلام مملكة اوكتان السرمدية و الواقع المرير ينذر بقدوم المجهول الذي تدق طبوله ويسمع صداها.
 
اه من الثيوقراطية  التي  تقتل  شعب بأكمله ولا تعرف  الا لغة الدراهم ليس غريباً لأن المستعمر الجديد يعوم  في بحور طيبتهم منذ زمن بعيد واليوم يغوص في محيطات  طموحاتهم  وأحلامهم  ويستخرج اللؤلؤ والمرجان الاحمر الذي يتميز بصفاء ونقاء  شعب مملكة اوكتان السرمدية  فماذا بعد ؟
 
الم تحن لحظة الحقيقة بعد ليفهم ملح الارض المغزى والهدف اخشى  ان المستعمر قد اذابة  !!! 
 
ولابد ان تشرق شمس الربيع وتسخن محيطات تلك المملكة  التي ذاب  فيها ملحها  لتعود الى حالتها الصلبة  وتجتمع  جسيماتها من جديد .
 
ليت جمال نفرتيتي وأناقتها يسمن بطون جوعا  وليت ذلك الحزن المخيم على عيون شعب مملكة اوكتان السرمدية يخرج من معابد تلك الصدور التي تحمل بداخلها شبح الفقر وحب الغنى الذي اغتيل يوم ميلاده ، و لم يبقى اليوم في مملكة اوكتان إلا تماثيل العظماء التي دفنت في المقابر وماذا  نقول بعد يا نفرتيتي  قسوة الحياة اخرجتهم من صمتهم المقيت ليحاكي حياة عاتية غير آبـهه بهم ولأنهم  تعودوا  أن لا يفوح من افواههم إلا رائحة المنديسي الذي تعرفينه جيدا لن اخدعك هم  اليوم يعيشون على امل أن يتحرروا من فقر اغلبيتهم الصامتة وتعرية غنى بعض من يجمع امواله بشراهة الطاغية وهم قادرون.
 
فهل استعمار من سرقوا ونهبوا خيرات مملكة اوكتان السرمدية سيزول قبل الطوفان ؟ 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد