مين إلّي على البركة الحكومة أم المواطن ؟!

mainThumb

03-06-2012 12:34 PM

هل وصلنا إلى الدرجة الّتي تحتم علينا أن نصفّق كالمجانين في الهواء بشّدة ..؟! نعم فلنصفّق ..!!! من الّذي يستهبل على الآخر فهل هي الحكومة تضحك على المواطن وتوهمه بأنّه حقّق إنتصاراً على الفساد ، أم تراه المواطن يضحك على الحكومة وعلى نفسه ويعتقد أنّه أصبح كسوبر مان وانتصر على الفساد .
 
   بالعربي الفصيح " لقد مللنا من جعجعات الحكومة بالإصلاح ومكافحة الفساد ومللنا أيضاً من مسلسل المسيرات والإعتصامات الّتي أوجعت رؤوسنا" ومؤخراً بتنا نرى  _وضعوا ستّين خطّاً تحت كلمة بعض _ وسائل الإعلام ، والمواقع الإخباريّة تكذب الكذبة وتصدّقها ، فعلى سبيل المثال ترسم صورة مثاليّة لفلان من المسؤوليين ، وتلاحقه بكاميراتها ، وهو يبتسم ويبتسم لها وفي اليوم الثّاني تنشر خبراً وعلى صفحتها الأولى وبالخطّ العريض ؛ بأنّ هذا الشخص الّذي كان بالأمس بطلاً على صفحاتها ، هو اليوم على قائمة من سيتمّ إستدعائهم للإستجواب للإشتباه به في قضيّة فساد ...!!! فلتصفّقوا من فضلكم ..!!! .
 
   وأرى أنّ الوقت قد أصبح مناسباً لأذّكركم بقول قاله جدّي ذات يوم ، تهكّماً على العرب المشاركين بمفاوضات السلام مع إسرائيل " بيضحكوا على اللّحى"..!! هل الحكومة وبعض وسائل الإعلام تستهبل على المواطن ..؟ .
   فقط للتذكير  المواطن الأردني اليوم ليس كما كان سابقاً ، فقد أصبح على علم بكل ما يدور من مؤامرات وأفلام يظّن أصحابها أنّهم أتقنوا الدور فيها ، المواطن الغلبان لم يعد على البركة ، فكلّنا يعرف أنّ فلان وفلان رأس الحربة في الفساد وأكاد أجزم أنّهم السّبب وراء عجز الموازنة ، فبدل من أن تتم محاكمتهم أصبحنا نرى كاميرات الصحافة تلاحقهم ؛لأنّ معالي الفاسد تبرّع بـ ( 1000) د ، لأحد المشاريع التنمويّة ..!!! صفّقوا ..صفّقوا ..!!.
 
    لطفاً ، الشعب الأردني ليس بحاجة لحسنة من أحد ، إتركوا لنا أموالنا التي سرقتوها ونحن بألف خير " سرقونا وأصبحوا يتحسّنوا علينا "...!! صفّقوا ..!! ولا تستغربوا لو طلبت منكم أن تسّحّجوا كالمجانيين ، وأنا أضمن لكم الحصول على ربور طبّي  يسمح لكم بممارسة السحجة دون شبهة جنون .
 
    يٌذّكرني حال المواطن الأردني بذلك العجوز ، الّذي عندما كنّا نبادره الكلام كان يردّ علينا بـ (هاااهْ ) موحياٌ لنا أنّه لا يسمع  فكل واحد وجّه له الكلام  إكتفى ذلك العجوز بالرد عليه بـ ( هاااهْ ) ، وفي آخر كلامنا وبعد أن إقتنعنا أنّ ذلك العجوز لا يسمع ، وعندما كنّا نتبادل الحديث حول زفاف أحد الأقارب ، تفاجأنا بالعجوز يقطع كلامنا ، ويقول : " هو مين إلّي بدّه يتزوّج "..؟!! وتبيّن لنا في النهاية أنّ العجوز كان سامعاٌ لكل كلامنا لكنّه يسمع ما يريد سماعه تارةً ، ويتظاهر بالطّرش تارّةً أخرى ، وهو حال  المواطن الأردني أيضاً  يسمع ما يريده ، ويتظاهر بعدم السّماع لغايّة في نفس يعقوب ، إلّا أنّني أؤكد لكم بأنّ المواطن بات على علم بكل ما يدور حوله وأنّه ليس كما تظنّون " كالأطرش في الزّفة " .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد