تجوع يا سمك .. النكسة

تجوع يا سمك .. النكسة

05-06-2012 03:02 PM

 و كلّما تمر ذكرى نكسة حزيران ،،،تأسرني ذكريات مؤلمة وأحزان،، فقد قالت إذاعة صوت العرب حينها(أم كلثوم كوكب الشرق) معكم في الميدان ، ويتابع إعلام أكبر دولة عربية ( أمّ الدنيا، مصر العروبة ) يقول : تجوّع يا سمك سنلقي بالصهاينة في البحر،،،

وصدّقنا مقولتهم ورضي بها حتى العاملون بصيد الأسماك الذين أصابهم القلق على تلوث مياه البحر، بعد أن يقذف عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق بالصهاينة في عرض البحر،،
وجاءت ساعة الصفر يوم 5/6/1967 ، وخلال ست ساعات كانت المعركة قد أوشك طيران الأعداء على حسمها لصالحهم ، وانهزم العرب شرّ هزيمة بسبب عدم استعدادهم ، واحتل الأعداء الأرض المباركة في الضفة الغربية من الأردن والجولان السورية وأرض سيناء المصرية.وظلت سيّدة الغناء العربي تغني للعرب بعد الهزيمة ( أروح لمين...) وعبد الحليم يصدح ( صافيني مرة وجافيني مرّة وما تنساني كده بالمرّة) وما زالت حياتنا منذ ذاك الوقت مرّة مرّة، وما تبنا ولا مرّة !!!
 
وفي كلّ عام تزداد فرقة العرب حتّى تجزأ المجزأ، وبعد أن كنّا عربا صوتنا واحد وديننا في الغالب واحد، ولغتنا واحدة، وكنا شعوبا وبعض حكّامنا ننادي سابقا معا بالوحدة العربية الشاملة، حتّى كان الطالب في الصفوف الأولى في المدارس الأردنية ينشد في طابور كل ّ صباح مدرسي :
 
بلاد العرب أوطاني ..... من الشام لبغدان
 
ومن نجد إلى يمن ..... إلى مصر فتطوان
 
فلا حد يباعدنا......... ولا دين يفرقنا
 
لسان الضاد يجمعنا.... بغسّان وعدنان .
 
واليوم أصبح لكلّ دولة بل دويلة نشيدها بل لكل حيّ نشيده القومي، بل لكل عشيرة حداء خاص بها، وهاهو طوفان الربيع العربي يطوف على كثير من حكّامها الّذين ظلموا وقهروا بل قتّلوا شعوبهم واحدا تلو الآخر،، يلقون جزاء بعض أعمالهم على يد شعوبهم، حتّى أصبحوا عارا وسبّة في دنياهم ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى ،،، واليوم بعد أن نسينا ذكر الله أنسانا الله أنفسنا، ونسينا فلسطين التي تعلمنا ونحن طلبة صغار قول الشاعر:
 
يا فلسطين الّتي كدنا لما كابدته...... من أسى لن ننسى أسانا
 
نحن يا أخت على العهد الّذي........ قد رضعناه من المهد كلانا
 
شرف للموت أن نطعمه ......... أنفسا جبّارة تأبى الهوانا
 
** هلّا نظرت ودققت أخي الكريم كيف نسيء لأطفالنا اليوم ونحن نعلّمهم ونقرّ في وجدانهم وقلوبهم وعقولهم التجزئة والفردية والأنانية وحبّ الذات القاتل!!
 
وهلّا تأملت الفرق بين من يستقر في وجدانه منذ طفولته ( بلاد العرب أوطاني)وبعض شباب اليوم يلازمهم في هذه الأيام في حلّهم وترحالهم شريط مسجل عليه :( شملت والنيّة .......،، ومادبا يالحروف الخمسة .....،، وأنا ساري سروة) وبعد ذاك ضيعنا وفرطنا في سبب عزّنا ونصرنا وفلاحنا وهو ديننا الإسلامي ، كما فرطنا في قوميتنا وعروبتنا، ويتغنى كل واحد منّا بين الدول والقوميات بدويلته العاجزة، وبين العشائر بعشيرته وبين الأفراد بذاته ، حتى لكأنّ كلّ واحد منّا دولة، ونحن نرى التكتلات العالمية التي لا يجمعها لا دين ولا لغة ولا تاريخ تتقدم بذلك التوحد وتشكل قوى عظمى مؤثرة في العالم من حولها،، ونحن لا حول لنا ولا قوة، ولا مال ولا اقتصاد ، وقد أصبحنا في ذيل ألأمم ونريد نصرا وعزّا ،فوالله لن ننتصر حتّى نعود لشرع الله وأصالتنا وهويتنا العروبية وصولا إلى الوحدة المنشودة، وعندها ننشد معا من المحيط إلى الخليج ( بلاد العرب أوطاني.....) وما ذلك على الله ببعيد، وعندها نكون قد انتصرنا، ولن ننتصر إلّا إذا انتصرنا على هوى نفوسنا الأمّارة بالسوء حكّاما ومحكومين،، والله المستعان .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد