المعارضة السورية غير قادرة على اسقاط نظام الاسد

mainThumb

13-06-2012 10:53 PM

 

 
لقد استوقفتني هذه الكلمات كثيرا ليس لانها تصريح لمسؤول اردني ولكن لانها كلمات تجسد الواقع المر والحقيقة الامر للمعارضة السورية هذه الايام فبعد اكثر من سنة ونصف على انطلاقة الثورة السورية لم تحقق اي شيء سوى المزيد من القتل والتشريد للسوريين وهي اصبحت الان عاجزة تتخبط غير قادرة حتى على لملمة صفوفها وتوحيد كلمتها وكل ما تقوم به هو التراشق بالكلمات والاتهامات والاستقالات وكل منها يدعي انه الممثل الاوحد للشعب السوري وبالحقيقة لا احد منهم يستحق تمثيل هذا الشعب الصامد الصابر ,من هنا جاء مقالي هذا ليلقي الضؤ على هذه المعارضة من خلال تحليل بسيط لواقع الانتفاضة الثورية السورية والمراحل التي مرت ووصلت اليها وهل بالفعل ان المعارضة عاجزة في الوقت الحاضر عن اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد ؟ وللاجابة على هذا السؤال فلا بد من سرد أسباب العجزهذا والذي يتلخص بالاتي:
 
اولا: لقد بدأت الانتفاضة السورية بدون لون سياسي او حتى طائفي وكلنا نعرف انها بدأت باطفال درعا وكانت عفوية وبريئة ببراءة هؤلاء الاطفال ولكن البطش الغير مبرر بهم من بعض افراد امن النظام والذي لم يلقى الاهتمام الحقيقي من اعلى هرم النظام كان خطأ كبيرا اولا بحق هؤلاء الاطفال وثانيا بحق الرئيس نفسه وجاءت مجزرة الحولة لتقضي على كل انجازاته وصورته المقاومة امام الجمهور العربي ,هذا ما اظهرته ملامح وجهه في الخطاب الاخير وهو يعبر عن المرارة التي تعتصر قلبه على ضحايا سوريا في هذه المجزرة و ما سبقتها من مجازر الى حد وصفها بعمل تخجل الوحوش من فعله وتمنى ان يستطيع محو اثارها من قلوب وعقول اطفال سوريا , ان اهم شيء ورد في خطابه هو اعترافه ولاول مرة بسلمية هذه الثورة في بداياتها وتصنيفه لها على انها كانت المرحلة الاولى من المؤامرة, وانا هنا اتفق معه في مثل هذه التسمية ولكني اختلف معه حول سبب هذه المؤامرة ودوره هو بها , فهو كان يظن انه الرئيس المقاوم والصامد في وجه المشروع الامريكي الاسرائيلي وهو الزعيم الوحيد بالعرب الذي يحتضن ما تبقى من رموز المقاومة المتمثلة بحماس وحزب الله وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية الاخرى لذلك  فهو معصوم من كل هذه الثورات التي حصلت بمصر وتونس واليمن لانها موجهة فقط للانظمة التي تساند المشروع الامريكي الاسرائيلي ونسي وتناسى ان الثورات تقوم كذلك على الاستبداد والتفرد بالحكم ومصادرة الحريات وكان الاجدر به تحصين نفسه من الداخل و ان يتحسس مطالب شعبه خاصة انه ورث نظام ابيه المملؤ بدم ابناء حماة والاخوان المسلمين والتي وان كانت ساكنة فهي تتحضر له وتريد الفرصة المؤاتية للانقضاض على نظامه والثأر منه هذا بالاضافة الى المشكلة اللبنانية وتعقيدلتها والتي تعتبر اكبر مشكلة له فهو متهم بالعديد من الاغتيالات واهمها اغتيال الرئيس الحريري والتي ولدت له اعداء دائمين منهم تيار المستقبل والذي تجعله يصرف الغالي والرخيص من اجل ان يراه على حبل المشنقة زد على ذلك التيارات التكفيرية التي بالتاكيد تكفر نظامه وفلول القاعدة والتي هي الاخرى تريد موقع قدم لها بعدما خسرت معظم قواعدها اضف على كل هؤلاء امريكا واسرائيل واللتان تحملان نظامه كل مشاكل المنطقة ودعم منظمات ارهابية اهمها حزب الله وحماس والتحالف مع ايران لتدمير دولة اسرائيل ,كل هؤلاء الاخوة الاعداء كما يقولون التقو بالهدف وكانوا يخططون ليل نهار كل على طريقته ولكن بالنهاية جميعهم يريدون الفرصة للانقضاض على النظام السوري وللاسف جاءت اول فرصة لهذا الفريق وعلى يد زلم النظام نفسه في احداث درعا و التي لم يحسن لملمة ذيولها والضرب بيد من حديد على كل من عذب او قتل الاطفال و الذي كان الاحرى ببشار تعليق مشانقهم في درعا حتى يشفي غليل ابائهم ويفوت الفرصة على المتربصين به لكنه كما قلنا اعمته واعماه من حوله عن الحقيقة وحدث ما حدث وجاءت فرصة جماعات تيار المستقبل وبعض التيارات الجهادية والتي بدأت تتسلل بالرجال والسلاح و تستغل هذه المظاهرات فقدمت خدمة كبيرة للنظام السوري باستخدامه للقوة المفرطة ضدها بحجة انه يواجه جماعات مسلحة وكان هذا اول مسمار للاسف دق في نعش الثورة السورية البريئة السلمية ذات المطالب المحدودة جدا .
 
ثانيا :,اما السبب الثاني الذي اجهض الثورة السورية فكان تدخل الدول العربية والدول المجاورة الغير عربية وحشد بعض من رموز المعارضة المحسوبين عليها و تشكل المجلس الوطني السوري بمباركة امريكية واروبية ودعم مالي عربي وكلنا نعرف اول هفوة سقط بها رئيس هذا المجلس الدكتورغليون وتصريحه الشهير  بانه اذا ما ازاح النظام السوري فسوف يجفف مصادر التمويل لكل من حزب الله وحماس ويطرد الاخيرة من دمشق والتي لم تنتتظره فسارعت وشقت عصا الطاعة على النظام السوري وتركت دمشق مبكرا والذي يثير الاستغراب التصارع ما بين هذا التنظيم و هيئة التنسيق الوطنية التي رفضت الانضمام له بحجة ان الاخوان المسلمين السوريين يسيطرون علي هذا المجلس وتعتبر نفسها هي الممثل الاحق والاجدر لانها موجودة بالداخل وعلى الارض , و مما يحير ان المعارضين الابرز على الساحة السورية لم ينضموا لكلا الطرفين ومن بينهم ميشيل كيلو الذي حذر أخيرا من تحول المنبر المعارض إلى دكان جديد من دكاكين المعارضة، حسب وصفه, ان مشكلة الشرذمة التي تتصف بها المعارضة السورية قوت وجهة النظام وجعلته لا يأبه بها لانها غير قادرة على الاتفاق فيما بينها وانها تأتمر بامر الاجنبي وخاصة بعد طلب المجلس الوطني التدخل الاجنبي في سوريا ,هذا التفتت وفشلها في جمع السوريين حولها جعل منها معارضة لا لون ولا رائحة لها مما افقدها قيادة الثورة في داخل سوريا و المصداقية الدولية وهذا سبب اخر في عجزها اسقاط النظام السوري .
 
ثالثا : اما السبب الثالث في عجزها هو التشجيع على الانشقاق في الجيش الذي جاء كمرحلة ثانية لهذه الثورة الذي سماها الرئيس الاسد بالمؤامرة الخارجية الاقليمية الدولية فبعد ان عجزوا على لملمة المعارضة تحت سقف وهدف واحد وبعد ان فشلت الجماعات المسلحة على احداث ثغرات بالنظام السوري يمكن الانطلاق منها وبعد ان هزمت هذه الجماعات بحمص ودفع ثمن كل هذا التخبط في التخطيط الشعب السوري المسكين فاتورة غاليه الثمن فكان المفروض التفكير بتحييده بدل تفكيكه فالتخطيط لتفكيك الجيش السوري كان خطأ كبير جعل العديد حتى من ابناء الثورة يفكرون ويطرحون اسئلة : لمصلحة من يتم تدمير الجيش السوري؟ لقد نسي هؤلاء ان الجيش السوري ليس مخترقا من قبل المخابرات الامريكية بل ليس لها اي زلم فيه غرستهم اثناء تدريبهم في معسكرات الجيش والمخابرات الامريكية تستطيع ان تأمرهم بتنحية الرئيس في الوقت المناسب ,كما حصل مع مبارك, نعم انه السر في ان الجيش السوري لا زال متماسكا و حتى هذه اللحظة وبقيت الانشقاقات محدودة , ان المناداه بتسليح هذا الجيش والذي اطلق عليه الجيش الحر كان خطأ اخر وقعت به المعارضة ومن ورائها من الدول لانه اعطى لكل العالم اشارة خاطئة بان هناك جيشان يتصارعان وان ما يحصل هو نزاع مسلح و ليس ثورة بل هو جيش منشق عن جيش وطني وفي مثل هذه الحالة العرف العسكري يعتبر كل منشق خائن عقوبته الاعدام مما اراح النظام واعطى الحق لافراد جيشه وقواه الامنية بملاحقة هؤلاء الفارين والمنشقين للقضاء على جيوبهم لانهم عسكريون ويشكلون خطر على امن الدولة وهذا ما حصل بالعديد من المناطق السورية وكلنا يعرف ان قوة وتسليح هذا الجيش ضعيفة ولا يمكن باي حال ان تهزم جيش مثل الجيش السوري العالي التسليح وهذا اضاف مسمارا اخر في نعش الثورة ليثبت انها عاجزة على اساقاط النظام السوري
 
رابعا: بعد كل هذا الفشل الذي الحقته التدخلات الخارجية من دعم مالي ونسليح لافراد وجماعات منها المعروف ومنها الغير معروف وترك السلاح يتدفق الى ايدي جماعات وافراد لا يوجد من يقودهم ولا من يردعهم بل ان الدول الداعمة تتسابق بدعم مجموعاتها المحسوبة عليها وكل لها حساباتها البعيدة كل البعد عن حرية الشعب السوري لان معظم هذه الدول لا تؤمن اصلا بمثل هذه الكلمات ولكن هي تصفية حسابات ما بينها وبين النظام السوري,كل هذه الفوضى الحاصلة بسوريا سهلت دخول العديد من العصابات الاجرامية وبالذات ذات الخبرة الاجرامية بالعراق المدمي منها والتي كانت تقتل على الهوية والطائفة والمذهب والدين مقابل مبلغ لكل راس ضحية لا يدفعها لذلك سوى المال , هذه الجماعات المسلحة الاجرامية وجدت فرصتها لتنفيذ مخططات من هم ورائها والذين يريدون ان يحفظوا امن اسرائيل ويجعلوا اليهود قريري الاعين ينعموا بسرقة فلسطين دون اية منغصات ما دام ان هناك من يقوم بالدور عنهم لتصفية حساب هزيمتهم في جنوب لبنان , لقد لجأت هذه المجموعات على القتل الجماعي المنظم المدعوم من قبل الافراد المشترون والمحسوبين للاسف على النظام وهنا اقول للرئيس بشار اذا انت اعترفت بخطابك الاخير انه يمكن تجنيد بعض العاطلين عن العمل بالفين ليرة للتظاهر فكيف اذا دفع اكثر من هذا المبلغ للقتل والمجازر والهدف هو اثارة الفتنة بين المسلمين والطوائف المختلفة؟ ولماذا تستثني افراد المليشيات والامن لديك من مثل هذه الافعال, اليسوا افراد سوريون ؟ ولماذا تستبعد تجنيد بعضهم ؟ والا كيف تمت التفجيرات والاغتيالات لرموز المقاومة في وسط دمشق؟ فالذي يمد يده لخمسين ليرة لتمرير سائح عبر الحدود او حراسة سيارة مخالفة في اهم موقع بوسط دمشق مقابل عشرة ليرات سورية هؤلاء ياسيادة الرئيس الفساد ناخرهم فلا تستبعد ان يقوموا بمثل هذه المجازر ونحن نوافقك انهم ربما لا يمثلون السلطة ولكن لماذ لا يتم فضحهم والاقتصاص منهم ؟ وفي نفس الوقت اننا نعرف ان المجازر والتي اصبحت تحدث ما بين الحين والاخر والتفجيرات الاخرى بالتأكيد ليس وراءها الجيش السوري مطلقا , فمعاذ الله ان يفعل هذا سوري باهله , انهم يا سيادة الرئيس ليسوا سوريون , انهم دعاة الفتنة الطائفية والمحسوبين علينا كمسلمين انت تعرفهم ونحن كذلك وحتى اريحك اكثر والله ان اليهود حتى بريئين من هذه المجاز,نعم لقد  اعترف الامريكان والاروبيين وكذلك المراقبين بوجود حهة ثالثة تعمل على مثل هذا االترهيب ,وافشال مهمة عنان الميتة اصلا وهذا المسمار الذي اطلق رصاصة الرحمة على المعارضة السورية.
 
اخيرا اقول امل ان لا يثبت التحقيق ان هذه المجازر تقوم بها مجموعات صدرية عراقية او ايرانية او حتى لبنانية كل دافعها الطائفية , عندها سنكون وصلنا الى نقطة الحرب الطائفية والتي يتخوف منها الكثير من العقلاء الغير مسموع اصواتهم لانها ستنتقل الى كل الدول المجاورة من هنا ننادي عقلاء الامة العربية والاسلامية للمسارعة بالتفاهم ونسيان كل الطائفية النتنة والتوافق على حل يرضي الشعب السوري المظلوم والكف عن التدخل بشؤونه سواء من ايران التي عليها ان تتعالى على الطائفية بدعمها نظام اصلا هي لا يمكن ان تتوافق معه اذا كانت جمهورية اسلامية كحزب بعثي اعتبرته في الماضي العدو اللدود فلا مبرر لمساتدته بل على العكس المفروض ان تساند اية حركة اسلامية واما الدول العربية فعلى البعض منها النظر في حقوق شعوبها والتسامي على الطائفية, لان الفتنة ليست بحال من الاحول في مصلحة اي من الطائفتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد