.... ومازالت الحكومة الرّابعة الحاليّة خلال عام ونصف كسابقاتها تشتري الوقت،وتعالج المرض الخطير بأبر التخدير، وما رفع أسعار المحروقات في هذا التوقيت إلاّ شرّ و بئس نذير، والسكوت على الفساد وترك ومماطلة واضحة وانتقائية في توجيه الاتهامات للفاسدين، والأنكى من ذلك ترك معظم من كانوا في حكومات سابقة قد عهد اليهم بالملفات الاقتصادية وصار عندنا فريق اقتصادي يحملون شهادات الدكتوراة ، وقد تمّ انتقاؤهم من أصحاب القرار على أساس أنّهم الجهابذة والعباقرة والعمالقة الّذين يجد ( آدم سميث) عالم الاقتصاد المشهور نفسه أمامهم قزما ولكنّ تبيّن بأنهم فاسدون أقزام (وجدتي تفهم في الاقتصاد أكثر منهم ) وهم في الغالب ليس في قلوبهم ذرة من دين أو أخلاق، مجموعة من الأفّاكين الدجالين الّذين مردوا على الكذب والنفاق ، وبعد كل ّ ما سمعنا ورأينا وقرأنا وعاينّا وعانينا من مشاريعم الاقتصادية الّتي كانت حبرا على ورق ، وقد غرروا بأصحاب القرار وأقنعوهم بالزور وقد نهبوا المال والذهب في العصر الّذهبي الرديء للذهبيين وأعوانهم الّذين هم لهم شركاء في شبكة ستنكشف خيوطها قريبا.
وقد تبيّن الآن، وبفعل جهود المطالبين بالاصلاح، وفي هذا الفضاء المفتوح والسّر المفضوح، بأنّ هذه الشبكة ممّن عهد اليهم بأمانة المسؤولية وقد أقسموا على الكتاب الكريم أمام سيّد البلاد والشعب بالاخلاص والقيام بواجباتهم بأمانة ونزاهة ، ولكنّهم في عتمة الليل البهيم وغفلة رقيب الأرض سرقوا المال وباعوا الشركات والأرض بلا مزاد وبأقل عرض ، وأصبح العامل الأردني من أولئك القلة القليلة الذين يعملون في القطاع الخاص ، إذا سألته عن مكان عمله يبادرك بالقول ، أنا أعمل مع الشركة الدنماركية ، أو الفرنسيّة ، أو الهندية، وكأنّنا لا نعيش في الأردن، والعياذ بالله .
ورغم كل مايحيط بنا من تحديات خارجية، وأخرى داخلية باتت تشكل هما لا يفتر ولا يمكن أن ينسى لصاحب القرار الحريص على صالح الوطن والمواطن إن بقي من هذا النفر الطيب في بلادنا ، بعد أن عمّ الفساد وانتشر وأكل الأخضر واليابس ،وأصبح المواطن الأردني المتميز هو أكثر من يعاني تائه بائس، يهذي وهو يمشى في ساعة استلام المعاش ( الرّاتب ) الـذي أصبح لا يسد رمق عائلته ولا سداد فواتير الكهرباء والماء والغاز والكاز والهاتف وأقساط طلبة المدارس والجامعات وغيرها الكثير ، وبعد الهذيان بقيم هذه الفواتير وجد صاحب المعاش أنّه لم يبق له من الراتب لمصاريف الطعام والشراب لزوجته ( أم عزيز ) وأولادها طيلة الشهر إلا خمسة عشر دينارا بعد دفع أجور الدّار،( وأم عزيز ) متعاونة مع زوجها وتشفق على حاله فاقترحت عليه الصيام يوما والافطار يوما ، وطعامهم الخبز والماء وقليل من الزيت ، ويحمدون الله على نعمة الله ، ( يا سيّدي إنّ في الأردن فقر وبطالة ، لكن فيه عزّة وكرامة )لكنّهم يرفعون وأولادهم أكفّ الضراعة الى الله جبّار السموات والأراضين أن يقصم ظهور من سرقوا ونهبوا قوت عيالهم ومن لم ولن يحاسبهم من الظالمين المارقين الّذين لا يخشون عقاب الله .
وبعد أن حاول بعض الأردنيين حرق أنفسهم وهم في كامل وعيهم ، وبعد أن طلق الرجل صاحبته ( زوجته ) الّتي يحبها، وبعد كلّ مايجري ولسوف يجري من أحداث، فما زالت هذه الحكومة تعالج المرض الخطير بأ بر التخدير، وكأنّها لا ترى ولا تسمع ، وتصبّ الزيت على النّار، فهل هذه الحكومة مع النّظام؟ أم أنّها تتخبط في ظلام ّ!!! ونحن نقول لسيّد البلاد : فإنّهم إن حوكموا فكأنما نحن وإياكم بعد الظما قد وردنا زمزما،،،،،، والله المستعان