عباءة الكاردينال

mainThumb

19-06-2012 02:01 PM

 لقد شهدت مصر في الأيام الماضية انتخابات تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع انتظار صدور النتائج الرسمية إلا أنه أصبح من شبه المؤكد فوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بكرسي الرئاسة، وبذلك يبعد الناخب المصري شبح الرجوع إلى النظام السابق -ولو مؤقتاً- عن مصر وشعبها، فمع هزيمة الفريق أحمد شفيق يمكننا القول إن من هزم فعلاً هو النظام السابق وفلوله ومن "مولهم" طيلة هذه الفترة سواء من داخل مصر أو"خارجها".

 
ولكن هنا أتت صدمة أغلب المراقبين، ففي نفس يوم حدوث ذلك العرس الديموقراطي أبى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يمنع هذا اليوم أن ينتهي "بحرية" الشعب وإرادته في الاختيار، فأصدر "فرمانه" على هيئة إعلان دستوري أو "غير دستوري" كما يرى البعض، وفيه ضمن لنفسه منصب المشرع ولو لنصف عام قادم على الأقل "إن لم نفاجأ بشيء جديد"، وبه أيضاً جعل من منصب الرئيس منصباً "فخرياً" كرئيس "إسرائيل".
 
فماذا بعد هذا "الوأد" الديموقراطي؟ هذا اليوم الذي بدأ ديموقراطياً وانتهى "قمعياً"، هل نحن بصدد ثورة جديدة أم أن الشعب المصري قد فقد "الأمل" في من يمثله سياسياً وقضائياً، من المؤكد أنه بعد "الفرحة" المبدئية للإخوان بفوزهم بعد طول انتظار وعبر عقود من الكفاح سيقومون بقراءة تفاصيل ذلك الإعلان الدستوري كشخص يقرأ بنود قرض بنكي بعد فوات الأوان، لا أستطيع أن أتخيل بأن الجماعة بتاريخها النضالي ستوافق على "نصف رئيس" رئيس "مراسم" لتناول "كحك العيد" ولقص الشرائط وتقبيل الأطفال في المناسبات، من الصعب تخيل قبول الإخوان بهذا.
 
الرأي الأخير...
 
لا أستطيع وأنا أشاهد ما يفعله المجلس العسكري إلا أن أتذكر بعض أعمال الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما وبخاصة تصوره لشخصية الكاردينال دو راشيليو، فهل ستستمر مصر تحت رعاية "الكاردينال المشير"؟ من المؤكد بأن خروج مصر من تحت "عباءة المشير" سيكون صعباً للغاية وقد أصبح من الواضح اختلاف الآراء حول معنى "مصلحة مصر"، ومع التعاون المبهر بين المجلس العسكري والقضاء لا يسعني سوى أن أبدي إعجابي بالتطبيق المثالي لأندر وأغرب النظم "شبه- الديموقراطية" ألا وهو نظام "الدكتاتورية الدستورية".
 
(الفرق بين ثورة ناجحة وفاشلة هو الفرق بين الخيانة والوطنية).
 
إلى اللقاء في رأي آخر.
 
كاتب وقانوني قطري
 
NAWAF@ALTHANI.WS


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد