رشوة طابور

mainThumb

20-06-2012 02:32 PM

 

   منذ أن كنت في الصّف الأوّل ، كنت دائماً أبحث عن التّميّز ومن علامات التّميّز الّتي كنت أسعى للوصول إليها ، هي أن أقف في بدايّة الطّابور الصّباحي ، يعني أن أقف أولاً ؛ لذا كان يتوجّب عليّ  الإستيقاظ مبكراً حتّى أصل إلى المدرسة أولاً، وفعلاً كنت أصل عند باب المدرسة قبل أن يبادر الحارس بفتحها وفي  حال وصول الآخرين معي ، كنت أركض بأقصى سرعتي كي أسبقهم وأحجز أوّل الطّابور ..!
 
    وفي بعض الأيّام ، كانت تروح عليّ نومة ؛ لذا  أصل للمدرسة متأخراً  وأرى أوّل الطابور محجوز حتّى إلى العاشر ، فكنت أستخدم كافّة الأساليب ؛ كي أرشي بها من يقف أوّل الطّابور كي يعطيني مكانه  أي " أوّل الطّابور " الّذي إعتدت في الوقوف فيه  أحياناً سندويشة كانت أمّي تحرص على صنعها لي ، وأحياناً أقاسمه مصروفي ولمّا كانت الأساليب  الإقناعيّة تضيق ذرعاً بإقناعهم كنت أعدهم بأن أُعطيهم مكاني لإلقاء نشيد الصّباح على الإذاعة عندما يكون الدور لي بعرافة الإذاعة  .
  
    لا أذكر أنّني كنت أقف بآخر الطّابور إلا إذا كانت هناك مخالفة ما يعني إذا نسيت أمّي أن تقلّم لي أظافري كنت أرجع إلى الخلف " آخر الطّابور " كي لا يراني الآخرين عندما تقع بي العقوبة ، أو عندما كنت أُخالف بربطة الشّعر فأضطّر للرجوع إلى الوراء كي لا يراني النّاظر  .
 
   وهذا هو حال إخوتنا  في الله ، ممّن وقعوا في شباك هيئة مكافحة الفساد ، فأصبحوا يصطّفون الطّابور كي يأخذ كل منهم نصيبه فمن جاء حظّه واصطّفّ في أوّل الطّابور بدأ يستخدم كافة الوسائل والطرق الإقناعيّة كي يرجع لأخر الطّابور ممكن يعرض سندويشة ، عفواً أقصد رشوة لفلان وفلان كي يؤخّر ويعرقل النّظر في ملفه ، أو أن يبكي متوسّلاً ..! لكن دون فائدة تُذكر ، ومن بقيت يده نظيفة فإنّه لا يخشى على نفسه ، وكما يُقال واثق الخطوة يمشي ملكاً فلا يهمه  إن كان في أول الطّابور أو آخره ، نرمين كانت تدفع سندويشتها كي تقف في بداية الطّابور وهناك من يدفعون سندويشاتهم من أجل الوقوف بآخر الطّابور .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد