اين الموظف الاردني من تحديد ادنى الاجور

mainThumb

25-06-2012 08:46 PM

قبل اقل من اسبوعين كنت في زيارة الى وطني الاردن في زيارة مفاجئة بسبب فقداني لابي الحبيب رحمه الله واثناء العزاء والحوارات التي تدور احيانا في مثل هذه المناسبات التي تجمع الاردنيين, شد انتتباهي موضوعين الاول ارتفاع اجور الخادمات وتحديد حد ادنى لاجورهن حسب الجنسيات فمثلا الفلبينية الاغلى اجرا يصل اجرها الى ثلاثمائة وخمسون دينار غير الستة الاف التي تدفع مقدما الى المكتب والحكومة واقلها اجرا هو راتب البنغلاديشية حيث يصل الى مائة وخمسون دينار غير الالف وستمائة دينار مقدما واما الموضوع الثاني فهو ارتفاع اجور بوابي او حارسي العمارات حيث ارتفع رواتبهم من ثمانون دينارا الى ما يزيد عن ثلاثمائة دينار كاش مع السكن المجاني وتوابعه من الكهرباء والماء علاوة على ما تجود به نفوس اصحاب العمارة من تبرعات بغشيش واكل ,فلو اضيف كل هذا لوجدت ان راتب الحارس قد يصل الى اكثر من ستمائة دينار احيانا .

لقد بدأت بهذه المقدمة ليس حسدا لهتين الفئتين الكادحتين ولكن حزنا على شرئح كثيرة من الموظفين الاردنين الغالبية العظمى منهم من حملة الشهادات الجامعية لا احد يهتم بحالهم متروكين للابتزاز ولامزجة اصحاب الشركات لتحديد رواتبهم وحوافزهم دونما اي رقابة او رادع  وعلى سبيل المثال لا الحصر ساتناول منهم شريحتين الاولى شريحة المعلمين والمعلمات بالمدارس الخاصة الاردنية والشريحة الثانية الموظفين بالشركات الخاصة بشتى المناصب الدنيا من سكرتيرة الى موظف عادي...الخ, اما الشريحة الاولى فالملاحظ انه لا يوجد هناك اي اهتمام بها سواء من وزارة التربية والتعليم او حتى من نقابة المعلمين والتي اسست للدفاع عن حقوق هذه الفئة الغلبانة والتي تركت لاصحاب المدراس الخاصة تحديد اجورهم والتحكم بها حسب اهوائهم فلو نظرنا الى معدل رواتب هذه الفئة من المعلمين سنجدها لا تتجاوز المائتين دينار في احسن حالاتها والتي كما هو معلوم لا يكفي هذا الاجر حتى موصلات لهؤلاء المساكين الذين غالبا ما يكون سكنهم بعيدا عن مدارسهم , والاسوأ من هذا الراتب ابتزاز بعض المدارس لهؤلاء المدرسين بعدم صرف رواتب الاجازة لهم بحجة انهم يريدون ضمان عودتهم, بل ان بعض المدارس ذهبت الى ابعد من هذا الابتزاز حيث انها لا تصرف لهم نهائيا مثل هذه المكافأة و البعض منها ذهب لاستغلال حاجتهم الماسة للوظيفة بعدم التامين صحيا أو اجتماعيا عليهم, من هنا نتسأل: كيف تترك هذه الفئة لمثل هؤلاء الاشخاص الذين لا هم لهم سوى جمع المال على ظهور ورقاب هؤلاء المساكين والذين بعلمون ابنائنا ؟, و كيف لهؤلاء المدرسين في ظل مثل هذه الرواتب المتدنية ان يؤدوا هذه المهمة السامية والخطيرة على امن الوطن ؟ كيف لهم ان ينعموا بعيشة أمنه تمكنهم من انجاز هذه المهمة والتي يحتاجها كل بيت اردني بل يسهر ويصرف الغالي والنفيس من اجلها؟ اين هذه النقابة من حقوق هذه الفئة ؟ ربما يكون الرد لماذا لا يتظلم هؤلاء لهم ؟ اقول لهم ببساطة انتم تعلمون مدى صعوبة الحصول على وظيفة فاذا تظلموا لكم بكل سهولة سيتم فصلهم ولن تعملوا لها اي شيء .

 اننا نستغرب ان يكون هناك حد ادنى اصبح متعارف عليه للخادمة المستوردة وراتب متفق عليه بين الحراس للعمارات في حين تترك العديد من شرائح الاردنيين العاملين بدون تحديد الحد الادنى للاجور وان وجد فهو حبر على ورق لا يوجد اية الية لتنفيذه ومراقبته, فالاجدر ان يتم تحديد اجر لهذه الفئة المهمة من المعلمين والمعلمات الاردنيين وفرضها على كل مدرسة وعدم ترك الامر لاهواء اصحاب هذه المدارس من خلال برنامج اعتماد يتم التدقيق عليه في كل مدرسة من ضمنه رواتب هولاء المدرسين ويتم اعتماده من قبل وزراة التربية والتعليم بالتعاون مع النقابة وادارة التعليم الخاص ,وكل مدرسة تخالفه يتم ايقاف التسجيل بها ,أو حتى ايقافها, فهل هذا بمعجزة ؟ ان ترك بعض من هذه المدارس بابتزاز ابنائنا وبناتنا ليس عدلا ويجب ان يتم ايقافه من خلال قانون يحدد فيه الاجر الادنى التي على كل مدرسة ان تدفعه لهؤلاء المدرسين بالاضافة الى الحوافز الاخرى من ضمان وتأمين ونهاية خدمة ورواتب الاجازة كما هو معمول به في المدارس الحكومية , فهذه المدارس ترفع اسعارها في اية زيادة ضريبية للحكومة وفي نفس الوقت تتجاهل رواتب مدرسيها , ان هذا ليس عدلا خاصة وان كل هذه المدارس تحقق ارباحا خيالية واما حجة بعض المدارس انها صغيرة فلتذهب الى الحجيم ولتغلق ابوابها لانها بالتأكيد لن تحقق الاهداف التعليمية المنشودة.

اما الفئة الثانية المظلومة فهي فئة عموم الموظفين الذين يعملون ببعض من الشركات الخاصة والتي تعمل في مجالات مختلفة وللاسف ان بعض من هذه الشركات هي مجرد مكاتب ربما يتم فتحها من قبل اصحابها لمرض في نفسه كلنا لمس وعرف العديد من هذه الامراض وليس هناك في هذا المقال مجال للخوض به , ان مسؤولية وزارة العمل والعمال والنقابات الممثلة لهم وحتى ديوان الخدمة المدنية هو التدخل بشكل او باخر من خلال تشكيل جميعية او لجنة للحافظ علىى حقوق الموظفين بالقطاع الخاص ربما تشكل من وزراة العمل ونقابات العمل وديوان الخدمة تقوم بوضع ضوابط و قوانين يحدد فيها الحد الادنى للاجور المقبولة والاهم من وضع القوانين هو ان تكون هناك الية لمراقبة مثل هذه الاجور بالاضافة الى كل الحوافز الوظيفية من تامين صحي و ضمان اجتماعي , ليفرض توقيع واعتماد عقود العمل من قبل هذه الجنة التي تكلمنا عنها ,لا بد من المحافظة على الموظف او العامل الاردني حتى لا يبقى سلعة يبتزها اصحاب الاموال والشركات .

ان الحد الادنى للاجور لا بد ان يأخذ بعين الاعتبار حد الفقر في الاردن او راتب الفقر والذي اصبح حسب العديد من الاحصائيات خمسمائة دينار بل وصل في اخر الاحصائيات الى ثمنمائة دينار اردني فبالله عليكم تخيلوا راتب المدرسة او المدرس او الموظف الذي لا يتجاوز المئتين دينار وكيف هي حياتهم  ثم ستعرفوا اسباب كل هذه الجرائم والمظاهر اللاخلاقية الغريبة على مجتمعنا الاردني والتي اصبحت تنتشر في شوارعنا , علينا جميعا افراد ومسؤولين ان نتنبه الى هذه المشكلة بعناية , كل هذه الشركات والمدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع تحقق ارباحا خيالية , من هنا عليها مسؤولية اولا اخلاقية ووطنية فهي عندما تعطي الموظف حقه وتمكنه من العيش الكريم هي بالدرجة الاولى تحقق الاستمرارية ومن ثم الارباح والعكس هو الصحيح.

اخيرا اقول ان اعتماد حد ادنى للاجور سيساعد على استقرار الموظفين والعمال وفي نفس الوقت سينعكس ايجابا بالنهاية على القطاع الخاص وسيزيح عبئ عن الحكومة من توظيف العديد من الاردنيين ثم انه سينعكس على الجانب الامني للوطن فالاستقرار الوظيفي سيؤدي الى الاستقرار الامني وهذا سيوفر الامن والاستقرار للمستثمرين ويشجعهم ويجذبهم مما سيزيد عدد الوظائف والازدهار والعكس هو الصحيح فعندما يشعر الموظف بالابتزاز فسيطر لتعويضه بمد اليد او الاعتداء او التحايل وبالتالي ازدياد في عدد العاطلين عن العمل والتسكع بالشوارع والبلطجة والذهاب الى اوكار الرذيلة والجريمة مما يؤدي الى تفكك المجتمع وانتشار للجريمة المنظمة وهذا سينفر كل المستثمرين و ينعكس سلبا على الوضع الامني في الاردن , ان وضعنا في الاردن حرج بل وحرج جدا وان لم يكف بعض من اصحاب القرار والنفوذ عن الفساد والجري وراء مصالحهم الخاصة ونهب المال العام وترك البلاد والعباد يلاقون مصيرهم من الحاجة والفقر وعدم التوظيف فاننا لا سمح الله سننزلق جميعا الى مصير عافانا وعفاكم الله منه وحمى الاردن وطنا وشعبا وقيادة منه وادام علينا نعمة الامن والاستقرارفي ظل قيادتنا الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد