ضميري ومصلحتي

mainThumb

30-06-2012 02:10 PM

 ذات ليلة  ربيعية من حيث الموسم باردة أجواءها تسللت إلى فراشي خِلسةً هارباً من أفكاري إليها أحكمت غطائي جيداً ولكم راودني الإحساس بأنني مقبلٌ لا محالة بإتجاه حوار ذاتي صارم وكشف حساب زمني أستعرضه أمامي , خاص بي نعم ؛ لكنه ليس يخلو من أسرة أفتخر بها وعشيرة ذات شأن كبير ومجتمع يحوي الصالح والطالح فيه من الخير كثيراً ومن الشر أكثر من ذلك بمراحل .

 
كنتُ قاسياً بحق نفسي لكنني سعيداً بجرأة الطرح , فقد أنبتُ ضميري وأقنعت ذاتي بالتقصير ,,,, ووجهت لنفسي شخصياً عديد الأسئلة , وضعتها قيد الإتهام ولعلي هاهنا أقر بأن اللهجة كانت حافلة بالعتب الممزوج بالحدة وكيف لا أكون هكذا وشعاري الدائم في الحياة أن بالإمكان أفضل مما كان .
 
وفي إحدى مراحل الحوار العنيفة كان ضميري يخبرني بأن الأمور ليست بذلك السوء الذي أتصوره ولكن المشكلة ليست سوى حساسية مفرطة تنتابني تجاه الآخرين وأنني ربما دقيق الملاحظة وهذا يولد لدي دوماً شعوراً بالإحباط من بعض السلوكات وأن من الواجب علي عدم إجهاد نفسي بشؤون الآخرين والإلتفات لنفسك فقط فلكل إمرىء شأن يغنيه .
 
إنتهت الجلسة الساخنة الحافلة بجميع ما لذ وطاب من أرقى سبل العتاب ولا أخفيكم بأن السعادة قد غشيتني ومنحت لمنامي مذاقاً فريدا محبباً تولد في داخلي من جراء الرضى الذي لا يتأتى للإنسان إلا بمقدار ما يراجع تصرفاته وسلوكاته وإزالة حبيبات الغبار التي تخفي معدناً أصيلاً وأرواحاً رائعة تملكونها وأنا أيضاً .
 
إن أساس المشاكل والخلافات والنزاعات في الكون أجمع هو المصالح الشخصية وتنشأ هذه الحروب أو الخلافات المجتمعية نظراً لتضارب المصالح ما بين الأفراد بعضهم البعض أو الجماعات ككل , وعليه كلما أكتسى المجتمع وأفراده صبغة الأنانية بدا واضحاً عليه الحقد والغيرة والإحتكاك المباشر ما بين الأشخاص ونتج عن ذلك فساد يستشري بين العباد كل منا يحمل المسؤولية للآخرين دون إلتفاتة لو بسيطة إلى الذات وماذا نقدم لأنفسنا وللآخرين أملاً بالنهوض نحو أعلى وأرقى درجات التميز .
 
 
السعادة تأتي من خلال مدى قناعتنا بما نملك فهي لا تأتي بالأموال ولا بالرفاهية ولا بأي شيء في ظاهره جميلاً ولكنه ليس دائماً , حيث أننا كلما سعدنا ورضينا بما لدينا كانت حياتنا أبعد عن الشقاء والركض خلف السراب , فنحن وكما أصر دوماً بحديثي ( شعب رائع ,,, واعي ,, مثقف ) ولكن فلنراجع أنفسنا بعض الشيء وليستعرض كل منا ما لديه من نعم ويشكر الله عليها كثيراً وكما يليق بجلال وجهه الكريم .
لستُ بمنأى عن كل ما ذكرت وحين أتحدث دوماً في السلبيات فأنني أرفق نفسي ضمن قائمة المعنيين بالحديث وحتى عند ذكر الإيجابيات فأعتبرُ دوماً أنني أحتاج للإستزادة منها , طريق الخير والصفاء والنقاء واضحة وبإمكان الجميع سلوكها  لو قدم كل منا بعض التضحيات وقليلاً من التنازلات .
 
 
أخيراً وليس آخراً أذكر نفسي وإياكم بضرورة مراجعة الذات على الدوام والإبتعاد عن تحقيق المصالح على حساب الغير وأن ننأى بأنفسنا عن الشبهات وأن نقرع جرس الإنذار في دواخلنا بأن الكذب حبله قصير وإن بدا أسرع للوصول نحو الأشياء المادية الزائفة التي ستزول لا محالة وأن على كل فرد منا تأدية واجباته تجاه نفسه وتجاه الآخرين ضمن مجاله ووفقاً لما يتوفر لديه من قدرات , ففي نهاية الأمر يرقى المجتمع وينمو ويبدو في أبهى حلة كلما كان أفراده على المستوى المأمول من النضج والوعي ودمتم بسلام آمنين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد