فلسفة الإيمان اللانهاية المستمرة

فلسفة الإيمان اللانهاية المستمرة

01-07-2012 10:37 AM

 فلسفه اللانهاية المستمرة ، تدل على أن نظرية الاستمرارية  هي التناغم الذي ينظم الكون وذلك بقدره الله جلت قدرته بديع السموات والأرض الأزلي اللانهائي الذي نظم الكون بخلقه لكل شيء بقبضته  , كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنة و كان الله ولم يكن شيءٌ غيره هو الله العظيم  الظاهر والباطن  فقد خلق الكونَ واسعا ومتوسّعا  ليدل على انفراده ووحدانيته لأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، فلنلاحظ الولادة ذكرها الله جل جلاله الأول والأخر لأنها تفطر وتنبت ليستمر الناتج ويكن المولود قادم ليستمر التسلسل اللانهائي بتنظيم الخالق القادر فنكن في بوتقة الاستمرارية (الله أكبر)  هو الأول والأخر ليس كمثله شيء  . لا يمكن للكون أن يوجد نفسه بنفسه، لأنه لم يكن موجوداً بالأساس فكيف يوجد شيئاً وهو غير موجود؟ ، ففاقد الشيء لا يعطيه أي أن فعل الإيجاد لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان هنالك أحد موجود أصلاً ليفعله إذاً هو الله  المسبب هو الذي خلق الكون و يدير شأن هذا الكون ويخلق الكائنات ويميتها، الله هو الأزلي اللانهائي  المستمر ( الله اكبر ) . 

 
وجود الله تبارك وتعالى دال على اللانهاية المستمرة لأنه تبارك وتعالى ليس له زمن لأنه هو خلق الزمان وليس وجوده في مكان لأنه هو الذي خلق المكان وهو موجود قبل الزمان والمكان ، فالله موجود لا ابتداء لوجوده , قال تعالى ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ، فلم يكن في الأزل نور ولا ظلام فوجب الإيمان بأنه مضى وقت لم يكن فيه نور ولا ظلام فيجب الإيمان بذلك مع أن وهم الإنسان لا يستطيع أن يتصور بأن لا يوجد نور ولا ظلام فكيف يستطيع أن يتصور الله جل جلاله  ، فالعقل الذي يعجز عن أن يتصور بعض المخلوقات كيف يستطيع أن يتصور الخالق فهو كما قال أئمة الهدى (  مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك ) ، قال ذلك الإمام أحمد بن حنبل والإمام ذو النون المصري والشافعي وغيرهم . قال تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . فلسفه الاستمرار تستوجب الإيمان بالله الأول والآخر لان الاستمرارية ليس لها بداية ولا نهاية هي الاستمرارية التي لا تنقطع لان الحياة في الحاضر تعني عدم التعلُّق بالماضي وعدم الأمل في المستقبل. وفي هذا المنظور، لا أهرب من الماضي ولا أغض نظري عن المستقبل، وهذا لأن الحياة في الحاضر تشتمل على كلِّية الوعي – الوعي الفردي والوعي الجمعي. لذا يجب أن أدرك في الوقت نفسه فرديَّتي وكونيَّتي وعندئذٍ يكون الموت والحياة أدوار ومراحل في اللانهاية المستمرة  لقوله  تبارك و تعالى ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة( 28 ) لان  إماتة الحي وإحياء الميت كلاهما دال على وجود الله  تعالى وقدرته . لا اله الا الله ما أعظم الله . 
 
الوجود المستمر يفسر المكان وكينونته التي تجسد الواقع الملموس واللامحسوس لنكن بدورين وجود اللاموجود لندخل في صيرورة ما يجب وصفه لندرك انه لا موجود إلا بقدره الذي وجده وصممه وخلقه وكان ما أراد له أن يكون في كونه المنظم حتى نأتي بما يجب أن يكون وهو الهدف لوجودنا كمؤمنين في كونه الموجود لنسمى ونرقى ونتبع الرسل عليهم السلام ليتم ما يبحث عنه الإنسان المؤمن الا وهو الإيمان اليقيني الذي يرفع الدرجات ونكن في عليين ونتقرب إلى الله جلت قدرته الأزلي الدائم الأول والآخر ما أعظمه جل شأنه الحي القيوم . قال تعالى (‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) .
 
حياتنا هي اللانهاية المستمرة التي خلقنا الله فيها ، فالدنيا جزء يتبعه جزء لنصل إلى ما هو آت يوم الحساب  فيه للحسنات رقم وللسيئات رقم  و بين الرقمين ميزان ليحق الحق بين البشر بثقل الموازين وخفتها التي توصل صاحب الحساب إلى اللانهاية المستمرة حق الحق جل شأنه نعيم بخلد أو جحيم بخلد والله اكبر بذكره ترتفع الأرصدة وتثقل الموازين بالحسنات لنكن من أصحاب النعيم اللانهائي , فاللانهاية المستمرة حياه أزليه تستمر بعمل ما في الوجود الإنسان المخلوق  إما للنعيم وإما للجحيم , لذا فلسفه اللانهاية يجب التدبر والتفكر بها  لذلك قال النبي الكريم:صلى الله عليه وسلم :  
 
" لا عبادة كالتفكر ".وقال: 
 
  "  تفكر ساعة خير من عبادة ستين عاماً  " .
 
 فالتفكر ركن أساسي في طريق الإيمان " إنما الدين هو العقل، ومن لا عقل له لا دين له " 
والإنسان رُكِّبت فيه شهوات، كحب المال، وحب النساء، وحب السيطرة قال تعالى 
 
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَب ) (14﴾
[سورة آل عمران]
هذه الشهوات قِوى محركة توصل إلى الله، أو قوى مدمرة ، تدمر سعادة الإنسان ، لذلك لابد من مَنْهجٍ يسير عليه الإنسان ليجعل من هذه الشهوات المركبة فيه، وسيلته إلى الله ، قال تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)  ) 
[سورة النازعات]
وأنا اكتب هذا المقال كلي حبا للإيمان لان الإيمان بلا عمل، شجر بلا ثمر، والعمل الصالح تجسيد للإيمان وإذا خلا الإيمان من العمل كان نفاقاً ، والفقر هو فقر الأعمال المؤمن في اللانهاية يربح ويفوز الفوز العظيم لأنه صبر واتقى وعمل بالحسنى . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد