الاخوان من الشعارات الى مواجهة الحقائق

mainThumb

02-07-2012 10:08 PM

 

 
قبل كل شيء لا بد وان اتقدم بالتهنئة لكل الشعب المصري شعبا و جيشا وقضاء واحزابا على نجاح عرسهم الديموقراطي والذي توجوه اخيرا باختيارهم رئيسا لهم بغض النظر عن انتمائه الحزبي فهو بالنهاية سيكون رئيسا لكل المصريين وهذا ما صرح وتعهد به لكل المصريين في اول ظهور تلفزيوني له وللحق فالرئيس مرسي استطاع ان يدخل البيوت المصرية والعربية و الاسلامية وغير الاسلامية من خلال تواضعه وتعهداته والتي وصلت الى حد الاستغراب من البعض حيث ان جزء منها جاء مخالفا حتى لكل الشعارات التي كان حزبه وجماعته يرفعها والتي ساتي عليها لاحقا.
 
الكل يعرف ان الرئيس المصري مرسي بالرغم من كل ما صرح به وحتى لو استقال من حركة الاخوان المسلمين وحزب العدالة فهو لن ينسلخ من جلده لانه تتلمذ على يد شيوخ هذه الحركة وجذوره مغروسة ولن تنقطع بها و بشعارتها التي اعلنتها ورفعتها في كل احتجاجاتها ومظاهراتها والسبب بسيط وهو ان هذه الحركة وقواعدها الشعبية هي التي اوصلته الى سدة الرئاسة فمرسي قبل هذا لم يكن سوى احد زعماء هذه الحركة وكان اسما مجهولا و لو قدر للشاطر ان يدخل الانتخابات لما عرف ابدا , لذلك فانا استغرب مطالبة بعض الاحزاب المصرية له بالاستقالة من الحركة و الحزب لان هذه المطالبة اولا ليست مبررة ولن تؤدي باي حال الى اي جديد , لانها ستكون استقالة شكلية و لن تغير في فكر وتوجه هذا الشخص لانه تربى وترعرع على هذه الافكار بل هو يؤمن بها كل الايمان وثانيا لو نظرنا الى الديمقراطيات العالمية الاخرى  كالامريكية لما وجدنا احد طالب اوباما الاستقالة من حزبه وكذلك الاسرائليين لا احد طالب نيتنياهو او ليبرمان الاستقالة من احزابهم لان هذه الشعوب تؤمن جيدا ان الولاء الاول والاخير هو للاوطان وانها صوتت لبرامجهم التي تخدم هذا الامر لا غير بغض النظر عن انتماء هؤلاء الافراد وشعاراتهم ودياناتهم واعراقهم , ان الذين يظنون انه مجرد استقالة الرئيس مرسي سيتخلى عن حركته او حزبه وعن ما امن والتزم به طيلة هذه السنيين هو واهم, بل عليهم ادراك ان الذي يجعل الرئيس مرسي يجمد العديد من الشعارات هي الحقائق والواقائع المحلية والدولية التي لمسها ووجدها عندما جلس على كرسي الرئاسة , لان العديد من هذه الشعارات ربما يضطر ان يطويها بالدروج ولو مؤقتا لانها تصطدم بالواقع السياسي والاقتصادي الدولي المر ولا تخدم مصالح الوطن والحركة.
 
ان خطاب الرئيس مرسي الاخير امام المصريين والعرب والمسلمين والمسيحيين والعالم كله اكد ما قلناه وهو ان الاقوال (الشعارات) ليست كالافعال فالاولى لا يوجد عليها رقيب وهي معظمها عاطفية حماسية لا تلامس الواقع بينما الافعال هي وقائع وحقائق تقاس بالربح والخسارة لذلك لا تنطوي على العواطف بل على العقلانية , من هنا فانا لا اجد اي حرج عندما اقول ان الرئيس مرسي خلع عبائته الاخوانية ولبس عبائة الرئيس لكل المصريين عندما تعهد في خطابه بالمحافظة على المعاهدات الدولية وكلنا نعرف لمن هذه الرسالة موجهة بالدرجة الاولى ,بالتأكيد للاسرائليين بانه لن يمس معاهدة السلام ولا اية اتفاقية اقتصادية موقعة معهم واهمها اتفاقية الغاز والتي تنظر امام القضاء المصري والمتهم بها الرئيس المخلوع واعوانه الذين تم الحكم عليهم وتجريمهم باهدار المال المصري, ولو قارنا هذه الاقوال والتعهدات لوجدناها مخالفة صريحة لكل شعارات الاخوان في كل الدول العربية والتي تطالب بوقف التطبيع الاقتصادي ومعاهدات السلام واغلاق السفارات الاسرائلية وفك الحصار عن غزة الذي يحكمه فصيل اخر من الجماعة وهي حماس , ربما يقول لي البعض وماذا تريد من رئيس جديد ان يقول في بداية حكمه ,لا بد من ان يتخذ مثل هذه المواقف المطمئنة لكل المتخوفين منه حتى لا يدخل بمشاكل لا حصر لها من اول يوم ,وهنا اقول كان ممكن للرئيس ان يتخطى هذه النقطة ويقول اننا نلتزم بكل المعاهدات الدولية والتي لا تنتقص من السيادة المصرية و سيتم مراجعة اية معاهدة تمس بمبدأ سيادة مصر او حتى يمكنه عدم التعرض لهذه النقطة و التغاضي عنها وتأجيل الكلام فيها و لا سيما ان هناك الاهم منها مثل مسألة تخوف الاقباط وبعض الاحزاب العلمانية والمشاركة الوطنية والحكومة التي غطى معظمها بكل نجاح وهذا كان يكفيه في ظهوره الاول حيث وفر مناخ ملائم من الراحة النفسية للعديد من الشرائح المصرية المتخوفة من وصول رئيس اخونجي ذو لحية.
 
ان المتابع للاحداث في منطقتنا العربية سيجد ان كل ما تعهد به الرئيس مرسي لم يخرج عن سياسة الاخوان في كل الدول والتي وصلوا بها الى سدة الحكم فمثلا تونس لم نعد نسمع ولو تصريح من هذه الحكومة الاخونجية تطالب بوقف الحصار عن غزة او حتى تصريح ينتقد ما تقوم به اسرائيل في فلسطين او يطالب بتحرير الاقصى المهدد او رفضا للمواقف الغربية بخصوص اية مشكلة عربية او اسلامية بل العكس نجد هذه الحكومة مساندة لكل سياسات واشنطن بالمنطقة من ليبيا الى سوريا الى ايران , ولو نظرنا الى قطاع غزة وحركة حماس لوجدنا ان كل شعارات هذه الحركة ذهبت ادراج الرياح مجرد ان تربعت على كرسي رئاسة الوزارة بل هي تستميت من اجل ان تحافظ على هذه الكرسي والتي لا تساوي شيئا لانها تحت احتلال هذا ما يقولنه هم وليس انا ولكنهم لا زالوا يفاوضون ويقارعون ابو مازن على مناصب الوزراء وما الخ , ولو عدنا الى الماضي عندما كانو خارج الحكم كانو لا ينفضون عن قذف الجنوب الفلسطيني المحتل بصواريخ يوميا وعندما كانت السلطة تصف هذه الصواريخ بالعبثية كانت الاتهامات والتخوينات لابو مازن و رجاله تنهال عليهم كالمطر وكانوا لا يتوانوا عن اطلاق شعارات الحق بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة ووقف التنسيق الامني والاتفاقات مع العدو ولكن الناظر لحالهم اليوم بغزة غيره سابقا بعد ان وصولوا الى سدة الحكم فيها فها هم يطلبون بالتهدئة ويوافقون ويوقعون على اتفاقاتها مع اسرائيل التي كانوا يصفونها بحد الخيانة, وهنا اسأل اليس وقف الصواريخ والتهدئة تعد ولو بشكل ما تنسيق امني مع العدو؟ اليس اعتقال مطلقي الصواريخ و قتل بعض المقاومين واعتقال اخرين هو تنسيق امني ؟ لماذا يحلل هذا عليهم ويحرم على السلطة؟ ام ان هناك نصي شرعي يعطيهم الحق ولا يعطي غيرهم ؟ كل هذه التساؤلات ليس الا توضيح لحقائق ان الشعارات قبل الحكم شيء وبعد الوصول الى الحكم شيء اخر.
 
اخيرا اقول هنا لكل المتخوفين من وصول حركة الاخوان في الاردن الى السلطة ان هذا الخوف هو مجرد تهويل وتخويف من قبل المتنفذين المتورطين بالفساد لا اكثر حتى يبقوا على تنفذهم و فسادهم  لان هذه الحركة اثبتت انها تستطيع التأقلم مع الواقع الدولي وانها قد تطوي العديد من شعاراتها الانتخابية حال تسلمها للسلطة وحتى لا يفهمني احد بانني ضد الاخوان بانتفادي هذا و انني ضد قراراتها بل العكس هو الصحيح انا احترم هذه الحركة و مع كل ما قاله ابن هذه الحركة الرئيس المصري مرسي لانه هو عين العقل والحقيقة والتصرف السليم في مثل هذه الحالات و لكني اقول له امل ان تكون هذه القرارات والتعهدات وقتية حتى تمر الرياح القوية والتي يستلزم منا احيانا ان ننحني لها مؤقتا حتى تمر بسلام ثم نقوم بالالتزام بكل ما تم رفعه من شعارات وخاصة العربية والاسلامية منها اذا كنا نؤمن بها وبعدلتها والذي اتضح ان غالبية الشعب المصري يؤمن بها بانتخابهم لك والا عندها سنعود الى مسرحية غوار وتغيير الطواقي فقط لنضحك به على الذقون ويبقى الحال كما هو عليه , عندها ساقول بالفم المليان لهذه الجماعة كان الافضل لكم ان تبقوا بالمعارضة لانكم ستخسرون كل شيء وستسببون حرج لكل ما هو اسلامي بعد الان فهل يدرك الاخوان هذه الحقيقة؟ 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد