لاجئ من فلسطين

mainThumb

09-07-2012 07:52 PM

 كعادته جدي ، دائما ما كان يصطحبني برفقته عندما يرى عيوني اللامعة البريئة تناظره عند الباب ، كم هي السعادة التي كانت تغمرني عندما يمد يده لي ويصطحبني معه ، كان كعادته يخرج من البيت لتجمعه أطراف الحديث مع المارة ، الذين اعتادوا على اخذ قسط من الراحة على حافة الطريق .،. كانت هذه الحافة تشهد جلسات المارة وكبار الثوار والمناضلين والسياسيين .. كان الحديث يدور حول أحوال البلاد والثورات هنا وهناك ، وكانت فلسطين تأخذ النصيب الأكبر من أحاديثهم الّتي تشدني بالرغم من صغر سني الذي لم يتجاوز الثامنه .. وكان الأطفال في الحي ممن هم في سني يبحثون عن اللعب هنا وهناك أما أنا ، فكنت أجلس الى جانب جدي على تلك الحافة .

 
   وفي هذه المرة ، قبل وصولنا الى الحافة ، تراءى لنا من بعيد رجل متعب لا من طول الطريق ، بل من هموم لم تحملها الجبال ، جلسنا بالقرب من ذلك الرجل ، بدأت أطراف الكلام تربط بينه وبين جدي مالي أراك مهموماً ..! خير انشاء الله؟! وقبل ان يجيب أخرج تنهيدة حملت قدراً كبيراً من المآسي بداخله..!! أجاب الرجل.... : بلا عنوان . بلا هوية ... حتى انني لا أحمل رقماً وطنياً ..؟! طرقت ابواب الحياة جميعا وفي كل مرة كانت تصك في وجهي ، أبحث عن فرص الحياة الهانئة والعيش الرغيد ، التي ما خرجت من وطني إلا لأجلها ... يا ليتني لم اخرج ..؟! أصبحت مشرد .. بلا حقوق .. بلا كيان .. أحزم أمتعتي .. أرحل من أرض وأحط بأخرى ... دون أن أشعر ان اياً منها تحتضنني كما ارضي يعتصرني الالم والقهر ..! فمنذ خروجي من أرضي لم يبقى لون من الوان العذاب والذل ، الا وتجرعته هذا هو حال كل من أخذته أحلامه الزائفة ؛ ليبني قصوره ويبحث عن الأمان بعيداً عن أرضه ..؟!  فلا هو صارع الطغيان الجائر واستبسل على أرضها ، ولا هو ذاق طعم الامان والعيش الهانئ على غير أرضه ، باختصار أنا لاجئ من فلسطين؟!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد