القراءة والكتابة

mainThumb

09-07-2012 10:08 PM

 مع تطور العلم وإنتشار الإنترنت بشكلٍ لافِت باتت القراءة مُتاحةً للجميع , ومن خلال الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية المتعددة أصبحنا نشاهد ونرى عشرات أو حتى مئات المقالات من كُتاب متعددين يختلف مستواهم الفكري والأكاديمي والثقافي ولكنهم يشتركون في ميزة نشر الأفكار والإبداعات المختلفة على إختلاف قدراتهم طبعاً , بعضهم يخوض السياسة و البعض الآخر يختص بالمجتمع وشؤونه ومنهم من إتجه إلى الميدان الرياضي وآخرون يكتبون الأدب نثراً وشعراً وغيرها من المجالات .

 
   نَظراً لهذا الزخم الكمي والنوعي في الكتابات باتَ من الضروري أن تتحلى المنشورات بتميز فريد و أسلوب خطابي راقي حتى تتمكن أن تحظى برضى الجمهور وحتى تلقى الإنتشار اللازم والمتابعة المتميزة من القراء اللذين أصبحوا مخيرين أمام العديد من المقالات وليس لديهم الوقت الكافي لقراءة كل ما يُنشَر وهكذا بات القراء ينتقون ما يقرأون أحياناً من خلال مواضيعهم المفضلة وأحياناً أخرى من خلال معرفة مسبقة بإمكاناتِ كاتبٍ ما , وهكذا في أغلب الأحيان فإن الإرث الثقافي للكاتب يساهم في زيادة شعبيته وإنتشار أوسع للصحيفة أو الموقع الذي ينشر من خلاله وهذا يتطلب من الكتاب المبتدئين بذل المجهودات الفائقة وصولاً إلى الإحتراف الكتابي وفرض إسمه وتميزه نجماً مضيئا في سماء وطن يحفل بعمالقة الكتابة والقراءة في آنٍ معاً .
 
القراء يبحثونَ عن الكتابات الجميلة ليتذوقوا طعم الشهد بين طياتها ولِيَلمَسوا أحاسيس ذهبية تنبثق من تألقها الجلي البارز للجميع , فبعض النصوص تتجلى أمام القارىء كإنسانٍ له فم وشفتين يحادثك ويضع يدهُ على ما أنتَ بحاجَتِهِ ربما حينئذٍ من العبارات , تَلتَفِتُ يُمنَةً وَيُسرَةً تتحسس نفسك قائِلاً : مابِهِ يخاطِبني وأنى له بِكل هذا الإدراك يعرِفني ؟ فكم نحنُ بِحاجةٍ إلى من يلامس واقعنا دونَ نفاق يداعب نسمات الإحباط الراسخة في أذهان الكثيرين منا يخلخلها ويجتث ذلك السوء الذي يختلج ربما في أنفسنا من هموم الحياة ومتاعب اللهث وراء أرزاقنا ولقمة عيش أطفالنا ونحن قد نسينا غِذاء أرواحنا العطشى لكل ما هو جميل ....
 
هناك أيضاً جانب ربما يُغفِلهُ الكثير من الكُتاب وهو مُحاولة التجديد في نوعية المنشورات والتنوع الذي باتَ مطلباً أساسياً للقراء , فَمن هُوَ ليسَ مُلزَماً بالكتابة في مجالٍ ما يجب عليه التَنقُل من شأنٍ لآخر لِيُراعي أكبرَ كمٍ ممكنٍ من المتابعينَ لِموضوعاتِه , الناس قَد ملت السياسة وتوترها , والناس لا يتحلونَ جميعهم بالإهتمام بالشأن الرياضي , وليس الجميع يروقهم الجانِب الإقتصادي , ومن غير الممكن أن يملك الجميع ذلك الحدس الأدبي الكافي لتذوق الشعر أو النثر , إذاً فعلى عاتِق الكُتاب مسؤولية كبيرة في حسن الخِطاب ودخول قلوب الناس دونما إستئذان لمحاكاة أيِ نَقصٍ يعانونَهُ ربما حتى دون إدراكٍ منهم .
 
وفي الختام لا بد من التنويه بأن النصوص القصيرة هي الأكثر جلباً للقُراء وكذلك فإن المُقدِمة تُساهم وبقوة في إستمرار القراءة حتى نهاية الموضوع ولا بُدَ أيضاً من ترابط الأفكار وتسلسلها وفقاً لآلية تطرد الملل وتُسهِم في إستثارة فضول المتلقي وُصولاً إلى فكرةٍ رئيسية تتمركز حولها بِدِقَةٍ وإتقان مجموعة من الورود الخفيفة اللطيفة لتكون حديقة الكاتب عامرةً دوماً بما يملأ القلوب بالسعادة والروح بالحيوية اللازمة ودمتم بِسلامٍ آمنين إن شاء الله .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد