حكومات صماء

mainThumb

17-07-2012 07:50 PM

 اي شخص يتابع الاحداث السياسية على الساحة الاردنية و ما حدث و يحدث فيها من ازمات نتيجة للتخبط بالقرارات من قبل الحكومات السابقة واالحالية يضع يده على قلبه خوفا على هذا الوطن ولحمته ومصيره فلو نظرنا الى جميع القرارات التي اتخذتها هذه الحكومة و ما سبقتها من حكومات لوجدناها معاكسة تماما ليس لرغبات وتطلعات الشعب الاردني باكمله بل والى توجيهات صاحب الجلالة الاصلاحية وان لبت فهي لا زالت تلبي مطالب فئة قليلة تمثل المنتفعين على ظهور ودماء هذا الشعب, والشيء المحير ان هذه الحكومات صماء عمياء لا تسمع ولا ترى مطالب هذا الشعب ولا حتى تقرأ الاحداث المجاورة واسبابها بل هي اغلقت الاذان والقلوب والاعين عن سماع ورؤية نبض الشارع الاردني الثائر الذي ضاق ذرعا من الغلاء والفساد والمحسوبيات و الزمر الفاسدة والتي لا يهمها الا ان تحافظ على مكتسباتها بغض النظر عن مصلحة الوطن ومطالب الشعب وقيادته الهاشمية .

 
ان اقرار قانون الانتخابات بصيغة الصوت الواحد المنبوذة شعبيا جاء ليخالف كل ما انبثق عن اللجنة الملكية لدراسة وتعديل الدستور ولجنة الحوار الوطنى لقانون الانتخابات الجديد وما اقر من قبل حكومة الرئيس عون الخصاونة السابقة من قرارت بخصوص القانون الانتخابي التوافقي الجديد والذي تم بعد مشاورات مضنية مع كافة الاطياف الاردنية ,بل هو تحدى سافر للمطالب الشعبية و ضرب بعرض الحائط لكل التوجيهات الملكية الاصلاحية,والى كل ما توصلت اليه هذه اللجان والحكومة السابقة من قرارات وتفاهمات واتفاقات مع مختلف الفئات الوطنية المعارضة للتوصل الى هذا القانون المعدل الذي لم يرقى في حينه لطموح بعض الفئات الاردنية ولم يلبي رغبة حراك  الشارع الاردني الذي كان يتطلع الى قانون اكثر عدلا وانصافا و العودة بالوطن الى نقطة الصفر, ان الاصرار على قرار الصوت الواحد المرفوض من كل الاطياف الشعبية الاردنية غير مبرر ويطرح عدة اسئلة واستفهامات منها: لمصلحة من يتم القفز على كل الانجازات والتفاهمات الوطنية الاردنية السابقة والتي جاءت بتوجيهات ملكية سامية؟ اليس هذا القرار ضد مصالح الشعب والوطن لانه لا يلبي مطالب شرائح واسعة من الشعب وقد يؤدي الى مقاطعة الانتخابات وفشلها؟ اليس هذا تأكيد على ما تم تسريبه من اشاعات ان مجيء هذه الحكومة فقط لنسف كل قرارات لجنة الحوار الوطني للانتخابات وكل التفاهمات حول هذا القانون مع الحكومة السابقة؟ اليس هذا تعزيز للاشاعات التي دارت وتدور حول ان هذه الحكومة جاءت لتنهي كل صفقات التفاهم مابين الحركة الاسلامية والحكومة السابقة؟ اليس هذا القانون هو الذي اتى بمجلس النواب الحالي الغير مرضي عنه شعبيا والمتهم بالمزور؟ اليس هذا تعزيز للقائلين بان قرار الصوت الواحد هو خدمة وحماية لمصالح الفاسدين والتغطية على فسادهم واغلاق ملفاتهم؟.
 
 ان ما زاد الطين بلة ما اقدمت عليه هذه الحكومة من تمرير قوانين زيادة الفقر بالوطن وأهمها رفع الاسعار لكل السلع المهمة للمواطن من ماء وكهرباء وكل مشتقات البترول دون اية مراعاة لخط الفقر والذي بلغ مستوى لا يكاد بيت اردني ان يسلم منه , والسؤال المحير: لماذا كل هذه القرارات من قبل حكومة يراسها مواطن اردني جاء من قرية او بادية وله اقارب ويعرف بالتأكيد هموهم ومطالبهم واحاسيسهم وفقرهم ؟ الا يؤكد هذا ما يقوله الاخرون من ان رئيس الوزراء الاردني هو ديكور لا يملك قرار نفسه وان هناك من يديره و يوجهه؟ ام ان رؤساء وزرائنا ينسون كل شيء الا مصالحهم ومصالح اقربائهم لمجرد انهم اصبحوا من سكان الدوار الرابع؟ باعتقادنا ان السبب الحقيقي وراء كل هذا التخبط يعود الى انه لم يأت حتى هذه اللحظة رئيس وزراء لديه القدرة والجرأة ليقول لبعض المتنفذين والفاسدين لا، وكفى, ان هذه الشخصية المفقودة لا بد وان تتمتع بالخبرة والذكاء والمرواغة السياسية الحكيمة بالاضافة الى كل هذا التحدي والمواجهة للزمر الفاسدة المتنفذة في هذا الوطن , فهل هذه الشخصية متوفرة في الاردن؟, نقول وبالفم المليان نعم, وهناك العديد من الاطياف الاردنية باتت تهمس باسمها ليل نهار بعد كل هذا التأزم الذي نشهده في الساحة الاردنية,وما اقرب اليوم بالامس فهذه الشخصية هي التي اختارها قائد هذه الامة الملك عبد الله الثاني حفظه الله لتشاركه بداية حكمه وملكه عندما رشحها لتكون اول رئيس وزراء في عهده وكلنا نعلم مدى حساسية تلك الفترة وخاصة بعد غياب شخص بوزن الملك حسين طيب الله ثراه فاختيار صاحب الجلالة لهذه الشخصية في وقتها بالتاكيد له مدلولات كثيرة اولها قوة وحزم ونباهة هذا الرجل, ان هذه الصفات بالتأكيد لا تتوفر ربما الا في شخصية واحدة هي شخصية ابو عصام عطوفة عبد الرؤوف الروابدة هذه الشخصية الوطنية الاردنية الذكية القوية المجربة من قبل االقيادة والشعب والتي نحن في الاردن بحاجة لها الآن وباقصى سرعة حتى تعيد الامور بقيادة صاحب الجلالة الى نصابها. 
 
 انني اعرف ان البعض سيهاجمني اما لسبب عنصري او فئوي او جهوي ولكن التخبط في القرارات الذي لازم كل رؤساء الحكومات السابقة والذي سببه الاول والاخير هو ضعف هذه الشخصيات بمواجهة رموز الفساد مع كل الاحترام لكل واحد فيهم ولما ان الوطن اغلى من كل هؤلاء وخاصة اذا كانت هذه القرارات لا تصب في مصلحة و تماسك هذا الوطن كان لا بد علي كمواطن اردني ان افضفض واطرح ما يجول بخاطري وخاطر العديد من المواطنين الاردنيين الشرفاء رغم انني اعرف ان البعض سيقولون ان ابو عصام فئوي وعنصري ليبرالي فهو الذي اغلق مكاتب حماس وهو الذي طرد قادتها وسحب جنسياتهم ونحن لسنا بحاجة الى شخص تأزيم وخاصة ان الامور انجلت وعادت الى طبيعتها واننا في الوقت الراهن نحتاج الى شخص يهديء من روع الحركة الاسلامية وبعض الاحتقانات لدى العشائر الاردنية المتنافسة والمتناحرة احيانا وهنا نقول ان ابو عصام لم يكن في يوم من الايام عنصري او فئوي ليبرالي ضد حماس و الحركة الاسلامية او فئات اردنية اخرى بل على العكس الكثير منا يعرف ان ابا عصام تربى وترعرع في بيئة دينية و اخواله وبعض من اقاربه من المتدينين و المنتسبين للحركة الاسلامية وهو محبوب جدا منهم فهو ابن سهل حوران ترعرع ما بين اشجار الزيتون و مساجد القرية مثله مثل كل الاردنيين ولا يوجد احد يزايد عليه في هذا ولكن علينا ان نقدر مواقف شخص في مركز مسؤولية خاصة اذا كان يرى ان هناك  خطر ما على امن واستقرار الوطن وعليه اتخاذ القرار المناسب للحفاظ عليه ,عندها لو كان الامر يتعلق بالاخ واعدامه لتم ذلك لان الوطن اغلى من الاخ والاب وكل الاقارب فكيف اذا كان الامر يتعلق بحركات و تنظيمات سياسية ربما لا تتفق توجهاتها في حينها مع سياسة الاردن, هذا جزء من الحقيقة لذلك فان اي قرار لابا عصام في حينه انطلق من مبدأ المحافظة على الاردن الوطن والاهل والعشيرة و في نفس الوقت على هذه المنظمات وقياداتها ولا يجب ان يؤخذ اي قرار سابق له بغير هذا السياق ووهو المحافظة على امن الوطن والمواطن والمقيم على ارضه وخاصة اذا كنا نتذكر حادثة الموساد وتسميم قادة حماس وما ادى من اشكالات امنية وسياسية, وانا متأكد لو ان ابا عصام خير بين ابنه عصام الوحيد ووطنه لاختار الوطن .ان شخصية ابا عصام شخصية وطنية بسيطة جاءت من قرية وريف اردني بسيط لاب فلاح اردني يعرف هموم اهله وابناء وطنه بشتى منابته واصوله والدليل على انه نجح في اشد الانتتخابات منافسة وامام منافسين لا يمكن مواجهتهم بسهولة وهم نواب الحركة الاسلامية في منطقة الشمال و كلنا نعرفهم ونعرف شعبيتهم وقد داعبه الامير حسن حفظه الله في احدى الانتخابات وقال له شو يا ابى عصام يا دوب نجحت على هالعدد الذي حصلت عليه مقابل العدد الذي حصل عليه احد الناجحين من الحركة الاسلامية فرد عليه ابو عصام بمداعبه غير مقصودة ولله ياسيدي لو دخلت مقابل هذا الشخص ما بتحصل على الف صوت) كل الاحترام لسيدي صاحب السمو فهو بالقلب دائما ,نعم هذا هو ابا عصام ينافس بكل شرف وقوة ولم يأبه مواجهة احد كما يفعل البعض من رؤساء الوزارات الحاليين باصدارهم قوانين لا طعم لها ولا رائحة , واجههم بقوة وصلابة وحكمة وشرف واخوة وتفوق عليهم لانه وصل الى كل قلوب الاردنيين في محافظة اربد من شتى منابته واصوله فدعموه وصوتوا له و فاز لاكثر من مرة, واحدة منها حتى  بدون حملة اعلامية ,هكذا يجب ان تكون المنافسة الشريفة بين كل الفئات الاردنية باختلاف توجهاتها, بحب الشعب وتقديره لا بالتحجيم والاقصاء لانها الضامن لوحدة وتماسك هذا الوطن بكل منابته واصوله, فهذا الشخص ومع كل حبي واحترامي لعشيرته هي من اصغر عشائر اربد لذلك فهو لم يعتمد على الثقل العشائري وهذه ميزة تحسب له ويجب ان تؤخذ بعين الاعتبار وسبب رئيسي يجعل منه رجل هذه المرحله بكل تميز واقتدار.
 
انني  اقول لكل من يقرأ هذا المقال حتى لا يذهب بعيدا انني لا انتظر من ابا عصام اي شيء حتى شكرا لانني اعتبره واجب وطني وكلمة حق بحق احد اجرأ وانظف رجال الاردن بعد وصفي رحمه الله, فانا اعرف بانه لا يسير بالوسطات والمحسوبيات منذ ان كان نائبا وحتى ان العديد من الوصولوين في منطقته ومن عشيرته كانوا ينعتونه باشد العبارات لانه كما يدعون لم يساندهم وتخلى عنهم وهذا انا سمعته في مجالس شعبية عديدة وهذه دلالة على انه لايؤمن بمثل هذه الترهات العشائرية والفئوية والتي معظم النواب للاسف غارقين بها الى اذانهم , كل ما اردته في مقالي هذا ان القي الضؤ على شخصية وطنية اردنية تملك من الخبرة والحكمة واهم من كل هذا الذكاء و الجرأة التي تجعلها قادرة على تنفيذ توجيهات ملك البلاد وتلبي بعض من رغبات الشارع مرحليا و تخفف من التشنجات فيه فيما لو تم الاستعانة بها لتتراس حكومة وحدة وطنية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به وطننا الاردن لحين وضع قانون انتخابي توافقي حتى لو ادى هذا الى تأخير الانتخابات فالمهم ليس الانتخابات بحد ذاتها ومتى تجرى ,المهم الوطن والمحافظة على لحمته ووجوده افضل بكثير من اجراء انتخابات بغض النظر عن النتائج أو حجم المشاركين فيها والتي قد تؤدي لا سمح الله الى مظاهر عنف وفوضى تأكل الاخضر واليابس, عندها سنخسر كل شيء واهمها امننا ووجودنا وهناك من ينتظر غلطاتنا ليضعنا على الدور في هذه الفوضى التي تعم وطننا العربي ,هذا ان لم يكن قد برمج لنا الدور فقط ينتظر هفواتنا واخطائنا ليركب عليها ويقودنا كما قاد ويقود بعض ما يسمى الثورات العربية والربيع العربي وكما يبدوا ان السودان لحقه الدور فحتى لا يأتي دورنا نحن بحاجة الى شخصية فذه وقوية كشخصية ابا عصام.
 
اخيرا اتمنى ان يكون صاحب الجلالة يتابع ما يكتب من مقالات على المواقع الاليكترونية وان يصل هذا التمني اليه من مواطن اردني غاية بالبساطة من عامة الشعب يكن له الولاء والحب خاصة والى العائلة الهاشمية عامة حفظه الله وحفظ الاردن وطنا وشعبا من كل الاطماع والفتن انه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد