ماذا بعد فتح ملف مقتل عرفات؟

mainThumb

24-07-2012 03:14 PM

قبل اسابيع قليلة ظهرت علينا الجزيرة بخبر عاجل وهام حول وفاة المغفور له باذن الله الرئيس عرفات عبر تحقيق خاص  تضمن بحثا و متابعة لقضية وفاته وان الاطباء السويسريون قد وجدوا في لباسه مادة البلونيوم المشعة السامة مما يؤكد بان وفاته لم تكن طبيعية وانه قتل, ومع كل الاحترام والتقدير للمتابعة والبحث والتحري التي قامت به قناة الجزيرة فالخبر الذي اوردته عاجلا هو ليس عاجل بل هو تأكيد لما سبق تداوله من معلومات وحتى لو افترضناه جديدا وعاجلا فهذا الخبر جاء متأخرا ثمانية سنوات على وفاة الرئيس الفلسطيني هذا ليس انكارا لجهد الجزيرة لأن هذه المعلومة متداولة ومعروفة للقاصي والداني ولكل فلسطيني من اول يوم نقل به الرئيس الراحل الفلسطيني الى فرنسا ليس من اجل علاجه بل للتخلص منه ولدفن حقيقة قتله واخفائها.
 
لقد اظهرت المقابلاات التي اجرتها قناة الجزيرة مع افراد عايشوا هذه المشكلة انه من اول يوم تم الشك بمقتل هذا الزعيم بهذه المادة المشعة هذا ما جاء في احدى المقابلات على لسان مفتى فلسطين عندما قال وبصريح العبارة ان جثة الرئيس كانت تنزف دما حتى بعد الوفاة بساعات وهذا غير مألوف وعندما طلب ضمادات بلاستيكية لمنع تدفق الدم ,سأل مفتي الديار الفلسطينية احد الاطباء الفرنسيين من اصل مغربي عن السبب فقال له ان هذه الاعراض تدل على انه سمم بمادة البلونيوم المشعه ,وهنا نسال : لماذا لم يتم الاخذ بكلام هذا الطبيب في حينه ؟ ثم ان هذا رد فاضح وصريح لكل من قال ان الفرنسيين لا يملكون تقنية الكشف عن مثل هذه المواد والا كيف لهذا الطبيب تحديدها بالاسم؟ , بل انها ادانة فاضحة لكل اطباء هذا الزعيم والذين كممت افواههم خوفا على ارواحهم وارزاقهم لأنهم بالتأكيد يملكون كل هذه المعلومات ,ولو افترضنا جدلا انهم لا يملكون الخبرة الكافية للوصول لهذه المعلومات فلماذا لم يتم التوصية منهم بنقل الرئيس عرفات مباشرة الى مراكز طبية لديها الخبرة الكافية لتلقي المتابعة والعلاج ؟ ولماذا لم يتم حتى التلميح علنا على انه يمكن ان يكون قد سمم بمثل هذه المادة السامة؟ لكان بالامكان ان تؤخذ عينة من جسمه ودمه وملابسه في حينه ويباشر بتحليلها وفي حالة كانت النتائج ايجابية هذا سيؤدي في حينه الى احراج اسرائيل وحليفتها امريكا اخلاقيا امام المجتمع الدولي واجبارهما على اعطاء المصل المقاوم لهذا السم وشفاء عرفات, كما فعل رحمه الله الحسين بن طلال عندما اجبرهم على ارسال المصل وانقاذ حياة السيد مشعل والذي هو الان يقارعهم حتى الآن ,لك منا الدعاء بالرحمة والمغفرة يا سيدي فالعرب افتقدوك زعيما قويا لا تهاب مثل هؤلاء القردة , عشت رجلا ومت رجلا وتركت الامة العربية والاسلامية يتيمة .
 
ان الذي تابع المسرحية الاسرائيلية في معاقبة عرفات, الرئيس الفلسطيني المنتخب الحامل لجائزة نوبل للسلام ,كان يعرف ان نهاية هذا الزعيم هي القتل, بالرغم انه منح الاسرائليين الاعتراف الذي لم يحلموا به بدولتهم على ارض سلبت من الشعب الفلسطيني بقيادة بريطانية وتواطيء عالمي في اسوأ عملية سرقة وتزوير في التاريخ, كل هذا لم يشفع لهذا الزعيم وتم معاقبته في اسوأ معاملة مهينة لزعيم عربي منتخب على مسمع و مرأى كل زعماء العالم الذين كممت افواهم و صمت اذانهم على ما كان يجري له و رفض ان يكون عبدا مثلهم لهؤلاء الصهاينة, كلنا شاهد هذا الزعيم وهو يحاصر بمدرعات وعربات عسكرية ويتم تدمير الجدران حول المقاطعة التي يسكن وينام بها ولم يترك له حتى ان يسير على قدميه سوى امتار امام مكتبه لمدة طويلة من الزمن دون اي رادع او حتى اجتماع لما يسمى مجلس امن والذي نشاهد اجتماعاته المتعاقبة الآن , كل هذا لانه رفض التوقيع على مشروع الذل والمهانة في كامب ديفد المشؤوم  ويسلم ما تبقى من القدس لهؤلاء القردة جبناء خلق الله على هذه الارض, واللافت للنظر والمخزي والمذل  في هذه المأساة  انه لم يجرا احد من زعماء العالم وعلى رأسهم زعماء يعرب و المسلمين حتى من رفع سماعة التلفون ليسأله عن حاله او حتى ليكلمه و ويواسيه, لقد جلس هذا الزعيم لوحده صامدا يواجه غطرسة بني يهود دون ادنى خدمة او حتى حراسة حقيقية بل ووصلت بهم حقارتهم بالدق على الجدران بالحفارات ليل نهار لحرمانه حتى من النوم ,فهل اجبن من هذا يمكن ان يتصوره عقل انسان ؟ لكن الاسوأ والاحقر من كل هذا فيما لو ثبت انهم جندوا بعض من رفاقه او حراسة ومساعديه للتعاون بشكل مباشر اوغير مباشر معهم لحمل هذا السم لدسه في طعامه او ثيابه أو تعريضه له للخلاص منه, وعلينا ان لاننسى ان كل هذا جاء بأمر مباشر من هذا القرد المسخ والذي جعله الله اية حيث لا زال يرقد لا ميتا ولا حيا فهل من معتبر.
 
ان نهاية الرئيس عرفات بهذه الطريقة وعلى يد اعدائه لهي دلالة عن ان الله اكرمه في اخر ايامه وابتلى البعض من حوله الذين باعوا انفسهم للشيطان وتأمروا عليه سواءا بدس السم له او التخلي عنه فكلا الطريقتين اسوأ من الاخرى وهنا اترك دس السم لما ستكشفه الايام القادمة من حقائق حول المتورطين بقتله واتحدث عن الذين يذرفون دموع التماسيح عليه الآن وهم الذين تركوه وحيدا وتخلوا عنه في وقت هو بامس الحاجة لهذه الدموع في تلك الايام, وابدأ باول واحد وهو الاقرب له وهي ارملته والذي ذاع صيتها في الاونة الاخيرة بتونس ونقول لها اين انت من تلك الزوجة الوفية لزوجها عندما كان ينام ويقوم لوحده ؟ لماذا لم تكوني الى جانبه ان كان حقا يهمك امره ؟ لماذا لم تقفي الى جانبه وهو يعاني الالم ومرارة السم ؟ لماذا لم تضحى من اجل وطنك الذي نسيتيه وكان الامر يتطلب فقط ان تكوني فيه بجانب هذا العجوز الذي منحك شرف حمل اسمه واسم قضيته ؟ الان اكتشفت انه مات قتلا والله ان كل شعرة بجسدك يعرف الحقيقة المرة فكفى تباكي ويكفيك تمتعك باموال الفلسطينيين باروبا وازيائها في الوقت الذي يعاني الاف بل ملايين الشعب الفلسطيني مهانة الفقر والتشرد والاحتلال , فالشعب الفلسطيني لا يحتاج لك ويكفيه ان تغيبي عن وجهه و الى الابد,واما البعض من رفاق دربه واخوته واصدفائه من زعماء العرب واالمسلمين فوالله ان اللسان والقلم ليعجز عن وصف تخاذلكم ونذالتكم معه لكن الله يمهل ولا يهمل فها هو اقتص من البعض والآخر ينتظر,واما بخصوص الاطباء فاقول لهم انكم خنتم اليمين الذي قطعتموه على انفسكم في هذه المهنة وانتم تعرفون ما نود قوله فضمائركم لا بد وانها توجعكم وعند الله لا يضيع شيء. من هنا نقول ان كل من تعاطى في هذا الحادث سواء اطباء او زعماء أودول وقبل كل هذا من المحيطين به من فلسطينين كل هؤلاء نقول لهم ان دم عرفات والشعب الفلسطين في اعناقكم.
  
اخيرا نقول لقناة الجزيرة ان فتح ملف وفاة عرفات وبعد ثمانية سنوات و ابراز هذا الحدث وبهذه الصورة لا يمكن ان يكون بريئا خاصة في ظل الظروف والاحداث في المنطقة ,وهذا يطرح عدة اسئلة منها : هل ضاق الامريكان واسيادهم ذرعا بالرئيس عباس ؟ هل يريدون بديلا له ؟ هل البديل حماس بعدما راجت موضة حكم الاخوان بالمنطقة؟ خاصة بعد المضايقات التي سببها للاسرائلين وحلفائهم في مجلس الامن والامم المتحدة واليونسكوا بالاضافة لاصراره على عدم التفاوض قبل وقف الاستيطان ومحاولته اصلاح ذات البين بين الفلسطينيين وتنازله لحماس بشكل ملفت من اجل اتمام المصالحة المتعثرة ليومنا هذا واستمرار تعنت حماس ,ام ان فتح هذا الموضوع هو مجرد عصا يلوح به في وجه القيادة الفلسطينية لاخافتها وارغامها على الجلوس مع الاسرائليين والموافقة على ما يعرض عليهم لان القضية الفلسطينية لم تعد بهذه الاهمية وهناك الاهم منها وان اسرائيل لم تعد العدو الرئيسي وأن ايران وحزب الله هم الاشد عداوة في الوقت الراهن, لذلك لا بد من لملمة الصفوف سنة ويهود ومسيحيين لمواجهة مد العدو الشيعي القادم من ايران عبر البوابة العراقية والسورية وحزب الله ,نعم هذا ما يخطط  له من خلال ما نشاهده من تجييش مذهبي في الاعلام العربي والعالمي لاعداد شعوب المنطقة العربية والاسلامية لما هو مقبل من فتن مذهبية وحروب اهلية لن تنتهي لسنين طويلة ستأكل الاخضر واليابس فيما لو قدر لها النجاح لا سمح الله ,ان هذا ما يخطط له هؤلاء اليهود حتى يتسنى لهم بلع كل ما تبقى من فلسطين المحتله وتحقيق حلمهم التوراتي, من هنا نخاطب عقلاء هذه الامة وهم كثر وبالذات حركة الاخوان المسلمين والتي باتت تحكم دول عربية  متعددة ومرشحة للتمدد لتحكم دول اخرى ان تغير من نهجها ضد الاخوة الشيعة والبحث عن تلاقي معهم بدل التصادم والفرقة  وان يتبع الجميع النهج الاسلامي الداعي الى التوحد لا التفرقة وتحريم دم المسلم وان يتركوا الجنة والنار لله فهو القادر على هذا لانها من صلاحياته وحده لا شريك له حمى الله الامة العربية والاسلامية من كيد يهود فان كيدهم عظيم وان يرد هذا الكيد الى نحورهم فهو القادر على ذلك وانه السميع المجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد