زمـن المرزوقيّ

mainThumb

02-08-2012 09:31 PM

  في زمن المرزوقيّ، كلّ من ارتضى لنفسه أن يكون جسدا بلا روح،عقلا بلا ثقافة ، محاربا بلا إرادة، مقاتلا بلا سلاح، قلبا بلا وجدان،هو مرزوقيّ بامتياز، وبكلّ معنى الكلمة ومقاصدها .

        في شيء لا يخلو ربما من الفضول، نسأل كلّ مرزوقيّ في زمن التحولات:
 
        كيف تنام أيها الزعيم؟ وماذا تقول لنفسك عند سماعك صديقا أو أخا أو رفيقا  لك، يتحدث بلغة الحرّ، ويسرد أفكارك القديمة، وأنت حبيس كرسيك لا تنطق؟ ألا تشعر أنّه كرسيّ مُقعد بلا أرجل؟ كيف يداعب الخيال نرجسيتك ؟ أيقول لك: أنت الزعيم؟ وبماذا يردّ باطن عقلك؟ وهل يصدق بأنك الزعيم ؟
 
         إنك يا صديقا بتّ بلا لسان، ويداك مغلولتان إلى عنقك، ضعفا وخوفا على كرسيّ، أقنعت نفسك أن التاريخ المشبوه سيخلدك، لأنك كنت الزعيم! ألا تعلم أن للتاريخ انتفاضات ودورات تسحق المشبوه فيه؟وهل نقول: خدعوك أم نفسك خدعت؟ أتظن حالك الآن أفضل من وقتٍ كنت فيه الخطيب؟ لو خطبت الآن واستخدمت مكبرات الصوت التي أبدعها العالم، فلن نسمعك، لأنّ صوتك محبوس ومرتدّ مهزوم إلى داخلك، قاطعا بلعومك فمريئك فمعدتك فأمعاءك، ليخرج مرتطما بكرسيك المُقعد، ولأنك لست الزعيم .
 
        هل تقول لنفسك أنك الزعيم الذي حرر العقل والإنسان؟ أظنك ستقول: أنا الزعيم الذي حرر العقل والإنسان ولكنك ستضيف: وسجنت عقلي وإنسانيتي في سراديب أطماعي.
 
        تخيلوا زعيما حقيقيا جاءت به ثورة شعبية ووقف وأمسك (ميكروفونا) ليخطب، تخيلوا نبرة صوته وتخيلوا عنفوانه ورباطة جأشه، أظنه سيكون بقوة صلاح الدين وعدل عمر وعنفوان هتلر وفلسفة لينين وشجاعة جيفارا وشعبية عبد الناصر  .... ، هذا ما لا نراه في زمن المرزوقي.
 
        وللعلم، كثر هم الذين انتسبوا لمدرسة المرزوقي، فصاروا أجسادا بلا روح، وألواحا من الخشب، ثبتتها مسامير انتهازيتهم، وصلبوا أنفسهم على جدار الصمت المهزوم.
 
         كيف تنام أيها الزعيم؟ على جنبك الأيمن أم الأيسر؟ يُقال للنوم على الجانب الأيمن فوائد كثيرة، فهل أتتك هذه الفوائد؟
 
         ملحوظة: شخوص هذا المقال من نسج الخيال ولا يحق لمن يرى تشابها بينه وبين شخوصه الادعاء بأنه المقصود،وأي تشابه لشخوص المقال مع الواقع فإنما هو محض صدفة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد