أيها الملك أغيثوا الشعب السوري المظلوم

mainThumb

08-08-2012 01:12 AM

أيها الشعب الأردني الباسل الأبي، كل عام وأنتم بألف خير، ونحن في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل لعام 1433 هجرية الموافق لأغسطس/آب من عام 2012 ميلادية. كل عام وأنتم بألف خير مسلمين ومسيحيين ومن أي ديانات أخرى، ممن يقيمون على أرض المملكة الأردنية الهاشمية الأبية، أرض العز والمجد والحشد والرباط.
 
أيها الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، مكتوب عليكم أن تشدوا الأحزمة وذلك لأن الأمة باتت تتجه إلى منعطف خطير، ومكتوب عليكم أيها الأنصار الكرام أن تشرعوا أبوابكم لاحتضان إخوة لكم من المهاجرين الذين تشردوا من ديارهم في سوريا الحبيبة، وذلك في ظل ما يتعرضون له من ذبح وتقتيل واعتقال وتعذيب وتنكيل، وفي ظل ما يتعرض له أطفالهم من ذبح بالسكاكين، وما تتعرض له حرائرهم من اغتصاب وإذلال.
 
أيها الأنصار من أبناء الشعب الأردني الباسل، هلموا لنجدة إخوانكم وأخواتكم وأبنائكم وأطفالكم وحرائركم من أبناء وبنات وأطفال وحرائر الشعب السوري  الشقيق، والذين تتعرض مدنهم وبلداتهم للقصف بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والمروحيات، بل وللقصف بطائرات الميغ وغيرها من وسائل الدمار.
 
أيها الأنصار من أبناء الشعب الأردني الباسل، حيا على الجهاد، وتقاسموا لقمة العيش مع أشقائكم السوريين الهائمين على وجوههم في بقاع الدنيا، وذلك بعد أن أعمل في رقابهم الطاغية المعتوه بشار الأسد وشبيحته الرمح والسيف والمدفع والسكين، وذلك بدعم فاضح جهارا نهارا من شبيحة قم وطهران ومن شبيحة كربلاء وشبيحة نوري المالكي العراقي وشبيحة رأس الفتنة المدعو حسن نصر الله، لا نصرهم الله أجمعين. آمين.
 
أيها القائد الهاشمي عبد الله الثاني، والذي طالما نعتناه بالقائد المحبوب، هناك ضيوف كرام يطرقون بوابات مملكتكم العامرة، ضيوف سوريون من بلاد الشام ضاقت بهم الدنيا بما رحبت بعد أن تعرضوا وما يزالون يتعرضون للويل والهوان، فافتح لهم بوابات الديار العامرة على مصراعيها، وأنزلهم في الديار الأردنية  الهاشمية العامرة منزلا عزيزا كريما، ولا تبقيهم في حر الصحراء في المفرق وغيرها، فبينهم شيوخ وعجائز وأطفال لا يحتملون حر الصحراء، ولا هم اعتادوا عليه في ديارهم في وقت مضى.
 
أيها الملك الإنسان، والدكم الملك الراحل الحسين بن طلال، رحمه الله، كان احتضن في الديار الأردنية الهاشمية العامرة إخوة لنا كرام من سوريا، كانوا فروا بجلودهم من ظلم الطاغية حافظ الأسد، بل وإن قسما منهم كان فر بدينه في مرحلة ما قبل حافظ الأسد، وها هم عاشوا بين ظهرانينا كراما نشامى، ولم نعهد عليهم سوى حسن الخلق وطيب المعشر وحسن الانتماء لوطنهم الثاني، المملكة الأردنية الهاشمية. أيها الملك الأردني الهاشمي الإنسان، نناشدكم ونهيب بكم بأن هيا احذوا حذو والدكم، بل وحذو جدكم عبد الله المؤسس، رحمه الله، وذلك في ضرورة الاهتمام باللاجئين السوريين على التراب الأردني.
 
يا عبد الله الثاني، أيعقل أن يبقى إخوة لنا سوريون في جحيم مخيم الزعتري في صحراء المفرق الأردنية، وسط لهيب الشمس نهارا وصقيع البرد ليلا، ووسط عواصف من الأتربة والغبار على مدار الساعة، وذلك دونما جدار يقيهم شر العواصف أو سقف يحميهم من شر أشعة الشمس الحارقة؟! نهيب بالملك الإنسان سرعة إغاثة إخواننا وأطفالنا من اللاجئين السوريين، والإيعاز لمن يلزم من أجل تحسين ظروف عيشهم على الفور.
 
أيها الملك الإنسان، والله إن دينارا لإغاثة إخواننا السوريين وتحسين أحوال معيشتهم وتأمينهم بلقمة العيش وحبة الدواء، لهو أنفع وأجدى من دينار يصرف في أي مجال آخر كان، وخاصة في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها أشقاؤنا السوريون، وما يتعرضون له من قمع واستبداد. أيها الملك الإنسان، اطرقوا أبواب كل الدنيا، وذلك من أجل إغاثة الشعب السوري الشقيق، بل ومن أجل محاولة تخليصه من أنياب الطغاة والعتاة والمعتوهين. أيها القائد المحبوب، هلموا وأغيثوا الشعب السوري المظلوم، وأجركم على الله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد