ما الذي تبقي من النظام السوري؟

mainThumb

12-08-2012 03:06 PM

ان المتابع للاحداث المتسارعة للازمة السورية في الاونة الاخيرة يرى بما لا يدع مجالا للشك من ان النظام السوري فقد السيطرة عليها وان الابسطة باتت تسحب من تحت قدميه تدريجيا من قبل الجيش السوري الحر الذي لا يستطيع اي كان بعد الآن ان ينكر طول يده رغم ضعف موارده واسلحته وحتى فرصة التكافؤ مع جيش النظام الذي يمتلك الاسلحة والتقنية وكل ما يحتاجه المحارب, الا ان هذا الاخير وبالرغم من كل هذه الامكانيات الكبيرة بدى للجميع انه مترهل يلهث وأنفاسه متقطعة امام ضربات الجيش السوري الحر الذي اصبح يسيطر على معظم الارياف السورية وبعض المناطق الحدودية ويزداد قوة بعد قوة من خلال الانشقاقات اليويمية المتتالية لافراد وضباط وقيادي الجيش السوري النظامي وانضمامها له ,في حين هذا  الاخير يزداد وهنا على وهن نتيجة هذه الانشقاقات واصبح الكل فيه لا يثق بالكل مما جعله يتخبط ويزداد بطشا وكلما زاد بطشه واشتدت شراسته وجرائمه  ازداد يأسه وانهياره وبدات نهاية النظام السوري الحاكم تقترب.
 
ان اول مسمار دق في نعش هذا النظام كان شعارت اطفال درعا الصامدة المكابرة على الجراح وكان الشاكوش الذي دق هذا المسمار شعارهم جاك الدور يا دكتور والذي زين بدمائهم الطاهرة , تلاها كل دماء المجازر في حماة والرستن  وحلب والارياف التي اضافت مسامير عديدة في جسد هذا النظام الذي بدأ يخور و يوهن ويضعف مع مرور الوقت و سقوط المزيد من الضحايا الابرياء , تبعها مسمار اصاب راس النظام مباشرة  وكان الاصعب للغاية ومؤلم  لانه فضح ترهل النظام وعدم تماسكه عندما انشق شخص من اصدقاء الرئيس والمقربين له جدا ويرأس فرقة من الجيش السوري تعد الحارس الامين  للنظام انه مناف اطلاس و ما خروجه دون علم النظام لا دليل على الفجوات الكبيرة المخترقة في جسم هذا النظام وجاء تفجير مقر خلية الازمة وقتل اهم افرادها بل وافضل الاشخاص واقواهم واقربهم الى قلب النظام و الهجوم المباغت للجيش السوري الحر على احياء مهمة بدمشق والسيطرة عليها والتخندق بها ليؤكد مدى هشاشة هذا النظام وان نهايته قربت شاء من شاء وابى من ابى لانها حقيقة دامغة وان الثورة السورية قاب قوسين او ادنى من قطف ثمار النصر.
اما المسمار والذي اصاب جسد النظام الهزيل بعد ان خارت قواه نتيجة الاحداث التي اوردناه وشقه قسمين  فهو ما حصل اخيرا من انشقاق رئيس الوزراء والذي يعد بالعرف الدولي والسياسي الرجل الثاني بعد الرئيس بغض النظر عن الحقيقة والتي تقول انه بعرف النظم الديكتاتورية رئيس الوزراء هو موظف كبير لا يملك الا منصبه وراتبه الا انه وبالعرف السياسي كما قلنا يمثل نصف اي نظام, لذلك فان انشقاقه وخروجه عن طاعة النظام ورئيسه له دلالة كبيرة على ان الرئيس فقد السيطرة تماما هذا اذا عرفنا انه هو الذي اتى به ورشحه دونا عن غيره والادهى من هذا طريقة خروجه ولوجؤه الى دولة مجاورة دون ادنى علم احد من هذا النظام وبالرغم من التعتيم الاعلامي وكما يقولون الشمس ما بتتغطى بغربال الا ان الشيء الوحيد الذي يمكن استخلاصه من هذا الانشقاق المدوي لثاني رجل في النظام هو ان هذا النظام اصبح بلا عقل ولا بصر ولا ارجل وحتى ايدي وان وجدت ايدي فهي هزيلة وتتخبط يمينا وشمالا والدليل على ذلك ما نشهده ما بين الحينة والاخرى من جثث مجازر هنا او هناك حيث يكون بقايا الجيش النظامي لانه اصبح بدون مراكز للسيطرة والقيادة.  
ان الكل في هذا العالم يرى ان نهاية هذا النظام اصبحت حقيقة واقعة الا النظام نفسه وحلفاؤه الروس والصينين واصدقاؤه ايران وحزب الله, هذا الاخير الذي حقا يؤسف انزلاق رجليه  ويديه في هذه الازمة فتلطخت بدماء اخوة له دعموه من قوتهم وفقرهم ايام ازماته وحروبه و مهما ادعى من اسباب وحجج يسميها مؤامرات ..الخ لا تعطيه ابدا الحق بان يدعم نظاما يقتل شعبه لمجرد انه طالب بحريته ولا يوجد ادنى تشابه معه الا فقط الطائفية وهنا المصيبة العظمى , نعم نقول للسيد نصر الله ان اسرائيل هي المستفيده ولكن من الذي اعطاها هذه الفوائد اليس سؤ التخطيط والحسابات من فبلكم , هكذا دائما استطاعت اسرائيل وكل داعميها من محاربة وملاحقة اعدائها سابقا ولآن ولاحقا بالحيل والاستغفال وسؤ التخطيط والقضاء عليهم بايديهم وايدي اخرين بعد عن عجزت هي عن ذلك والامثلة السابقة كثيرة , كان المفروض الوقوف على الحياد حتى تنقشع غبار المعركة وبعدها لو حقا ان هذه الثورة جاءت ضد حزب الله لكان الكل وقف معه وبقي على شعبيته في كل البلدان العربية ولكنه عندما ينحاز ضد دماء اطفال وشيوخ بحجة المحافظة على المقاومة فهذا هو الطيش والخسران ونقول لنصر الله لقد خسرت هذه المرة مع كل الاحترام لانك لست نصر الله الذي تعودنا سماعه , ما نسمعه الان شخص متخبط لا يجيد قراءة الواقع .
 
ان الشيء الملفت للانتباه هو انه رغم ان النظام السوري بات يعترف بفقدانه السيطرة ويتخبط في اعلامه الا ان زلمه المنتشرين في الاردن ولبنان تراهم ركعا سجدا يبتغون رضوان اسيادهم في دمشق , وللحق ان قناة الجزيرة تجلبهم الى شاشاتها لتنكل بهم امام الرأي  العام ليس العربي و حسب  وانما العالمي فهي تسضيفهم من خلال برامجها المعروفة لمناقشة بعض اهم الاحداث على الساحة السورية وكان اخرها المناقشة حول انشقاق رئيس الوزراء السوري و ما حصل به من ترهات من قبل شخص لبناني من زلم النظام والمصييبة انه يسمي نفسه مقاوم لبناني , في نفس الوقت هو متعصب ويدافع عن النظام السوري اكثر من النظام اللبناني والادهى في هذه المقابلة التخبط في اقول المقاوم  لدرجة ان المشاهد تقزز منها لقذارة الفاظه التي احرجت مقدمة البرنامج خديجة بنت قنة وجعلها تتدخل لاكثر من مرة وتوقف شتائمه الا انها ضاعت بينها ولحسن حظها انه بعيد عنها والا لكان حصل ما لا يحمد عقباه لانه يمثل بحق الشبيحة وليس مقاوم فالمقاوم يقاوم ويدعم قتل اعداء مغتصبون لا اطفال وشيوخ وشباب دولة شقيقة لانهم خرجوا يطالبون بحقوقهم المسلوبة وبحريتهم المصادرة بل العكس المفروض من هذا المقاوم دائما نصرة مثل هذه الثورات ومعاداة الدكتاتوريات لكنه اثبت لكل المستمعين بانه من هؤلاء الشبيحة الذين لا نراهم ونرى جرائمهم , ان العجيب بامر هذا الشبيح المقاوم انه تارة لا ينكر اهمية انشقاق رئيس الوزراء السوري لكنه يقزمه لذلك هو يوافق على تحليل الجزيرة الذي وصف رئيس الوزراء بانه من كبار الموظفين وانه لا يملك قراره, وعندما تزنقه مقدمة البرنامج بسؤال محرج تراه يهاجم السعودية و قطر باوصاف اصبحت مستهلكة كلنا نعرفها وهو المستضاف على قناتها فيا للعجب لو ان هذا الشخص المقاوم تجرا وتكلم بنفس الطريقة على فضائية دنيا السورية لكان فقد لسانه الى الابد.
 
اخيرا نقول للرئيس بشار مالذي بقي لك يا سيادة الرئيس اذا كان جيشك انشق عنك ورئيس وزرائك واصدقاءك تخلو عنك؟ , بالله عليك ان لا ترينا مشهد ليبيا فو الله لا نرغب به على الاطلاق ولا نتمناه لك مطلقا, فلماذا لا تلجا الى الحكمة وتوفر علينا كل ما تبقى من مأسي وتدخل للاجنبي وتفتييت ما تبقى من سوريا؟  لماذا لا تطلب من شخص تثق به حتى لو كان من اعدئك لتولي المهمة شرط ان يكون نزيها وسوريا وطنيا ؟ هل انقطع هؤلاء؟ لماذا لا تخرج عزيزا قويا وبارادتك وتفوت الفرصة على بعض المتربصين بك وبعائلتك وبابناء طائفتك الشر والمشانق والقتل والتهجير؟ لا احد يريد هذه النهاية حتى الثوار انفسهم والذين ازهقت ارواحهم, لانهم عندما يروك تخرج انت بنفسك وتترك الحكم سينسوا الكثير رغم دمائهم النازفة خاصة اذا جاء هذا الامر منك شخصيا , نناشدك الله ان تحزم الامر وتنهيه في هذا الشهر المبارك وتجعل عيد سوريا فرحة وحرية لان كل الحقائق على الارض من حولك وفي العالم كله تثبت انه لم يعد بعد الآن لك مكان في سوريا , فهل ممكن ان تفعلها وترحل بارادتك وبسلام و تتميز عن زملائك واخوتك الرؤساء الذين سبقوك؟ 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد