إضاءة على الحياة الحزبية الأردنية

إضاءة على الحياة الحزبية الأردنية

14-08-2012 12:22 AM

 إن العمل الحزبي الأردني للان لم يرتقي للطموح في وطني الكبير , والمشوار طويل , ولكن الذي بدأ بالعمل الحزبي سابقاً أو دخل معترك الحياة الحزبية حديثاً هو صاحب رؤية إن كانت ايجابية أو سلبية , وهو أفضل حال من كثيرين من اكتفوا بالتنظير أو الكلام  الذي لن يغير الحال بجميع حالاته , أما بخصوص الأخطاء التي تلاحظ على سير الحياة الحزبية في الأردن فهي تعود لبعض التشريعات التي تحكم الحياة الحزبية أو سلوكيات الأشخاص القائمين على هذه الأحزاب أو قصر النظر التي تحملها تلك الأحزاب وغيرها من الأمور ,  ولكن هذا لا ينفي ايجابية التجربة لهذه الأحزاب الذين يتعلمون وسيتعلمون من أخطائهم ومن هفواتهم اليوم أو غدا عندما تتغير معطيات المرحلة.

 
أما بخصوص من ينتقد التجربة الحزبية الأردنية ويكتفي بنعتها بالقصور والتبعية , فأني أوجه له هذا السؤال , لماذا لا تشارك وتغير من الواقع الحزبي الذي لا ترغب ؟ إلى متى نبقى نضع العصا في الدولاب , الكل ينتقد الكل , ونتراجع ونتخلف كل يوم عن مسارات الأمم , أصبح يضرب المثل بنا في مثل هكذا مواضيع , حتى اضعف الأمم في هذه البسيطة أصبحت قادرة على العيش داخل حياة حزبية , تحكمها أحزاب وطنية ذات رؤية وأهداف وبرامج واضحة تسعى لتطبيقها على ارض الواقع  . أن تحاول أن تشعل شمعة خير من النقد والتجريح , فلننظر إلى الفكرة والهدف ونبتعد عن التشخيص والحكم على النوايا ! كل تجربة تصاحبها أخطاء وعثرات , ولكن المشكلة إذا بقينا ننظر إلى هذه الأخطاء والعثرات دون المبادرة والمشاركة في حلها ؟؟ ! 
 
في الأردن يوجد إرادة قوية من مؤسسة العرش لإنشاء حياة حزبية واعية وواقعية لقيادة البلد في المرحلة المقبلة , المطلوب هو المشاركة الشعبية مع هذه الإرادة يرافقها تعاون حكومي تشريعي وتنفيذي , للولوج في هذه الحياة من خلال تشريعات تسهل وتساهم في خلق هذه البيئة التي سيبنى عليها أحلام ومستقبل البلد , فلماذا التسويف ؟؟ ولمصلحة من ؟؟
 
ما ذكر سابقاً هو الواقع الذي نعيش بجميع حسناته وسيئاته , ولكن ما لمسه الكثير انه هنالك قوى شد عكسي تجعل من العمل الحزبي عمل مصلحة , ويتم تقزيم العمل الحزبي حتى لا يرى النور بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية والنظرة الضيقة عند بعض العقول والنفسيات التي تسعى للمكاسب المادية على حساب الوطن , أصبح الهدف مادي أكثر من أن يكون وطني , فلذلك يكون الحل والخروج من هذا الواقع عن طريق إيجاد أحزاب وطنية قوية واضحة الهدف تتمتع بأيديولوجية معروفة للجميع مع مشاركة شعبية واعية ستكون الطريق لكسر سلبيات الحياة الحزبية الحالية ومن ثم قيادة المرحلة والمراحل المستقبلية , التي ستكون فيها الأحزاب صاحبة الحلول للمشاكل الموجودة وبناء عليه تخضع هذه الأحزاب للعقاب والثواب حسب انجازات الحزب في السلطة التنفيذية مع حصر المسؤولية.
 
إن وجود المخلصين الوطنيين  في العمل الحزبي مع المشاركة الواسعة والالتقاء في مجموعة من الأهداف  الوطنية الواضحة هو الحل للواقع الراهن , الواقع صعب يحتاج إلى عمل طويل لغسل الثقافات الباليه ونشر ثقافة الوطن والعمل للوطن. ويبقى وسيبقى الوطن يسمو عن الصغائر. الوطن اكبر وابعد من مجرد مكان نعيش فيه أو كلمة ننطقها باللسان .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد