الغاء الاستثناءات في القبول الجامعي

mainThumb

18-08-2012 11:08 PM

 ان القرار الملكي بخصوص تعديل المكرمة الملكية لاسس الدراسة الجامعية الذي صدر هذا اليوم والذي الغيت فيه كل الاستثناءات في القبول الجامعي يعد من اجرأ وانزه القرارات لانه جاء ليعيد الحق لاهله وهي المقاعد المسروقة من الطلبة المستحقين لها والذين جدوا واجتهدوا لسنيين للوصول الى هذا المقاعد ,علاوة على ان هذا القرار جاء ليصحح العديد من المشاكل الاجتماعية واهمها تدني المستوى التعليمي في جامعاتنا وتفشي الفتن الطائفية والعشائرية والتي بدات تنتشر اخيرا في جامعاتنا الاردنية مما ادى الى ما يسمى بظاهرة العنف الجامعي الذي نتج عنه جرائم قتل وعاهات وانقسامات اجتاعية ,و التي كان احد اسبابها الظلم الحاصل في طريقة تطبيق هذه المكارم وحصول بعض الطلبة ذوي المعدلات المتدنية في الثانوية على مقاعد طلبة ذو معدلات  متفوقه وبالتالي حصولهم على مقاعد جامعية في تخصصات هم بالاساس ليسوا قادرين على النجاح فيها حيث ان البعض من هؤلاء الطلبة بالواقع هم اقل علما و سلوكا من الطلبة المتفوقين الذين خسروا مقاعدهم الجامعية ظلما و هذا احدهم اسباب ظهور العنف الجامعي والذي لم يكن في الماضي موجودا في جامعاتنا الاردنية.

 
لقد جاء هذا القرار الحكيم في وقته المناسب حتى يحقق العدالة الاجتماعية بين كافة فئات الشعب الاردني وحتى يزيح الظلم عن العديد من الاسر الاردنية والتي ظلم ابناؤها من خلال طرق واساليب القبول في الجامعات الاردنية السابقة والتي كان جزء منها يجري خارج اسس القبول الموحد للجامعات الذي يتم من خلاله قبول الطلبة ضمن تنافس نزيه وحسب معدلاتهم , مما افقد العديد من الطلبة الاردنيون مقاعدهم بسبب هذه الاجراءات المذكورة و دخول معدلات متدنية دون المعدل المعلن عنه من قبل لجنة القبول الموحد في معظم التخصصات الجامعية و في كل الجامعات الاردنية الرسمية ,فمثلا تجد معدلات في السبعينات لبعض الطلبة في تخصص ما في حين ان اقل معدل للقبول الموحد المعلن عنه بالصحف الرسمية لهذا التخصص هو في الثمانينات ومعدلات اخرى في الثمانينات في تخصصات مهمة مثل الطب والهندسة والصيدلة في حين ان اقل معدل كان فيها حسب قائمة القول الموحد في التسعينات,هذا التمايز في المعدلات بين طلبة التخصص الواحد في معظم جامعاتنا الاردنية خلق مشكلة اجتماعية وشرخ كبير في المجتمع الاردني وادى الى احقاد بين افراد العائلة والعشيرة الواحدة , فمثلا تجد انه في نفس العائلة اولاد عمومة احدهم معدله بالتسعينات ولم يقبل في تخصص ما في حين ان ابن عمه معدله بالثمانينات ومقبول في ذاك التخصص وهذا طبعا ينطبق على العشيرة والجيران والطوائف الاردنية المختلفة والمصيبة ان بلدنا الاردن صغير لا سر فيه, ولما يسأل هذا الشخص المميز بالقبول عن الاخرين يقول لك انه قبل ضمن المكرمة الملكية او من خلال الديوان الملكي , والاسوأ من هذا عندما تجد ان اب هذا الطالب المميز من القادرين والاغنياء وهو ليس بحاجة لهذه المكرمة بل هو سرقها من فقير معدم اخر غير قادر حتى على تسديد مصاريف عائلته , فابنه مقبول ضمن البرنامج الجامعي العام وقسطه لا يتجاوز عشرون دينارا وابن الفقير المعدم الذي لا تنطبق عليه المكارم الملكية  والذي معدله اعلى بكثير مقبول في نفس التخصص ولكن بالبرنامج الموازي الذي قسط الساعة الدراسية فيه خمس وسبعون دينارا مما يعني ان هذا الغلبان سيساهم بتدريس ثلاثة من ابنا هؤلاء الحيتان.
 
لا احد ضد اية مكرمة ملكية لمساعدة بعض الفئات الاردنية مثل ابناء الشهداء للقوات المسلحة الذين افتدى اباؤهم تراب هذا الوطن فهم على راس الاردنيين جميعا وحقهم على كل اردني لانهم ابناء كل االاردنيون, وليكن هناك مكارم ملكية لابناء القوات المسلحة بجميع فروعها والقضاه والعاملين بالجامعات والمخيمات والمعلمين واخرين مشمولين في هذه المكارم ولكن ضمن قانون القبول الموحد فلا احد في هذا الوطن افضل من الاخر وكلنا امام القانون سواسية هذا نص وروح دستورنا الاردني وبعد حصول البعض منهم على مقاعد جامعية في التخصصات التي يستحقونها وعن جدارة ضمن القانون الموحد للقبول بالجامعات الاردنية  يتم صرف المكرمة المكلية لهم حسب شروطها , عندها لن تجد اية اعتراضات او حتى تذمر من احد لان هذه هي مقاعدهم الحقيقية وحصلوا عليها بجهدهم وباستحقاق وبالتأكيد سيتميزون بها وسيكون اداؤهم التعليمي وسلوكهم الجامعي افضل, اما ان تعطى مكرمة ملكية لطلبة كمقاعد دراسية خارج هذا القانون هي ليست لهم ولا يستحقونها فهذا لا يمكن لعاقل قبوله لانها سرقة جهد واعتداء على حقوق الاخرين وهذا بالتأكيد سيؤذي هؤلاء الطلبة في مستقبلهم لانهم ليسوا كفؤا لهذه التخصصات والنتتيجة الحتمية هو تدني المستوى التعليمي بالاضافة الى كل ظواهر العنف الجامعي وحالات التأزم الحاصلة في جامعتنا الآن نتيجة الغيرة والحقد.
 
ان كل المكارم الملكية الصادرة سابقا او التي ستصدر لاحقا كانت تصب في خانة واحدة وهي تحقيق العدالة الاجتماعية ومن بين هذه المكارم الدراسة الجامعية فهي جاءت لتنصف بعض المناطق النائية والتي تستحق الرعاية حيث كان العديد من ابنائنا الاردنيين يرفضون الخدمة بها فكان لا بد من استثناءات لهذه المناطق والتي امل ان لا يشملها هذا القرار حتى يتم رفع سويتها التعليمية مثل باقي مناطق المملكة مع ان مثل هذه المناطق ولله الحمد وبفضل من الله والرعاية المكلية والسواعد الاردنية تكاد لآن لا توجد وان وجدت فهي محدودة , كما ان هذه المكارم كذلك جاءت لتنصف العاملين في القوات المسلحة بكافة فروعها حيث كان هناك تدني في المرتبات وعزوف للشباب الاردني عن الالتحاق بها ولكن والحمد لله اصبحت القوات المسلحة الآن حلم كل شاب اردني بفضل الرعاية الملكية للعاملين فيها مما جعل الكثير من الشباب الاردني يتمنى الالتحاق باحد فروعها واصبح افرادها يحسدون على ما هم فيه من رعاية وخدمات, لكن كلنا نعرف ان الفساد والمحسوبية طال كل شيء بما فيها تطبيق هذه المكارم فالكل يعرف كم من الاسماء اضيفت على بعض القوائم مما اضر بحقوق مستحقيها من ابناء القوات المسلحة ولست بوارد الخوض في هذا الامر ما دام ان صاحب الجلالة انهى هذا الامر وحدده بالصيغة العادلة الواضحة .
 
اخيرا نقول ان هذا القرار الحكيم جاء ليعيد الامور الى نصابها بعد ان حققت هذه المكارم معظم اهدافها لذلك لم يكن مستغربا مثل هذه القرار والذي يدل على حكمة هذه القيادة الهاشمية متمثلة بقائد الوطن ابا الحسين, وجاء ليداوي جرحا اجتماعيا نازفا احدث الكثير من الازمات الاجتماعية والعشائرية والطائفية في جامعاتنا واحرجها واخرجها في بعض الاحيان عن طابعها الاكاديمي المميز الذي يشهد له القاصي والداني وليضع حد للتدهور في المستوى الاكاديمي و ظاهرة العنف الجامعي التي تفشت في كل جامعاتنا الاردنية وليعيد الحقوق لابنائنا المظلومين من طلبة الثانوية العامة, انه القرار الذي لامس مباشرة هم من هموم المجتمع الاردني وجاء في الوقت المناسب واذ كنا نشكر صاحب الجلالة على هذا القرار فاننا نطمع منه ان ينظر في قرار لا يقل اهمية عن هذا القرار لانه يلامس مستقبل وامن معيشة المواطن الاردني الا وهو قرار الضمان الاجتماعي الجديد والذي سرق الكثير من حقوق المواطنين الاردنيين وضربهم بقوتهم ومعيشتهم ليزيد من صعوبتها وتدهورها عندما تم تطبيقه باثر رجعي وبحسبة ظالمة لم تراعي الاقدمية  من هنا نأمل من  ابي الحسين الامر بسرعة عقد البرلمان لاعادة النظر في  تاريخ تطبيقه وحسبته حسب الاقدمية و ليس من تاريخه ليعود الحق لاهله , حمى الله وطني الاردن وقيادته الهاشمية وعلى راسها صاحب الجلاله وابقاه ذخرا لهذا الوطن وسندا لشعبه انه هو السميع المجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد