هيبة الدولة والامن الناعم

mainThumb

01-09-2012 01:02 PM

 لا احد منا ينكر دور رجال الامن النشامى في حماية امن الوطن والمواطن ولا احد يستطيع ان ينكر حلمهم وحسن تصرفهم في التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات التي عمت ولا زال جزء منها يعم بعض مدن وارياف الاردن , وافضل شهادة على ذلك انه لم تسجل اراقة دم اثناء هذه المواجهات واذا كان الفضل يعود لله اولا وحكمة قيادة هذا الوطن فان حكمة قادة هذه الاجهزة ووعي المواطن لهما دور اساسي في وأد العديد من الفتن ,كلنا نريد هذا الامن الناعم ولكن لا يمكن ان يستخدم مثل هذا النوع الامني مع كل حالات الفوضى التي قد تحدث ما بين الحينة والاخرى في شوارعنا وقرانا ومدننا وجامعاتنا ...الخ , ولا يمكن ان نقيد ايدي رجال الامن امام العديد من الاختراقات الامنية ونجعلهم عاجزين ضعيفين في التعامل معها سواءا صغرت ام كبرت لدرجة ان نقبل الاعتداء عليهم وتعريض حياتهم للخطر , ان ما نشاهده من مثل هذه التجاوزات بغض النظر عن حجمها وخطورتها اصبحت تمس بامن المواطن وتعرض حياته للخطر و بامن الوطن وتضعف هيبة الدولة و هي خطيرة جدا ولا بد من التعاطي معها وعلى الفور ودون تردد والقضاء عليها واجتثاثها بالقوة.

 
ان هيبة الدولة اصبحت على المحك فالمواطن اصبح يشعر بالخطر على حياته ليس في بيته فقط وانما اثناء سيره او عمله واذا اردت الدليل فما عليك الا ان تقود سيارتك في احدى شوارع عمان أو اي مدينة اخرى وتجرب حرب شوارع لا هوادة فيها متمثلة بالازدحامات المرورية الناتجة عن سؤ تصرفات واخلاق البعض وهي مستوردة وجديدة في شورعنا ,حيث تجد البعض يوقف سيارته في وسط الشارع وكيفما يشاء , والاخر يأتي من الخلف ويزاحمك من الامام بسرعة جنونية والاخطر من كل هذا التسابق في قطع الاشارات المرورية وهي حمراء, وبعض من الشباب من مختلف الجنسيات الوافدة يفتح سقف سيارته الفارهة ويضع الاغاني الهابطة والموسيقى الساقطة واخرى من ابنائنا من يقود سيارته وهو يضع العلم الاردني او صور للقيادة واغاني وطنية وهم يستبيحون كل المحرمات المرورية والحياة الانسانية ,وان اردت ان تعترض على بعض منهم و كان حظك طيب فربما تخرج بشتيمة او اشارة نابية لم تسجل بعد في القاموس العربي وان كنت سيء الحظ فربما تحظى بضربة سكين او رصاصة طائشة من مسدس طائش لان الالتزام بقوانين المرور المتعامل بها في ارجاء المعمورة مفقودة في قواميس مغظم السائقين عندنا ولا يوجد رادع حقيقي لهم وافضل دليل على كل ما ورد التزايد المضطرب باعداد الحوادث وما ينتج عنها من وفيات وعاهات مستديمة دمرت العديد من العوائل الاردنية ومستقبل العديد من الشباب اضف على ذلك التكاليف المالية الباهضة.
 
 اما ان كنت من الزوار او الفقراء الذين لا يملكون سيارة او حتى ممن يملكونها واردت اخذ استراحة محارب وركبت احدى سيارات التاكسي فستبدا معناة من نوع اخر, فالبعض منهم سيبدا التحقيق معك مباشرة ويعطيك دروس بالظلم و جرعات في الاكتئاب من كثرة تذمره من الوضع الاقتصادي والغلاء وقلة الموارد لدرجة انك ستظن ان الشعب الاردني ميت من الجوع ولكن اذا استرقت نظرة الى الحال بالشوارع سترى من السيارات ما عجزت دول الخليج من اقتنائها , وان اردت ايقافه عن العبث براحتك وحريتك فسيسمعك ما لذ وطاب من الاغنيات الهابطة والموسيقي التي تطرش الاذان , هذا بالاضافة الى قيادته المتشنجة وان اعترضت قيادنه فسيعلمك بانه افضل سائق في شوارع الاردن وان الباقين هم حثالة, اما ان كنت تستمتع يقيادة سيارتك في نهاية الاسبوع وانت ذاهب الى ديرتك في الشمال او الجنوب فلا مانع من تجربة السباق مع احدى التريلات او الباصات او القاطرات على هذه الشوارع المفتوحة لدرجة ان البعض من سائقيها احيانا تجدهم لا يبالي بنقاط التفتيش والمراقبة للشرطة, فعزيزي لا تستغرب لانك عندما تمر عن افراد هذه الدورية تجدهم في سياراتهم ,البعض يغط في نومه والبعض منهم مشغول في جواله تماما كما هو الحال في شوراع العاصمة او اربد او غيرها ,نحن والله مع كل هذا الالم نعذرهم فهم بشر بالنهاية  فلا يمكن ان يوقفوا نصف الشعب بالاضافة ان يديه مقيدتين بمقولة الامن الناعم ,فماذا يفعل ان كان هذا الشخص الموقوف من اصحاب السوابق ومسلح وهو ممنوع من استخدام سلاحه هذا اذا معه سلاح ؟ هل يفقد حياته ؟ بالطبع لا.كل هذا بسبب فضل الامن الناعم وبسبب ان هؤلاء المجرمين يعرفون حق المعرفة ان بعض القوانين التشريعية و ما يسمى بحقوق الانسان والحرية وحق المواطن وما... الخ  من تقليعات الربيع العربي الذي يهب على المنطفة تقف بصفهم وتخدمهم وان اكبر رادع لهم هو الذهاب الى السجن لايام هذا اذا تم توقيفهم ثم يعودون ليعبثوا بامن الوطن والمواطن .
 
ان ما حصل في مدينة اربد في يوم الوقفة ليلة العيد والتي فيها يذهب الاردنيون للتنزه والفرفشة والفرح والسير في اسواقها من معركة بالسلاح واطلاق نار في شوارعها ما بين همل عشيرتين وقيام رجال الامن باغلاق المحلات التجارية على المتسوقين دون ابداء الاسباب وافراغ الشوارع بطريقة احدثت هلع وفزع للمتسوقين لهو دليل اخر على تمادي هؤلاء الزعران والشبيحة على امن هذا الوطن ومواطنيه وان هذا الوضع الامني اصبح مقلقا ولا بد من الحزم فيه لانه للاسف دلالة على ضعف هيبة الدولة الذي اصبح على المحك , واذا اردت المزيد من الامثلة والتأكد من هذا الضعف فيكفي ان تذهب الى شارع ايدون في اربد هذا ان وجدت مساحة تسير فيها لان اصحاب محلات الاثاث وكما يبدوا استأجروه لعرض اثاثهم فيه فلم يعد مواقف للسيارات ولا ممرات للمشاة يسيرون فيها لانها اصبحت ملكا لهم بوضع اليد اما البلدية ورجال الامن فهم مغيبون او غائبون لا نعلم الحقيقة , وان اردت الجواب فهو بسيط موجود في فم كل مواطن اربداوي انه لا يوجد هيبة للدولة , فلو كان هناك هيبة لما كان احد من هؤلاء تجرأ ان يضع الكراسي في وسط الشارع ويجلس هو واصحابه يحتسون القهوة دون رادع لضمير او لبلدية او رجل امن في هذا البلد.
 
اخيرا نقول ان احتلال الشوراع سواء كان بالتجاوزات وعدم التقيد بالقوانين المرورية او تأثيثها بالبضائع والبسطات, والتي اخرها تقليعة الاثاث هو اعتداء اولا واخيرا على هيبة الدولة لان اي اختراق او تجاوز لقانون هو انقاص لهيبة الدولة , من هنا نناشد قيادات الاجهزة الامنية بالضرب بيد من حديد على كل هذه التجاوزات وعدم تقييد ايدي رجال الامن في التعامل مع هؤلاء وتقنين عملية دخول الاجانب من خلال قوانين حازمة للتأشيرات فليس كل الداخلين هم مستثمرون او سواح , ان الوضع الامني اصبح مقلقا وما يتحدثون عنه من ان الاردنيون اصبحوا يقبلون على اقتناء الاسلحة لهو دليل صريح على ان هيبة الدولة تأكلت و لم تعد كما كانت وان المواطن اصبح قلقا على امنه ونحن لا نريد ان نخوض بالجرائم الكبيرة التي تحدث ليل نهار من تعدي على المراكز الامنية ومهاجمتها وقتل رجال الامن و جرائم القتل والاغتصاب والمخدرات ... و ما الخ , فقط اردنا ان نضع النقاط على الحروف في جرائم صغيرة لكنها خطيرة اذا ما بقيت لانها تمثل القواعد والاساسات للجرائم الكبيرة , ان مصلحة الوطن تقتضي من القيادات الامنية مراجعة سياساتها ومن المواطن البقظة والحذر ومساعدة رجال الامن وجعل الاردن الوطن فوق كل الاعتبارات الاخرى مثل حقوق الانسان والحرية وما الخ , لانه اذا لا سمح الله خسرنا الامن خسرنا الوطن وعندها لا احد ينظر الينا , فالله الله بالوطن وامنه , حمى الله الاردن وقيادته وابقاه حضنا امنا لكل المظلومين والخائفين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد