هل يرأس الدغمي الحكومة البرلمانية القادمة في الأردن !

mainThumb

02-09-2012 08:49 PM

 توجيهات الملك وتصريحاته بمنتهى الصراحة والشفافية:بعد الإنتخابات القادمة ستشكل حكومة برلمانية، والملك الأكثر حرصا على إجراء الإنتخابات في موعدها الذي أمر أن تجرى به؛ وهو قبل نهاية العام الحالي 2012 ميلادية، لتبدأ بذلك الخطوات التنفيذية لبرنامج الإصلاح الوطني الذي نأمل أن يتداعى كل الوطنيين الأردنيين إلى المساهمة في إنجاحه.

 
والسؤال: من هم الأشخاص الذين سيتنافسون  لنيل الثقة الملكية بتشكيل الحكومة البرلمانية القادمة؟!، وماهي نقاط الضعف والقوة لكل منهما؟!، ومن صاحب الفرصة الأقوى لهذا الموقع الهام في المرحلة الهامة؟!.
 
من المتوقع أن يخوض المعركة الإنتخابية العديد من الذوات الوطنية الطامحة برئاسة الحكومة، وقد يكون من بينها رؤساء وزارات سابقين كالبخيت والخصاونه والفايز وعددا لا باس به من رؤساء المجالس النيابية السابقة كالمجالي والسرور والدغمي إضافة الى عدد من الوزراء السابقين وعلى رأسهم الدكتور عبدالله النسور.
 
وبتحليل نقاط القوة والضعف لدى هؤلاء المرشحين نجد ان الخصاونه لافرصة له في ظل مقاطعة الاسلاميين اضافة الى تدني فرصة البخيت والفايز لعدم امكانية تشكيل اغلبية نيابية برئاسة أي منهما في المجلس إذا حالفهم الحظ في الوصول الى قبة البرلمان القادم؛ وفي حال ترشح المهندس عبدالهادي المجالي فقد ينجح في الوصول للقبة ولكن لا توجد له فرصة في الحصول على أغلبية نيابية لتشكيل كتله داعمة وذلك لأن العديد من أصدقائه قد تراجعوا عن دعمه إضافة الى الضعف الملحوظ الذي ألم بالتيار الوطني بعد غيابه الجزئي عن العمل السياسي وما رافق ذلك من صعود نجم المحامي عبدالكريم الدغمي بعد قيادته الملفته لمجلس النواب ونجاحه في العديد من الاختبارات السياسية التي إجتازها بنجاح ملفت للنظرمن وجهة نظر صناع القرار في الدولة!!!.
.
         رئيس مجلس النواب السابق المهندس سعد السرور لديه فرصة في الوصول للمجلس لكن بالتأكيد لن يكون قادر على منافسة الدغمي كون الكتلة التي يمكن ان ينجح بتشكيلها لن تؤهله للعب دور قوي، وبالتالي سيكون مضطرا لدعم الدغمي لرئاسة الحكومة على أمل ان يحصل على دعم الأخيرللوصول لرئاسة مجلس النواب!!.
 
 الدكتور عبدالله النسور والذي يقدم نفسه للقصر منذ عدة سنوات ليتولى رئاسة حكومة برلمانية تحظى بثقة الشارع الأردني وتغطى بثوب المعارضة وثقة الملك بذات الوقت يبدو أنه لن ييأس ويتوقع له وصول قبة البرلمان ولكن نقاط ضعفه كثيرة؛ فعلى الرغم من قدراته الشخصية وخبراته السياسية الطويلة الا أنه يحصر عمله بالساحة السلطية فقط فلم ينجح كالدغمي أو المجالي بأن يصبح رجل وطن ويعمل لكافة مناطق المملكة ناهيك ان للدكتور خصوم بنفس السلط لابل بعشيرته التي ينتمي اليها اضافة الى ان الشارع السلطي مازال ينظر للشيخ مروان الحمود بأنه عمود السلط بلا منازع، وعليه تكون فرصة الدكتور النسور متدنية جدا لنيل الثقة الملكية بتشكيل الحكومة البرلمانية القادمة.
 
         الرئيس القادم وفقا لتحليل معطيات المرحلة هو المحامي عبدالكريم الدغمي؛ خاصة في ظل عدم ترشح دولة عبدالرؤوف الروابده ودعمه اللامحدود للدغمي؛ وقد يتساءل البعض لماذا سيكون الدغمي الأوفر حضا بالثقة الملكية؟!
 
          ينحدر معالي المحامي عبدالكريم الدغمي من بني حسن وهي أكبر قبيلة في المملكة الأردنية الهاشمية، وهذه القبيلة تشتهر بالكرم والتواضع وحب الوطن والإخلاص لقيادته الهاشمية وتتميز بعلاقات ودية مع كافة فئات واطياف الشعب الأردني؛ والأهم من ذلك أن هذه القبيلة تقف بقوة خلف الدغمي داعمة ومؤازرة له وهو الفائز لعدة دورات نيابية وبنسبة عالية من اصواتها، وعلى الرغم من الدعم العشائري اللامحدود للدغمي فهو يحضى بدعم غير طبيعي من محافظة المفرق الدائرة الإنتخابية التي ماخذلته عبر السنيين الماضية؛ يقول أحد أصدقائي- وهو دكتور من اصول فلسيطينية وله ثقل شعبي قوي في محافظة المفرق-" لو ترشح أخي ومعالي أبو فيصل فسأقف علنا مع أبو فيصل انا ومن معي"!!!، وهذه ميزة اخرى للدغمي لايمتلكها خصومه وهي انفتاحه وخدمته لكل الأردنيين من شتى المنابت والأصول، الميزة الاخرى للدغمي انك اذا دعيت لصلحة أوجاهة لطلب عروس  في أي محافظة بالشمال فإنك تجد أن الذي يطلب هو الدغمي والذي يعطي هو الروابده والعكس صحيح وهذه ميزة قوية حيث ان زعامات الشمال تقدم الدغمي ولاتصغره في حين لاتسمح بعض الزعامات الاخرى في مناطق اخرى من المملكة لأي نائب او وزير او حتى رئيس حكومة تخطي هذه الزعامات، وأكثر من ذلك فإن دولة عبد الرؤوف الروابده له فضل كبير في توفير ساحة للعمل والحركة لمعالي عبدالكريم الدغمي وهذا يسجل للأثنين معا!!!.
 
والميزة الأهم التي تسجل للدغمي تكمن في عدم وجود عداوات ومواقف سلبية له مع الاحزاب الأردنية وخاصة المعارض منها، تماما كماهو الحال مع ألاقطاب السياسية في الدولة، فقد إحتفظ "بشعرة معاوية" مع الجميع، وحسب تحليلي للمشهد السياسي الأردني، فإنني أتوقع أن يعهد الملك للدغمي بتشكيل الحكومة البرلمانية القادمة!!!،وإنني أقسم بعدم معرفة الرجل ولم أجالسه او احدثه بحياتي!!!.
 
كاتب ومحلل سياسي اردني/ عمان
 
a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد