مخطط الفتنة العشائريه هدفه تشتيت الحراك!

mainThumb

09-09-2012 05:29 PM

ما شهدته الساحة الأردنية خلال الأيام الماضية من تبني بعض المعارضة لأسلوب جديد من خلال ترك الاعتصامات أمام المؤسسات العامة والساحات العامة والإنتقال الى بيوت المسؤوليين الذين شاب أدائهم وسلوكهم السياسي فساد كبير، فرموز الفساد من كافة المنابت والأصول، وأبناء بعض العشائر غير مستثنين من ذلك ، ولن نكون أداة لتقديم صكوك البراءة حتى لأبناء العمومه ، لكن هذا التغيير في أسلوب بعض المعارضة يثير علامة استفهام كبيره ، فالحراك الشعبي في الساحات العامة وأمام المؤسسات العامة بدأ يؤتي ثماره ويتسع مساره ، ويحقق نتائج إيجابية بحيث أصبح النظام مرتبكا وغير قادر على الأستمرار في تنفيذ أجندته ،لا بل أدى به الى  التراجع عن بعض قرارته التعسفية الأخيره ، والسؤال لماذا تحوّل نهج بعض المعارضة الى أسلوب جديد أدى الى ضرب ابناء العشائر الارنيه بعضها ببعض ؟ فاذا كان الاسلوب الاول ناجحا وناجعا فلماذا تم تغيير المنهج وتوجيه البوصلة نحو خيار سيء بنتيجتة ؟  

حقيقة لا نشكك في نية وصدقية بعض المعارضة بانتمائهم لمنهج المعارضة الوطنيه، لكن النتائج التي أدى اليها هذا النهج الأخير صبّ في إتجاه خطير وهو ضرب النسيج العشائري وتفتيته والذي تم تغذيته باسلوب خبيث من قبل جهات تسعى الى ضرب الحراك بشكل عام ووتفتيت النسيج العشائري وخصوصا الشرق أردني وإضاعفه ليصبح المجتمع العشائري ممزقا ، وهذا المخطط تم تغذيته في ما يسمى ظاهرة عنف الجامعات فقد كان عنفا بين طلاب أبناء العشائر الاردنيه وتم التغاضي عن إيجاد الحلول الناجعه لمعالجته والسكوت عنه واكتفت الحكومات بإدانة هذه الظاهره فقط .

مخطط تذويب الوطن وهويته خدمة لاجندة خطيرة تكشف البعض منها ، خصوصا أن هذه الجهات فشلت في توظيف العشائر الاردنية لضرب الأحزاب والحراكات المطالبة في الاصلاح، اعتصام بعض المعارضة أمام بيت الروابده خلق حالة استفزاية عند عشيرة الروابده وأبناء بعض الشمال ،فاستثمرت جهات خبيثه ذلك وكرّست منطق استعانة المسؤول بعشيرته لحماية نفسه مما أدى الى استفزاز بالمقابل من عشيرة العبدلات لحماية ابنها الدكتور حسام العبدلات ، وبذلك نجحت قوى الظلام في تغيير مسار الحراك السليم الى بداية تفتيت للجبهة العشائريه التي وقفت مع الحراك وشعار الاصلاح ومحاربة الفساد .
 
حقيقة نجد أنفسنا جميعا أمام  فتنة عشائرية بين الناس سوف تكون مقدمة لخراب كبير ، وتؤدي الى تشتيت الحراك الشعبي والدخول في نفق مظلم لطالما خطط له المتربصون ، وفي هذا السياق أرى أن ما حدث أمام الجامعة الهاشميه من اعتصام بعض ابناء قبيلة بني حسن وتعرضهم لسيارة الرئيس( بني هاني) يصب في هذا الاتجاه ، وسوف  يسبب استفزازا لعائلة بني هاني وبعض أبناء الشمال لتتوسع دائرة الفتنة بين العشائر (الشرق أردنيه) ، كنت أتمنى أن ارى اعتصاما لأبناء العشائر لمواجهة المشروع النووي الذي يهدد مناطقهم ويقضي على صحة أبنائهم وكنت أتمنى أن ارى اعتصاما حاشدا للتصدي الى اهانة طوقان لابناء العشائر الاردنية ، حقيقة  القضايا الكبرى التي تهز أركان الفساد هي الأولى بالاعتصام .
 
لايمكن للمراقب والمتابع لهذه التحولات الاّ أن يشير في هذا السياق الى التوجه الجديد للنظام الأردني  بتغيير قاعدته الارتكازيه ( العشائر الأردنيه ) التي طالما إعتمد عليها في تثبيت حكمه إلى قاعدة جديده بدأت بوادرها بحملة التجنيس والتوظيف الحكومي والتجنيد العسكري لفئة كانت غير مسموح لها دخول دوائر مغلقه ، وذلك تمهيدا لتوطين سياسي وبناء دولة أردنيه جديده ليبرالية خاليه من هويه وطنيه جامعه .
 
المخطط واضح ضرب العشائروالعائلات الاردنية بعضها ببعض وتفتيتها ومن ثم ضربها بقاعدة الإرتكاز الجديده لتفتيت النسيج الاجتماعي الأردني كاملا من كافة المنابت والاصول ، ليكون المجتمع الاردني ممزقاغير قادر على إستعادة دوره ومكانته كشعب موحد يسعى لترسيخ مبدأ (الشعب مصدر السلطات) ، وغير قادر على استعادة زمام المبادرة في مواجهة المخططات الجديده .
 
المطلوب الآن إعادة مسار الحراك الشعبي الى مساره السابق ( الاعتصام أمام المؤسسات العامة والساحات العامة ) لتحقيق الهدف الأسمى وهو اصلاح سياسي بتعديل القوانين التي تحمي رموز الفساد وتشريع قانون الكسب غير المشروع  وتعديل قانون الهيئة المستقلة للانتخابات لضمان اجراء انتخابات نزيه ، حتى ينتج سلطة تشريعيه قويه قادره على ممارسة واجبها الدستوري ( الرقابة على السلطة التنفيذيه والتشريع)  ، كل ذلك لن يتم بدون تكليف حكومة وطنية انتقاليه تترجم هذه المطالب على أرضية الواقع ، عندها فقط يسقط رموز الفساد من شتى الاصول والمنابت ، فالقضاء وحده هو المخوّل لمحاسبة الفاسدين بعد تعزيزه بتشريعات تطلق يده وتفك أسره.
 
حمى الله الوطن من شر الفتن.
msoklah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد