إلى متى ستستمر الإساءة للإسلام ؟؟

mainThumb

13-09-2012 11:39 AM

 بقلم : زيد فهيم العطاري: 

لا يختلف أثنان على البغضاء التي يُكنها مُتطرفو الغرب وساستهم للإسلام وللمسلمين, إضافة إلى ان هذه البغضاء ليست جديدة بل هي منذ عقودٍ طويلة تمتد إلى عهد الحروب الصليبية, ولعل عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن كان شاهداً ودليلاً دامغاً على الكراهية التي يُكنها المتطرفون للإسلام خاصةً بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر حيث تم أستغلالها كشمّاعةٍ لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام ومن ثم البدء بالحروب وأستهداف دول العالم الإسلامي بداية من أفغانستان ومروراً بالعراق وأنتهاءاً بإستغلال الربيع العربي.

 
بعيداً عن أنتهاكات حقوق الأنسان والتي مارستها القوات الامريكية في العراق وافغانستان والتي لست بصدد التطرق لها على الرغم من أهميتها إلا ان الحديث سيننصب بالحديث عن الإساءة  للدين الإسلامي ففي عهد الرئيس بوش الابن قام جنود امريكين بتدنيس المصحف الشريف في العراق وجعله هدفاً للرماية وأقتصرت ردود الافعال على الاستهجان من جانب العالم الإسلامي وأبداء القلق من جانب الولايات المتحدة.
 
بوش الأبن إذاً زاد من الأزمة في العلاقة بين الولايات المتحدة والإسلام ليأتي من بعده باراك اوباما والذي حاول جاهداً تلميع صورة الولايات المتحدة في أعين العالم الإسلامي فكانت الزيارة للقاهرة والخطاب الشهير لأوباما هناك والذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية التصالح مع المسلمين ولكن هذه الجهود لم تكن جادةً على ما يبدو فأخبار أنتهاكات الجنود الأمريكين في العراق وافغانستان لم تتوقف وابرزها المجزرة التي قام بها جندي أمريكي والتي حصدت (15) أفغانياً, كذلك فالإساءة للإسلام لم تتوقف فقد تم إحراق عدة نسخ من القرأن الكريم داخل أحدى القواعد الأمريكية وأقتصر الموقف الامريكي على الاعتذار من جانب اوباما ومعاونيه.
 
أن الهجوم على الإسلام لم يكن خارجياً وحسب بل داخلياً ايضاً ففي الولايات المتحدة يوجد جماعات متطرفة تقوم بأعمال مُسيئة للدين الإسلامي ولعل ابرزها تمزيق المصحف الشريف أمام البيت الأبيض ناهيك عن الدعوات التي أطلقها متطرفين حيث طالبوا بحرق مئات المصاحف, ولم يتوقف الأمر عند التطاول على الإسلام بل ان هناك محاولات للتأثير على عقول الطلبة داخل المدارس في الولايات المتحدة حيث أشارت تقارير صحفية إلى وجود منظمات مسيحية متطرفة تقوم بتوزيع كتب ومنشورات مُسيئة للإسلام إضافة إلى وجود مباحث داخل المكتبة الفدرالية تحاول ربط الإسلام بالعنف وترى بالإسلام نقيضاً للديمقراطية.
 
واليوم يأتينا متطرف أخر ليقوم بإخراج فيلم مُسيء لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وقد ارتبط هذا الفيلم بأقباط المهجر وكأن المقصد من هذا الفيلم هو إثارة الفتنة الطائفية داخل العالم الإسلامي بين المسلمين والمسيحيين وبالتحديد إثارة الفتنة داخل مصر بين الاقباط والمسلمين هناك, كما أن الأنباء تُشير إلى ان مخرجاً إسرائيلياً حاصل على الجنسية الأمريكية ويُدعى سام باسيلهو من صنع الفيلم وقد قام بجمع (5) ملايين دولار من (100) يهودي ثم أختفى.
 
أن ردود الأفعال الغاضبة تتوالى على هذا الفيلم والتساؤلات تتعاظم حول إلى متى سوف يستمر هذا التطاول على الدين الإسلامي؟ خاصةً وان هذه الإساءات المتكررة لا تزيد الأوضاع إلا توتراً في ظل ما تشهده المنطقة من صراعاتٍ سياسية وما حدث في ليبيا من استهداف للسفير الامريكي يُدلل على عمق الأزمة التي تسبب بها التطرف بين الإسلام والغرب, إضافةً إلى ذلك يأتي هذا الفيلم ليُظهر فشل الرئيس الامريكي باراك أوباما في كبح جماح التطرف ضد الإسلام وعجزه عن تحسين العلاقة مع العالم الإسلامي, كذلك فإن ما سبق ذكره من انتهاكات يُدلل على أن العداء للإسلام يتم تجسيده بصورةٍ ممنهجة من قِبل رُعاة التطرف وصُناع الفتن في العالم.
 
إذن في ظل عجز أو تعاجز ساسة الغرب عن ردع التطرف يجب على قادة وشعوب العالم الإسلامي أن يقوموا بخطواتٍ عملية لنصرة الإسلام والمسلمين وليست بالضرورة أن تكون هذه الخطوات عسكرية بل لابد من خطوات علمية تقوم على احياء القيم والمبادئ الإسلامية التي تكاد تختفي بين صفوف المسلمين  فلابد ان تعتز بالإسلام قولاً وعملاً فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن أبتغينا العزةَ بغير الله أذلنا الله, يجب تنحية الحسابات السياسية جانباً وعلى الأمة الإسلامية ان تعود لدينها من جديد فالأمر يجب ان لا يقتصر على الشعارات التي لم ولن تجدي نفعاً فبعدنا عن الدين هو من أوصلنا إلى هذا الحال.
 
وفي نهاية المطاف بقيَ أن أشير إلى ما قاله أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى ألم الموت فقد قال: (اللهم ثقل في سكراتي وخفف في سكرات أمتي ) وبما قاله الصادق المصدوق أختم..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد