العالم يتخلّى عن المحطات النووية والأردن يصرّ على إنشائها !

mainThumb

15-09-2012 09:57 PM

 إنضمت اليابان مؤخرا  إلى معسكر الدول التي قررت التخلي عن الطاقة النوويه وإلى الأبد ، فقد سبقتها الى ذلك ألمانيا وسويسرا ،  بعدما أدرك المعسكر بتجربته المتقدمه أن مشاريع الطاقة النووية هي مشاريع تهدد أمن المجتمع وتؤثر سلبا على صحة الشعوب .

 

إعلان الحكومة اليابانيه جاء في خبر نشرته  ميدل ايست أون لاين   يوم أمس الجمعة بتاريخ 14/9/2012  ، وقد تضمن إعلان الحكومة اليابانية حسب الخبر المنشور وثيقة كشفت عن تبني الحكومة اليابانيه خطة جديدة في قطاع الطاقة تتضمن ثلاث مباديء رئيسه ،وأول هذه المبادىء عدم بناء اي محطة نووية بعد اليوم والثاني وقف المفاعلات القائمة بعد اربعين عاما من تشغيلها واخيرا رفض اعادة تشغيل الشرائح المتوقفة منها قبل اجراء فحوص لسلامتها من قبل لجنة مختصة. 
 
بالتاكيد مثل هذا القرار لم يكن متسرعا ولم يتخذ في حالة إنفعال ، بل كان مدروسا ، وجاء بعد استخلاص العبر من الكارثة التي وقعت في محطة فوكوشيما دايشي في 11 آذار 2011 والتي أدت الى تسرب اشعاعات كبيرة مما أجبر آلاف السكان على التخلي عن منازلهم ، وعلى اثر ذلك تزايدت معارضة السكان لوجود محطات الطاقة النوويه ، وبدات المظاهرات الشعبيه تضغط على الحكومه ، وفعلا استجابت الحكومة اليابانيه لمطالب شعبها ، فالشعب هو القادر على تحديد مصالح وطنه وسلامة صحته.
 
هذه الدول المتقدمه تمتلك العقول العلميه الرائده والخبرات الكافيه والأجهزة المتقدمه وليست دولا نفطيه ، وليست غنية بالصخر الزيتي ،ومع ذلك اختارت أن تتخلى عن محطاتها النووية والاتجاه الى مصادر الطاقة البديله بعد تطور التقنيات اللازمة لذلك .
 
وفي المقابل نرى إصرارا من قبل الحكومة الأردنية على انشاء المحطات النوويه لانتاج الطاقة! ،   فهل يعقل ذلك والعالم المتقدم تخلّى عنها واتجه الى الاستثمار في الطاقة البديلة ؟! ، فالعالم المتقدم أكتشف أن الطاقة البديله نظيفة وآمنة ،اضافة الى قلة تكلفتها وعلى سبيل المثال اسبانيا اصبحت رائدة في مجال الطاقة الشمسية ، فلماذاهذا الإصرار والاردن حباه الله بالثروات الطبيعيه ، فلدينا بدائل لا تتوفر في دول عديده ،  فلدينا الصخر الزيتي والغاز الطبيعي والطاقة الشمسيه التي تصلح لانشاء  مزارع الطاقة الشمسية كما أشار لها  الدكتور ايوب ابو دية في دراسة أعدها لعام2009 ، وأوضح  من خلالها أن مزرعة للخلايا الشمسية بمساحة عشرين كيلومترا مربعا في منطقة معان كافية لتزويد الاردن بكامل احتياجات الأردن من الكهرباء ، مثل هذه الطاقة البديله سوف تحمي أطفالنا ومزارعنا ومياه شربنا من المخاطر الاشعاعية التي تسببها المحطات النوويه ،ولن تهدد أرضنا بمخلفاتها النوويه، ولن نبقى حبيسي الأنفاس خوفا من الزلازل التي يمكن أن تتولد نتيجة انفجارها!!
 
يحق لنا أن نتعجب ونستنكرهوس حكوماتنا بإنشاء محطة نوويه ، والمشروع ذاته يصطدم بعوائق كبيرة منها انه يحتاج الى مياه كثيرة لتبريد هذا المفاعل ، واتساءل هنا أليس الاردن من افقر الدول مائيا ! ويعاني من نقص في المياه ونمو سكاني مضطرد؟! ناهيك عن عوائق التمويل فتكلفة المشروع تصل الى ثمانية مليارات ، فهل الاردن بحاجة الى زيادة مديونيته التي اثقلت كاهل الاردنيين جميعا .
 
خلاصة القول لايمكن بأي حال من الأحوال إقناع الشعب الاردني باهمية وضرورية انشاء محطات نوويه لانتاج الطاقة والعالم المتقدم تخلى عنها والى الابد وبالتاكيد لم تتخلى المانيا واليابان وسويسرا عن محطاتها تحت ضغط اسرائيل ، بل لتوافر تقنيات حديثه لانتاج الطاقة البديله ، فالعالم أصبح قرية واحده ، ولابد من الضغط على الحكومة الأردنيه بالوسائل السلمية وعلى مؤسسات المجتمع المدني والنقابات المهنية والأحزاب وكافة الفعاليات الشعبية الوقوف ضد بناء المفاعل النووي في المملكة، لما له من آثار بيئية سلبية وأبعاد صحية واقتصادية خطيرة تطال جميع الاردنيين .
اللهم إحفظ وطننا وشعبنا من كل مكروه ..اللهم آمين
 
msoklah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد