هل ستعيد الانتخابات القادمة نفس مجلس النواب؟

mainThumb

25-09-2012 11:25 AM

 ان المتابع للعديد من المحطات التلفزيونية المرئية أو لبعض من الاذاعات المسموعة أو لبعض من الصحف والمجلات المقروأه اصبح يشاهد عبرها ما يسمى المناشدات للاهل والعزوة وابناء المنطقته و العشيرته للتسجيل في الانتخابات النيابية القادمة والتي تعد جزء من الحملات الانتخابية المبكرة لهؤلاء الاشخاص وهي بالنهاية مخالفة لقانون الانتخابات الذي يحدد متى تبدأ ومتى تنتهي مثل هذه الحملات للاشخاص المرشحين رسميا بعد التسجيل الرسمي والقانوني لهم ,والمصيبة انه لهذه اللحظة لم تقر هذه الانتخابات رسميا من قبل اللجنة المستقلة للانتخابات ولا حتى موعدها ,من هنا تعتبر مثل هذه التصرفات خرقا لصلاحياتها وتعد عليها واستغلالا يمارسه هؤلاء الافراد باسم الوطنية بحجة تشجيع انصارهم للتسجيل فيها كواجب وطني,نحن نقول لهم حتى هذه مرفوضة لانها جزء من خلط الاوراق واللعب على حرج الحكومة بسبب ضعف الاقبال على التسجيل والمفروض بلجنة الانتخابات ان كانت مستقلة رفضها جملة وتفصيلا وسرعة ايقاف كل هذه الدعاية المبكرة باسم المناشدة المفضوحة مسبقا, لكن كل هذا و رغم مخالفته لاسس الديموقراطية وقوانين الانتخابات الحرة في اي رقعة في هذا العالم الا انه يهون عندما تلاحظ وتشاهد تكرارا لبعض الوجوه الحالية لمجلس النواب الذي سيحل قريبا وبعض مجالس النواب السابقة لا بل بعض من هذه الوجوه تعاقبت على العديد من مجالس النواب ولم تقدم ولم تؤخر في اي شيء سوى سرقة الوظائف من مستحقيها و توزيعها على انصارهم, والسؤال الذي يدور في اذهان العديد من الاردنيين : هل ضاق الاردن بافراده وجماعاته وعشائرية حتى لا يترشح الا هؤلاء ؟ ولماذا لا تجدد سواء الاحزاب او العشائر مثل هذه الاسماء؟ ولماذا لا يتجرأ الاردنيين على الترشح؟ والا الوراثة كذلك لحقت بمجلس النواب؟ من هنا يطرح السؤال الاهم والذي هو عنوان مقالنا , هل سيعيد الاردنيين انتخاب من اتهموهم بنواب مزورين؟ والله ان الامور وبكل صراحة لا تبشر ابدا بالافضل , وان اركان الفساد في الانتخابات السابقة من تسجيل جماعي  للافراد الى التمترس العشائري والطائفي والفئوي والاقليمي لا زالت سمومها منتشرة بين الشعب الاردني , فلا زال النفوذ (السلطوي ,العشائري , الطائفي ,الفئوي ,الاقليمي) والمال هما العاملان الذان سيتحكمان بالانتخابات القادمة كسابقاتها وما تصريح وتهديد رئيس لجنة الانتخابات المستقلة اخيرا الا دليل على مخاوفنا هذه ,وللحقيقة لا يوجد من يستطيع ان يوقف مثل هذان العاملان , لان الفقر والنفوذ سيسودان ودون اختراق واضح يمكن لاي جهة التحكم به و القبض عليه او حتى اثباته امام القضاء في المحاكم.

 
ان صاحب الجلالة وقبل ايام قالها وبالفم المليان اعلنها مدوية وصريحة عندما صرح ان التغيير قادم وان الانتخابات ستجري وسيتم انتخاب برلمانيين سيحددون شكل الحكومة التي ستحكم الاردن لاربعة سنوات قادمة والتي ستخرج من رحم هذا البرلمان لتمثل غالبية فئات وطبقات الشعب الاردني, ونصح الجميع احزابا وعشائر وافراد للذهاب الى صناديق الاقتراع لقول كلمتهم الفصل لأنها هي التي ستساعد على احداث التغيير الحقيقي ,انها رسالة واضحة لا لبس فيها: ايها الاردنيون اذهبوا وانتخبوا النائب الذي تثقون به والقادر على التغيير بطريقة حكيمة وشرعية ,ان هؤلاء النواب المنتخبين سيكونوا منكم ومن احزابكم يستطيعوا ان يغيروا ويسنوا القوانيين التي ترغبون, ان الشارع ليس المكان المناسب لتغيير او سن اي قانون ولتعلم اي جماعة فيكم انه لا يمكننا ان نضع قانون يلبي كل طموحاتها مهما كانت تظن ثقلها في الشارع الاردني , هذه عبارات صريحة حازمة فيها من القوة والصرامة ما يكفي لان يفهم الجميع مسؤولياتهم والابتعاد عن الغوغائية والنشوز عن الصف الواحد والقدوم الى صندوق الانتخابات لكلمة الفصل وهي كلمة الشعب التي تحدد الاثقال والاوزان لكل جماعة واما من يريد الشارع فليبقى به وهو لن يقدم او يؤخر لانه سيخرج بالنهاية ليس منه وانما عن الاجماع الشعبي .
 
ان حديث صاحب الجلالة الاخير حمل توجيهين: الاول للشعب بكافة اصوله ومنابته وعشائره واقاليمه ان الماضي سيطمر والتغيير قادم لذا عليكم ان تحكموا ضمائركم وتختاروا المناسب من ابنائكم بغض النظر عن العرق والدين والعشيرة والاقليم ليقودكم ويقود البلد الى الافضل من اجل مستقبل اجيالكم القادمة , بهذا التوجيه وضع صاحب الجلالة اي تغيير بالمستقبل بايدي هذا الشعب وعلي مسؤوليته , لذلك علينا من الان ان نفكر مليا بكل هذه الاسماء التي تعرض نفسها علينا وان لا ننساق وراءها ابدا مهما كانت ذات نفوذ سلطوي او عشائري او مالي وان نضع امام اعيننا اولا وقبل شيء مخافة الله ومستقبل وامن هذا الوطن عند اختيارنا للنائب الذي يمثل سواءا العشيرة او المنطقة او الوطن , علينا ان نختار الافضل مهما كان ومن اين يكون ثم علينا ان نشجع شبابنا والذين نرى فيهم الامانة والصدق والولاء لهذا الوطن على الترشح بل ودعمهم بكل ما اوتينا من جاه ومال وسلطة , على كل الاردنيين الشرفاء ان يتعاهدوا امام الله وما بينهم ان لا يعيدوا اي وجه من الوجوه السابقة الى قبة البرلمان وبالذات الذين كانوا ولا زالوا في هذا البرلمان المزور أو حتى اي برلمان سابق , على الاردنيين ان يكونوا يقظين تماما لهؤلاء وان يقطعوا الطريق امامهم بكل ما يستطيعون لانهم لو لا سمح الله عادوا من شبابيك البعض فان رؤية صاحب الجلالة بالتغيير مهددة بعدم التحقق ولا اخال اي اردني نشمي يحب جلالته والقيادة الهاشمية والاردن الوطن الحبيب سيفعل عكس ما اراده صاحب الجلالة .
 
اما الاتجاه الثاني: فانه موجه الى الحراك الشعبي بكافة اطيافه واحزابه ومنهم بالذات حزب جبهة العمل الاسلامي للانخراط في العملية الانتخابية وان لا بيقوا في الشارع فيما اذا ارادوا اي تغيير في المستقبل , ان كلام صاحب الجلالة الصريح والواضح وضع هذه الحركة في الزاوية رغم اعتراضها هي وبعض احزاب الحراك الشعبي على قانون الصوت الواحد والذي كلنا نجمع انه ليس الافضل ولكن يجب ان لا نجعله المسمار الذي يخرق امننا الوطني وحلمنا في احداث تغيير , من هنا نقول اذا كانت هذه الاحزاب متمثلة بالحركة الاسلامية وبعض احزاب المعارضة الاخرى تتدعي انها تملك الاغلبية فهي تستطيع تحقيق ذلك وخاصة انها الاكثر تنظيما ومؤسسية من غيرها اضف على هذا ان هذه الانتخابات ستجري ضمن مراقبة لجنة الانتخابات المستقلة بالاضافة الى لجان دولية واخرى محلية تستطيع ضمان نزاهتها و ان تفضح اي تجاوز فيها  ,ان الحركة الاسلامية تستطيع ان تشكل حزبا قويا تجمع حولها كل المعارضين للتغلب على هذا القانون كحزب العدالة والمساواة المصري يضمن لها التنوع و حصد مقاعد القائمة الوطنية ومقاعد المستقلين, يكفيها ان تحصل على اعلى نسبة كحزب في البرلمان وبعدها تستطيع ان تستقطب بعض من المستقلين والاحزاب التي توافقها الرؤيا وتشكل الحكومة القادمة حسب ما قاله صاحب الجلالة , انه من الحكمة عدم تشكيل اية حكومة برلمانية من طيف واحد بل الحكمة تقتضي المشاركة مع مختلف الاطياف الاردنية في قيادة هذا الوطن للتوزيع المسؤولية على الجميع, ان عدم دخول الحركة الاسلامية في الانتخابات القادمة سيكون خطأ كبير ترتكبه قياداتها لانه سيمس من سمعتها وشعبيتها وسيبعدها عن الحكم وادارة البلد لمدة اربعة سنوات قادمة , ثم ان الشارع لن يبقى بيدها وستخرج كذلك منه مرغمة لانه لا احد سيوافق بعد الانتخابات وتشكيل حكومة برلمانية تمثل الشعب اي تجاوز للقانون وعندها ستكون الخاسر الاكبر, ان صاحاب الجلالة يعي ويعني كل كلمة نطقها فهل من عاقل في هذه الحركة؟ ام يا ترى هناك لا سمح الله اجندات مخبأة لا يعلمها الا الله , نقول هذا لما نلمسه من مراوغة وتصلب بالاراء واصرار على مقاطعة الانتخابات و التشويش عليها و محاولة افشالها ,ان بقي هذا الموقف سيعتبر تحدي وسيواجه ليس من القيادة ولكن من كل الشعب ,ونحن على يقين ان الحركة الاسلامية الاردنية حركة وطنية اصيلة بعيدة كل البعد عن مثل هذا.
 
اخيرا نقول لكل الشعب الاردني وكل المنتخبين الله الله بالوطن , حكموا عقولكم وضمائركم في اعطاء اصواتكم لمن يستحقها , ساعدوا صاحب الجلالة في تحقيق رؤيته ولتكون الانتخابات عرس اردني هاشمي بامتياز يشهد لها القاصي والداني ونسأل الله ان ينجحها ويرد كيد الكائدين والمتأمرين ويفضح نواياهم وان يحفظ الاردن وقائده وان ياخذ بيده لتحقيق التغير الذي وعد حسب رؤيته وان يقود الاردن الى بر الامان انه السميع المجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد