زحف .. حشود .. تظاهر .. لعبة الارقام ومعانيها

زحف .. حشود  ..  تظاهر ..  لعبة الارقام ومعانيها

06-10-2012 01:19 PM

 يرى بعض الاخوة بأن هناك استغلال من قبل الاعلام والكتاب والدولة لمسألة فشل منظمي مسيرة المعارضة يوم الجمعة الماضي في حشد الاعداد الغفيرة من الجماهير التي تظهر حقيقة قوة وجودهم في الشارع كما يقولون او حقيقة وزنهم السياسي في المجتمع السياسي والاجتماعي الاردني وقد وصل الامر بعد احراز هذا الفشل بامتياز وتحقيق الدولة ولا اقول الحكومة في ضبط ايقاع البلاد بصورة تمنع حدوث الفتنة التي سعى اليها البعض وارادها بوابة كبيرة الى جهنم يجرون فيها البلاد والعباد الى معارك جانبية دنكوشطية تتغدد بعض الرؤوس الحامية والتي ارتبطت باجندات خارجية ومصالح ذاتية غير مشروعة .

 
لقد ركز هؤلاء على العدد والكثرة لاثبات مشروعية غير صحيحة لحقهم في الانقلاب على الدولة بوسائل التظاهر والحشود والتحشيد والتخوين والادعاء بنوايا الاصلاح والتغيير وعندما لم يفلحوا بالعدد والحشود .. اصبح العدد غير مرغوب الحديث عنه لانه خذلهم خذلانا واضحا.
 
هنا فان الحقيقة التي نريد أن نصل اليها انما هي أن الناس ونتيجة ما تم ضخه من قبل بعض قوى المعارضة بزعامة حزب جبهة العمل الاسلامي والتي اعطت نفسها الحق بالتكلم باسم الشعب كاملا دون تفويض من احد فهي بالتالي ومن معها من حركات تصطف خلفها كمعارضة وتسمي انفسها دعاة اصلاح وتغيير... وقد وصل بها الامر وخاصة بعد أن انفتحت شهيتها وصول بعض الحركات الشبيهة لاغتصاب السلطة في مصر تحديدا وغيرها من الدول العربية بعد أن انقضت على الثورة الحقيقية واستلبتها من الشباب العربي العاطل عن العمل صاحب الفكر الحضاري المستقبلي والذي اشعل ما يسمى بالربيع العربي متطلعا الى الحرية والديمقراطية... نعم لقد كان الشباب العربي مطلق شرارة الثورة العربية الحديثة على حق تماما وتحركه كان تلقائيا وطبيعيا ولم يكن هذا الشباب ومن خلفة قادة الفكر وعامة الشعب على حدا سواء الا دعاة تغيير واصلاح وتحرر حقيقين وذلك نتيجة لاستتلاب ارادة الشعوب من قبل قادتها الدكتاتورين الذين حجزوا بل نحروا تلك الارداة على مذابح مصالحهم الذاتية والخاصة.
 
لا يختلف اثنان على فساد وطاغوت الطغمة الحاكمة التي انهارت عروشها الضعيفة فوق رؤوسها بفعل الارداة الشعبية وليس بفعل فاعل اجاد ركوب الموجة وسخرها لخدمة اغراضه وغايته وحده فتم تسليم راية الاستلاب لارداة الشعب مرة اخرى لفئة ولدت بحضن الدول الغربية والحركة الصهيونية العالمية وتبنتها ورعتها زعيمة العالم الغربي الولايات المتحدة ومكنتها من زمام الامور ... ولا يغرنك الحرب على الارهاب وخلافه من ادعاء السعي لنشر الديمقراطية في العالم العربي تحديدا والذي يعني بالتأكيد القضاء على الهوية القومية العربية.
 
نعم محو الهوية القومية والوطنية العربية واحلال هوية دينية واسعة تشمل عشرات الدول والامم تحت مضلتها ولكن بالمقابل فلم يكن مسموحا المساس باي من الدول والشعوب غير العربية وإن كانت تحت ذات المضلة الدينية . فلا ربيع او حتى صيف للديمقراطية والثورة .. في تلك الدولة غير العربية.
 
اتعرفون لماذا .... لآن الصراع هو صراع قومي بين اليهود والفرس والاتراك مجتمعين ومتناغمين ضد العرب والعروبة ودولها وكله برعاية كاملة من زعيمة الاستعمار العالمي الجديد وحاضنة وراعية الحركات الارهابية بجدارة الولايات المتحدة الاميركية,.... فكان احتلال العراق وتدمير ليبيا وزعزة امن واستقرار واقتصاد ونضام مصر واعادته الى عصور التراجع .... واليوم يجري العمل بكل قوة لتدمير سوريا بحجة العطف عى شعبها العربي وقد كان لبنان قبل ذلك مسرحا وما زال لحروبهم القذرة.
 
واليوم فإن البعض ينتظر أن ينقل الدمار والخراب والفوضى الى بلدنا الاردن شهوة وطمعا بالسلطة وتنفيذا لمآرب اعادة تقسيم الامة العربية الى دويلات بعدد اكبر بكثير مما هو موجود الان والانتهاء من القضية الفلسطينية مرة واحدة واخيرة والى الابد وذلك بعد تهجير وتسفير اهلها الى الاردن تحديدا ... واقامة دولة فلسطينية على ارض الاردن بدلا من ارض فلسطين المغتصبة .. 
 
.. فلسطين العذاب يا سادة يا ثوار اليست هي الاولى بكل مسيرات الحشد والزحف والركض والهرولة المقدسة والتي يستظل تحت راياتها من اقلقوا الشعب الاردني كله بمظاهرات بعشرات الالاف .... 
 
نعم لم يكسر لوح زجاج واحد كما قال احدهم في التظاهرة الزاحفة والفضل في ذلك ليس للنوايا الطيبة للمتظاهرين وانما لاكثر من 2000 رجل امن اردني من خيرة ونخبة ابناء هذا البلد الصابر الصامد الكريم المشرع ابوابه وعلى مدى عشرات السنين لكل منكوب وكل هارب بروحه وروح اطفاله.
 
لقد كان هذا الجيش الامني العرمرم من حماة الوطن , اعزل من كل سلاح حتى ولو كان خيزرانة ... والذي راح يقدم الماء للمتظاهرين ويحرسهم ويمنع عنهم الاذى, .... اذا فالفضل لعدم انكسار لوح زجاج واحد او رمي حجر واحد او طعنة بسكين غاضب يجب أن يعطى لاهل الفضل لحماة الديار والساهرين على راحة المواطن.
 
اذا العدد مهم ليس فقط لانه يتيح المجال للقياس العلمي والتقويم وانما ايضا لان ما ادعاه منظموا التظاهرة او ماسمي بالزحف المقدس ومسيرة انقاذ الوطن من حشدهم لعشرات الالاف وهم من بدأ بلعبة الارقام وحددوا الرقم خمسين الف منذ اكثر من شهر وادعوا قبل يوم من تظاهرهم بأنهم يتوقعون ويأملون ب 100000 متظاهر ... مائة الف ... نعم الرقم هو الاهم لانه بالمقابل هناك رقم من سجلوا للانتخاب والذي ناهز المليونين وسيزيد... اما ان هذا الرقم لليس له قيمة حسب منطقكم المشار سابقا.... الرقم مهم والمعنى مهم.. 
 
اما نحن, فانا من اكثر الاردنيين انتقادا ونقدا وتحليلا لمواقف وهفوات وزلات وخطايا واخطاء الحكومات الاردنية وللدولة الاردنية ككل وللثمار الفاسدة لها بما يتعلق بالانتخابات المزورة بصورة شبه دائمة نيابية وبلدية وتشرحا للحكومات المتتالية والتي سعت باستمرا لخدمة ذاتها واشخاصها ةمن يدور في فلكهم من المنتفعين. بدلا من خدمة كامل الشعب كما هو مفروض ... 
 
اما الاصلاح فلا يكون فقط من خلال الدعوة الى الفوضى واحداث الفراغ الدستوري ونقض النظام السياسي من اساساه وعبر تمزيق صفحات الدستور الاردني بحجة تعديله ... وانما هنالك الف طريقة اخرى للوصل الى غاية الاصلاح والتغيير الحقيقي الايجابي ... ليس من بينها التكشير عن الانياب واشاعة الخوف وعدم الطمأنينة على مدى الوطن كله...
 
ولم يبقى من قول سوى انه عليكم أن تتركوا هذا البلد امنا مطمئنا ... وعارضوا ما طاب لكم المعارضة...وتظاهروا وقت ما يحلو لكم التظاهر .... ولكن عبر قنوات القوانين الدستورية وليس عبر اوهام بعضكم وحلمهم بحكم العالم وجره الى الفتنة والقتل والموت تباعا ... تحقيقا لمآرب بعض النفوس المريضة والتي يملئ قلوبها الحقد على كل شيئ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد