نجح الاردنيون في 5/10 حيث فشل المنافقون

mainThumb

10-10-2012 09:12 AM

كان لهذا اليوم ان يمر كباقي الايام على الشعب الاردني مثله مثل اي يوم وكان الحدث الابرز فيه وهي مسيرة انقاذ  الوطن كما اطلق عليها ان تمر كباقي المسيرات التي سبقتها لولا التجييش والتضخيم الاعلامي الذي لازم هذه المسيرة من قبل فئات اعلامية داخلية معروف من يقف ورائها .

 
 ان ما صاحب هذه الحملة الاعلامية من محاولة تحريض و تضليل مدروسة ومقصودة هدفها الاول والاخيرة افشال هذه المسيرة  ليس كما تدعي هذه الفئة خوفها على المصلحة الوطنية بل تخوفها من كل ما هو اصلاح والاستماتة في الابقاء على مكتسباتها و مصالحها بالدرجة الاولى ليبقى لها جو الفساد التي عبثت به على مر السنين السابقة وما قضايا الفساد التي تظهر علينا ما بين الحينة والاخرى لبعض من رموزها اصحاب القرار المتنفذين الا الشيء القليل لفساد هذه الفئة, ان عملية التضخيم لهذه المسيرة ومهاجمة منظميها وعلى راسها الحركة الاسلامية ومحاولة تضليل الشعب الاردني من خلال اللعب على حبل الطائفية والديموغرافيا تارة والتشكيك بنواياها واتهامها بانها تسعى لتحقيق مصالحها المرتبطة بمصالح خارجية تارة اخرى ثم التشكيك بحجم تمثيلها بالشارع الاردني ما هو الا تهويش لا فائدة منه على الاطلاق بل بالعكس كل هذا التضليل والتجييش والاتهام الذي سيق بحق هذه الحركة الاردنية الوطنية زادها قوة وتماسكا واعطاها مدا شعبيا اكثر ربما مما تستحق.
 
ان الاردنيين حقا نجحوا في هذا اليوم وحولوا هذه المسيرة من مسيرة تخريبية عبثية كما وصفتها زمرة اعلامية منافقة الى مسيرة وطنية جمعت المسلم والعلماني والاشتراكي وابن الجنوب وابن الشمال وابن الغرب والشرق في لوحة وحدوية نهضوية اثبت الاردنيون فيها انهم شعب واحد, لقد تابعناها بكل فخر واعتزاز وبكينا فرحا عندما رأينا المشاركين فيها يرفعون علم واحدا وصورة واحدة ,انه علم الاردن وصورة قائده , هذه اللوحة الاردنية المشرقة تقول لكل هؤلاء المزايدين والمنافقين الذين ارادوا ان يلعبوا على حبل التفرقة والطائفية انه لا يوجد بعد اليوم غرب او شرق اردني ,هناك علم واحد ووطن واحد وقائد  واحد , نعم نجح اليوم الاردنين قبل ان يكونوا حركة اسلامية او حركات معارضة او قوات امن في تسطير ملحمة اردنية وطنية و بعثوا برسالة واضحة لكل الحالمين للعب على تماسك ابناء وطنهم, ليقولوا لهم لا تحلموا سنخيب امالكم كما خيبنا امال قيادي بني صهيون عندما اعترف احدهم قبل ايام انه يستغرب كيف الاردن لا زال صامدا ولم ينهار , نعم لقد خيبت هذه المسيرة امال كل هؤلاء سواء من المبتلين بهم والمحسوبين عليهم داخليا او بعض من اشقائهم الذين يلعبون على فقرهم وحاجاتهم او اعدائهم المتربصين بهم لمشاريعهم الاستعمارة , لقد اسقطت هذه اللحمة الاردنية في هذه المسيرة كل هذه المكائد ان شاء الى الابد.
 
ان الحركة الاسلامية هي حركة وطنية اردنية بامتياز ولا يمكن لاحد ان يزايد عليها ونقول من العيب كل العيب ان تختزل بطيف اردني لانها اكبر من كل هذا بل هي قاعدة لكل الاطياف الاردنية وما تنادي بها هي مطالب شعبية جديرة بالاحترام سواء اتفقنا معها او اختلفنا معها وان جزيء كبير منها ضمن رؤية قيادة هذا الوطن , فكفا تحريفا وكذبا ونفاقا وفلبا للحقائق واستغلالا للطائفية المقيتة والتي بات معظم الشعب الاردني يعرفها ويقرفها , نقول لكل هؤلاء اللاعبين على هذا الحبل انه مقطوع واسطوانة مشروخة وعليهم العودة لرشدهم قبل فوات الاوان ,ان محاولة تهميش حركة الاخوان او جبهة العمل الاسلامي بهذه الطرق الرخيصة لن تزيدها الا قوة وشعبية لذلك لا بد من اعادة دراسة كل الامور الاعلامية بطرق اكثر جدية وتناولا للحقائق لان الشعب الاردني ليس غبيا وهو من افضل الشعوب العربية تعلما وادراكا هذا بالاضافة الى التقدم التكنولوجي الاعلامي الذي سهل الحصول على المعلومة وتقييمها من قبل المستمع الاردني وبالتالي بكل سهولة يستطيع هذا المستمع ان يدرك مكامن الحقيقة .
 
 انه بالرغم من كل ما صاحب هذه المسيرة من اتهامات وهمز ولمز لقواتنا الامنية وقيادتها الفذه الا انها غضت الطرف عن كل هذه التجاوزات بحقها وقامت بواجبها باقتدار وحققت نجاحا مذهلا كان اول الشاهدين لها هي الحركة الاسلامية حيث شكرت القوات الامنية على ما قامت به من حماية لمسيرتها وعلى هذه الخدمة المميزة , فالبرغم من ضخامة المسيرة والاعداد الكبيرة المشاركة فيها وضيق المكان لتجمهرها الا انه لم يسجل حدوث اية مواجهات او اختراقات امنية, في نفس الوقت اثبتت الحركة الاسلامية مصداقية اقوالها والالتزام التام بها وانها قادرة على التعاون مع الحركات المعارضة الاخرى وتسيير مسيرات احتجاجية عصرية سلمية منظمة بكل معنى الكلمة , هذه كلمة حق لا بد من الاعتراف بها لهذه الحركة التي اثبتت ان مسيرتها لم تكن عامل فتنة  كما روج لها  البعض بل العكس هو الذي ساد هذه المسيرة ,وما مشاركة80 حراكا تمثل مختلف المحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب معها والتزام الجميع بعلم الوطن وضبط الشعارات والخطابات الا تجسيدا للروح الوحدوية الوطنية والانتماء للوطن ولقيادته بكل معنى الكلمة, انه رد صريح من هذه الحركة وشركائها باقي الحركات الاخرى  بان بمسيراتهم لا تريد تغييرا ديموغرافيا و لا تغييرا للنظام بل اصلاحا تدريجيا له وقد بينت ان المقصود بالنظام ليس شخص الملك كما يريد البعض تحريفها, لقد برهنت هذه الحركة الوطنية الاردنية على فشل وزيف ادعاءات كل المحرضين عليها بالرغم من كل التخويف والتهديد المبطن والتجييش ضد مسيرتها والتي للاسف لم تتوقف هذه الفئة عند هذا الحد حتى بعد انتهائها يسلام ,بل تابعت المزيد من تضليلها بتخفيض اعداد المشاركين فيها تارة و وتحريض العشائر الاردنية عليها بتلفيق المزيد من التهم حول اهدافها والتلميح بان المشاركيين فيها من اماكن الثقل السكاني ومن المخيمات تارة اخرى ,وكان الشعب الاردني لا يرى ولا يسمع , كل هذا ان دل فانما يدل على تخبط وضعف افق هؤلاء وانهم لم يجربوا قراءة التاريخ ولو لمرة واحدة ويدركوا انه لن يعود بهم الى الوراء و ما عليهم الا ان ينتظروا  المستقبل والذي بالتأكيد لن يكون بصالحهم والمحاكم بانتظارهم .
 
اخيرا نقول لنكف عن المزايدات ونحترم هذه الحركة الاردنية الوطنية والتي تأسست منذ 1945 م ولا زالت حركة اسلامية اردنية وطنية بامتياز لم تزاحم يوما الهاشميين على سلطة وحتى لم تطلبها وكل ما تطلبه هو الاصلاح لا غيره , من هنا لا بد من دراسة مطالبها لانها ليست ممثلة بمصلحة فئة او فرد بل هي مرتبطة  بشريحة اردنية كبيرة تمثل نسبة كبيرة من الشعب الاردني بكافة اطيافه , وعلى اصحاب القرار ان يكفوا عن تحجيم دور هذه الحركة وكيل الاتهامات الغير مبررة لها وعدم السماح لبعض الاعلاميين المستوزرين بالافتراء عليها وتشويه سمعتها وتاريخها, ان افضل وسيلة لمواجهة طموحات هذه الحركة هو اشراكها بالحكم والقرار ولندع التاريخ يحكم عليها والشعب سيقول حينها كلمته , نحن لا نرى اي عذر للتخوف من حجم هذه الحركة الوطنية على الساحة الاردنية او التحاور والوصول معها الى الاتفاق حتى لو كان هذا بتعديل قانون الانتخابات ما دامت انها ستجري بنزاهة وضمن قواعد قانونية وتحت اشراف لجنة انتخابية مستقلة ومحكمة دستورية , فلنترك الامر للشعب يقرر من هو صاحب الحكومة البرلمانية المقبلة , اما بخصوص قانون الانتخابات فيمكن تعديله بتشكيل لجنة عليا بامر من صاحب الجلالة لدراستة وحتى تعديل بعض من بنود الدستور اذا اقتضى الامر,ولتكن لجنة حكماء يتم اختيار اعضائها من شخصيات اردنية وطنية غير قابلة للاعتراض عليها من احد ويقبل بها الجميع وتمثل كل الاطياف الاردنية ولتعطى شهرين للنظر بقوانين محددة يتم تعديلها بالتوافق وخاصة قانون الانتخابات , الافضل ان تتم الانتخابات البرلمانية المقبلة بالتوافق ومشاركة الجميع بمن فيهم  الحركة الاسلامية وباقي الحركات المعارضة ,وانتاج برلمان بحكومة برلمانية حقيقية بدل الاصرار على  قيام الانتخابات بدون باقي الحركات المعارضة الاخرى مما قد يؤدي الى استنساخ للبرلمانات السابقة عكس ما يريد ويخطط له صاحب الجلالة ,على اصحاب القرار ان ينظروا بعين العقل الى هذه المسيرة ودراستها بشكل جيد عوضا عن سبها وتقزيمها , عليهم ان يدركوا قبل فوات الاوان ان الكثير ممن سجلوا اسماؤهم ربما لا يذهبون للادلاء باصواتهم ,عندها سيكون الامر صعبا, لننزل من على الشجرة ونقابل الاخرين في منتصف الطريق ونحمى وطننا الاردن من كل المصاعب والمصائب المحيطة به ونحقق رؤية صاحب الجلالة كما يريدها, حمى الله الاردن وقيادته واحاطها بالبطانة الصالحة لتساعدها باتخاذ القرارات الصائبة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد