في أسبوعيّة المسيرة : فكّ شيفرة الإخوان

mainThumb

12-10-2012 06:57 PM

     في الذكرى الأسبوعية يكون الإنسان أكثر عقلانية من وقت الحدث، إذ يكون أقرب إلى الانفعال وقت معايشة لجّة الحدث،ففي حالة الموت يهدأ الحزن ويسكن،وفي لقاء أجهدته حرارة الغربة، يبرد الشوق سلاما،وفي السياسة، تستقر النفوس وتهدأ الأعصاب، لتطرق باب التفكير والبحث والتمحيص، وترتحل نحو شاطئ العقلانية.

 
    في 510 خرجت مسيرة (إنقاذ الوطن) وحينها تاه النقاش في سراديب الأعداد ، حتى أوشكت أن تفقده مضمونه المفترض، إن لم تكن أفقدته حقيقة.
 
        اليوم وبعد أسبوع من النقاش والحوار كمحاولة لفهم شيفرة المسيرة وشعارها الأول،نجد أنّ نقابة المعلمين أوجدت المقاربة، وأناطت اللثام عن حقيقة الهدف الرئيس من المسيرة،وشعارها الأوّل الذي رفعته: قانون انتخابيّ عصريّ.
 
    جماعة الإخوان المشاركون في المسيرة،أو قياداتهم على أقل تقدير، يدركون جدّيا ماهية القانون العصريّ الذي يرتضونه،ولكن السؤال: هل كان المشاركون من الحركات الأخرى يعلمون حقيقة هذه الماهيّة؟ِ
 
    سياسيا مجلس نقابة المعلمين بكل مكوناته يمثل جماعة الإخوان، لذلك ما ينبثق عنه يكوّن سلوكا ومطلبا ونهجا إخوانيّا بامتياز،من هنا نجد أنّ ما يتبناه هذا المجلس من نظام انتخابي للمجلس المركزي للنقابة،يمهد أمام فهم وتفسير لشكل القانون الانتخابيّ النيابيّ العصريّ الذي يروّجون له.
 
        لقد قدم مجلس النقابة (الإخوانيّ) مشروعا لنظامه الداخليّ، والذي يتضمن النظام الانتخابيّ للنقابة،ومفاده تثبيت ما أوجدته بعض الأطراف المتحالفة مع الأجهزة الأمنية آنذاك،أي نظام القائمة المغلقة المطلقة ( 1)، هذا النظام الذي أقلّ ما يمكن وصفه، بالنظام الإقصائيّ،الذي لا يعترف بوجود الآخر، ولا يؤمن بحالة التنوع، ومُزوّر ومُشوّه للتمثيل الديمقراطيّ الحقيقيّ. 
 
      استهجن موقف مَن يُنادون بالإصلاح، وبعصرنة قانون الانتخاب النيابيّ، وحين يملكون القرار، كما في نقابة المعلمين(مثلا) يقدّمون لنا أسوأ ما جاءت به البشرية من أنظمة انتخاب، تجاوزت في سوئها ما قدمته الحكومات المتعاقبة وأجهزتها الأمنية عبر تاريخ الأردن.
 
        السبت 13 10 2012 يُمثل المحكّ الحقيقي للقوى الإسلامية التي تنادي بالإصلاح،وسيرتسم موقف الكثير من مصداقية تلك القوى،إذ سيتم التصويت على النظام الانتخابيّ للنقابة،وبالمفهوم السياسيّ فإن تبني نظام القوائم المغلقة المطلقة،سيكشف عن حقيقة موقف تنظيم الإخوان المسلمين من الديمقراطية والحرية والعدالة، ويفسر حقيقة مفهوم عصرية قانون الانتخابات والدولة المدنية التي ينظـّرون لها.
 
        نأمل أن تكون مخرجات التصويت على النظام الداخلي للنقابة، الطريق إلى توجيه بوصلة شيفرتهم، لتكون مع الوطن والعصريّة والديمقراطيّة الحقيقية التي تحترم التنوع والآخر،بعيدا عن الأدوات الباليوليتية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد