الملك : تعالوا نناقش مسألة اسقاط النظام

mainThumb

24-10-2012 10:58 AM

ان لقاء صاحب الجلالة بمختلف الفعاليات الشعبية وخطابه امام اكثر من 3 الاف شخصية رسمية وشعبية قبل عيد الاضحى ومخاطبته الجميع "تعالوا نناقش شعارات اسقاط النظام"، والتي رددتها قلة من الاردنيين ضمن فاعليات الحراك الشعبي انما اراد في خطابه هذا المفاجيء والشفاف رسم معالم اللعبة السياسية الاردنية في المستقبل ومواجهة صريحة وواضحة ليس مع هذه القلة وحسب بل مع جميع فئات المجتمع الاردني, انه اراد بهذه الجرأة والشجاعة مواجهة وتعرية هذه القلة امام نفسها اولا وامام كافة فصائل المجتمع الاردني بحقائق لا يدركونها جعلت البعض منهم ينجرف وراء هذه الشعارت المزيفة ربما دون وعي او حتى حقيقة .

 
 فرغم قلة هؤلاء الا انه لم ينكرعليهم رايهم كما تخيل البعض او كما يفعل بعض الزعماء في العديد من الدول المجاورة , لان المواجهة تعد قمة الشجاعة وهذا ليس بغريب على القيادة الهاشمية فتاريخها مليء بمثل هذه المواجهات مع الد خصومها والتي بحلمها وسعة صدرها حولتهم الى اصدقاء وموالين ومؤيدين بل وقلدتهم اعلى المناصب ,وتاريخها المشرف و الخالي من اي اعدامات او اغتيالات لخصومها عبر سنين حكمها شاهد على هذا, وابي الحسين هو وكما قال في خطابه  انه  يتشرف بنسبه الى افضل خلق الله رسوله الكريم  صلى الله عليه وسلم الذي شهد له سبحانه وتعالى عبر ايات عديدة في كتابه الكريم بخلقه العظيم , كما انه يتشرف بانه مواطن اردني وانه ابن الحسين الذي علمه رضى الله وخدمة وطنه الاردن كل هذا التواضع تعبير عن معاني الكرم والخلق لهذه العائلة المالكة الكريمة, ويمكن القول ان صاحب الجلالة قصد في خطابه هذا المواجهة مع اكثر من جهة :
 
الجهة الاولى :الفئة القليلة في الحراك التي رددت شعارات اسقاط النظام فرغم وصفه لها بالقلة الا انه وبكل جرأه وشجاعة لم ينكر حقها في التعبير عن رايها وانه يسمع لها ويقرأ ما تقوله وانه ليس غائبا عن الساحة الاردنية و ما يدور فيها كما يتوقع او يتخيل البعض ,وافضل رد عليها بخطابه قوله " انني ابن هذا الشعب واعرف وطني وابناء وطني, وان الملك لله وحده وانه ليس مغنما لي كما تتوقعوها بل هي مسؤولية في تحمل هذه الامانة وان الحكم بالنسبة لال هاشم لم يكن في يوم مغنما لهم بل هو مسؤولية تجاه المحافظة على الاردن وخدمة الاردنيون و لم يكن يوما قائما على احتكار للسلطة ,وان كل مواطن اردني هو جزيء من هذا النظام وان هذا الوطن هو بناء تراكمي ساهم الجميع فيه وليس انجاز لاي شخص او طرف ,وان النظام ليس الملك والحكومة بل كل مواطن اردني فالذي يريد اسقاطه هو اسقاط للوطن والذهاب به الى المجهول,انه  كلام صريح غير قابل للبس لكل هؤلاء القلة والفئات الفئوية ولكل من اراد اللعب على هذا الحراك لتمرير اجندات خبيثة باسم المعارضة وحرية التعبير.
 
الجهة الثانية: فئة الحراك و المعارضة الحقيقية والتي وصفها ابي الحسين بانها ايجابية وهي تساعد على الاصلاح الذي يريده هو كمواطن اردني شانه شان كل اردني في هذا الوطن ,وقد خاطب هذه الفئة عندما قال لها ان باب البرلمان مفتوح لها و اذا ما ارادت تغيير الاردن للافضل فهذه هي الفرصة امامها من خلال الانتخابات القادمة ومن خلال البرلمان وتحت قبته تستطيع احداث اي تغيير تريده وتطوير كل القوانين  يما فيها قانون الانتخابات والمطبوعات واية قوانين اخرى,حيث قال في خطابه ان الباب لا زال مفتوحا امامها وطالبها بالذهاب الى صناديق الاقتراع لانها هي التي ستجسد ارادة الشعب, واضاف قائلا ان البرلمان القادم سيبقى اربعة سنوات وهذا تأكيد صريح لكل المتخوفيين والمشككين بنتيجة هذه الانتخابات والمترددين في دخولها بسبب هذه الحجة , انه رد جريء على مطالب هذه الفئة عندما اكد قائلا أن مسؤوليته، "ضمن النظام الملكي الدستوري هو الالتزام بكل مخرجات العملية الدستورية المتوافق عليها وسيحترم رأي الاغلبية لانه يمثل كل فئات المجتمع سواء في الحراك او المعارضة ، أو الغالبية الصامتة، معتبرا الجميع في خدمة الوطن وهذا دليل اخر انه لو فازت المعارضة فهذا الفوز سيحترم وستحكم لاربعة سنوات قادمة .
 
اما الفئة الثالثة :فهي الشعب بكامل اطيافه وهنا صنفه الى احزاب وافراد حيث خاطبهم بقوله أن صوت المواطن في الانتخابات النيابية القادمة هو الذي سيحدد تركيبة البرلمان القادم، والحكومة البرلمانية، وبالتالي السياسات والقرارات التي ستؤثر على حياة جميع المواطنين. وانطلاقا من مسؤوليته كملك للجميع قهو يشجع كل القوى والتنظيمات والاحزاب الى ممارسة حقها الانتخابي والانخراط في هذه العملية الديموقراطيه وان تتحمل مسؤولياتها في بناء هذا الوطن من خلال طرحها لبرامج واضحة لاربع سنوات قادمة تقوم على السياسات والاصلاحات التي تريدها بحيث تكون واقعية مقنعة للناخب الاردني بعيدة عن التنظير, لانه من حق هذا المواطن الحصول على إجابات واضحة حول العديد من الأسئلة التي تدور في ذهنه "حول هذه البرامج، ان مثل هذه البرامج ستمكن الناخبون من اختيار من يريدون عبر صناديق الاقتراع، وكلما كانت المشاركة كبيرة كلما كبر حجم التغيير, ان البرلمان القادم سيكون المؤسسة الوطنية والدستورية والتي من خلالها يمر التغيير وهو بوابة العبور إلى الإصلاح الشامل وتجاوز التحديات الوطنية وترسيخ للنهج الديموقراطي القائم على ثقافة الحوار، والنقاش المنتج على أحسن المستويات. 
 
 لقد واجه جلالته شعبه بجرأة قادة عظام نادرة عندما كشف بعض الحقائق حول قضيتين تهمان الشعب الاردني وهما الفساد وغلاء الاسعار وبالذات لمشتقات البترول ,و اللتين تم استخدماهما من بعض الفئات المعارضة لتأجيج الشارع على الحكومة ما بين الحينة والاخرى حيث قال ان الفساد موجود وسيتابع ضمن القانون والقضاء لكن بدون تجريح وقفز على النتائج, وكشف بعض منه وبكل صراحة وشفافية عندما انتقد وبشدة  بعض المسؤولين من رجالات الدولة والحكم السابقين الذين استغلوا مناصبهم لتكوين بعض الثروات عندما كانت الدولة عال العال وعندما ساءت الظروف انقلبوا عليها وان لا احد فوق القانون, واما بخصوص ارتفاع فاتورة مشتقات البترول فقد شرح جلالته كيف يتم الحصول علي هذه السلعة  وكيف ارتفعت فاتورتها من سعر ثلاثين دولار الى اكثر من مائة وعشرون دولار وازدياد فاتورة الغازبسبب انقطاع تدفق الغاز المصري اضف الى ذلك كل الزيادات في الرواتب والاستثمارات في البنية التحتية والفواتير الاخرى من التزمات الاردن العربية والدولية تجاه تدفق الاجئيين من كل حد وصوب و تأخر الدعم العربي والدولي والتي ربما لم يتطرق لها صاحب الجلالة لعدم الاحراج للبعض, كل هذه الفواتير اثرت وستؤثر على معيشة الشعب الاردني حاضرا ومستقبلا.
 
اخيرا نقول ان الملك كان واضحا وصريحا في كل القضايا وامام جميع فئات المجتمع الاردني وتحمل مسؤوليته كاملا , فهل يا ترى تتحمل هذه الفئات مسؤوليتها تجاه الوطن وتقفز على المصالح الانية وتنزول عن الشجرة و تضع يدها بيد صاحب الجلالة وتساعده على تحمل مسؤوليات هذا الوطن؟ وهل ستقدروتفهم هذه الفئة ما قاله صاحب الجلالة؟ "ان الملك لله وحده وانه لم يكن معنما له ولا لعائلته التي لم تكن في يوم محتكرة للسلطة وانه مواطن اردني يعرف بلده وابناء بلده و خدم في الجيش العربي الاردني كباقي ابناء هذا الوطن وانه كمواطن اردني هو جزيء من هذا النظام وان الشعب هو صاحب القرار في المستقبل من خلال صوته في الانتخابات القادمة التي ستفرز برلمان من رحم الشعب والذي سيسن القوانيين وياخذ القرارات ويشكل حكومة شعبية برلمانية " فماذا بقي بعد كل هذا الزهد والوضوح من حجج امام  هذه المعارضة؟  فالايام القادمة هي التي ستحكم عليها اذا ما كانت معارضة لمصلحة الوطن ام لشيء اخر؟ , حمى الله الوطن وقائده ابي الحسين انه ملبي الدعوات السميع المجيب و"كل عام وانت بالف خير يا سيدي ابي الحسين ادامك الله فوق رؤوسنا".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد