عندما يستغيث المسجد الإيوبي بعميد آل البيت

mainThumb

29-10-2012 09:29 PM

 عندما أمر الملك الصالح نجم الدين ايوب بناء مسجد عجلون الجامع في سنه 645هـ 1247م أراده منارة من حضارات الاسلام الكبرى في بلاد الشام ، ومعلم من معالم الحضاره الاسلاميه في الاردن ، ورمز من رموز جبال عجلون المضيئه، وعندما تمكن الظاهر بيبرس من السلطه لم ينسى مدينة عجلون التي عاش فيها وقتا من الزمن فامر في سنه 626هـ : 1263م بناء ماذنة بمسجدها الجامع ، فبنيت في الجهه الشماليه الشرقيه من المسجد.

 

وفي ايام السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون اتى سيل جارف على مدينة عجلون ومنشاتها وذلك في عام 728هـ 1328 م ، وقد سبب هذا السيل هدم اجزاء من المسجد الجامع شمل الباب الشرقي والرواق القبلي والمطهرة والأوقاف التابعة للمسجد مع ألامتعه والبضائع التي فيها وقد وصلت المياه الى قلب المسجد حتى بلغ الماء داخله الى القناديل المعلقه في السقف.
 
ولما انتهت المحنه ، وزال السيل تواردت الانباء الى نائب دمشق سيف الدين عبدالله فندب الى ذلك من يقوم بإعادة المنشات المتهدمة، وتشير بعض المصادر الى ان المسجد الجامع في مدينة عجلون زمن الناصر محمد بن قلاوؤن كان يحوي مدرسة على غرار المدارس الملحقة بالمساجد في الشام والقدس وتسمى بالمدرسة اليقينية وهي داخله ضمن المسجد في المنطقة الشمالية الشرقية فيه وقد تاثرت بالسيل تاثيرا" بالغا" مع ما تأثرت به الواجهة الشرقية . وقد اشرف على البناء بأمر السلطان قلاوؤن ونائبه سيف الدين القاضي تاج الدين محمد الاخنائي قاضي عجلون يومئذ. 
 
وفي العهد الهاشمي؛ ونظرا لما لهذا المسجد من أهمية تاريخية وسياحية ودينية في المملكة الأردنية الهاشمية؛ فقد أصبح جزء من مشاريع الإعمار الهاشمي للمساجد وأضرحة الصحابة ، وقد كان مخططا لمشروع إعماره أن يتضمن إنشاء مركز إسلامي ودارا لتحفيظ القرآن وقاعة مؤتمرات واحتفالات للمناسبات الإسلامية والندوات والمحاضرات، ومبنى لمديرية الأوقاف وسكنا للإمام ومصلى للنساء، إضافة إلى سقف الساحة السماوية المكشوفة لتكون جزءاً من مشروع توسعة المسجد، ومخازن تجارية. وأن تكلفة المشروع كان مقررا لها أن تصل إلى مليون و350 ألف دينار.؛غير أن شيئا من هذا لم يتحقق!!!. 
 
وبعد مرور "سبع سنوات عجاف" على مشروع إعمار مسجد عجلون؛ ونتيجة لتقاعس الحكومات المتعاقبة وغياب المساءلة؛ يتحول هذا المعلم الإسلامي الى مكرهة صحية؛ ومكان غير لائق للعبادة وغير آمن من الكوارث الطبيعية المحتملة؛ ولعل من بواكيرها الكارثة التي كان المسجد الجامع على موعد معها في يوم عيد الأضحى؛ حيث داهمت السيول صحن المسجد وأرضه وغمرت جدرانه الداخلية وأتلفت كافة محتوياته والتي باتت تهددها بالإنهيار بمافيها المئذنة الشاهقه وكل هذا أمام سمع وبصر المسؤوليين بكافة مستوياتهم.؟؟!!!.
 
 
إن من يدخل ساحة المسجد الأيوبي العريق في وسط مدينة عجلون يهتز جسده وترتعش أوصاله من هول الجريمة التي ارتكبها من أنيطت بهم مسؤولية صيانته وترميمه؛ ويشعر وكأنه أمام أسير يستغيث وتنهمر دموعة !!!، ولكن ماذا يمكن أن نقول لهذا الأسير؟!؛ "لن يفك أسرك رئيس حكومة أو وزيرأومحافظ؛ فجميعهم شركاء في إعتقالك وبعض أعوانهم آجروا في تعذيبك؛ ولكن يبقى في هذا الوطن من يرد لهفتك ويفك اسرك...."، نعم لن يكون إلا عميد آل بيت رسول الله ليأخذ بثأرك ويقتص ممن ظلمك!!!.
 
 
a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد