هل يضمن الرئيس مستقبله الإجتماعي؟!

mainThumb

30-10-2012 09:25 PM

 كان في احد قرانا الاردنية شيخ جليل؛وذات يوم وفي درس الجمعة الذي كان يقدمه للمصلين وتستمع اليه نسوة القرية عبر مكبرات الصوت؛ أخذ يتحدث عن أهمية تعدد الزوجات في المجتمع وأثره في تخفيف حدة العنوسة؛ الأمر الذي أثار حفيظة النسوة ودفعهن إلى التذمر وتوجيه النقد للشيخ ويتوعدنه بالخروج على طاعته واحترامه بعد اليوم، فاسترق السمع احد المقربين اليه وجاءه على الفور بنبأ النسوة اللاتي يتوعدن المكيدة له؛ وعلى الفور تدارك الشيخ الامر بكل كياسة وفطنة وبدأ يوضح حديثه بإن تعدد الزوجات ضروري في حال مرض النساء وتقصيرهن في إكرام الضيف ؛ لكن مثلا نساء قريتنا يتنافسن في الكرم والنخوة ولايعقل لعاقل أن يفكر بالزواج عليهن!!!؛ تعالت عندئذ اصوات البهجة والابتهال الى الله بأن يمد في عمر الشيخ؛ واستقبل بعد الصلاة استقبال الفاتحين؛ وأخذ أهل القرية يتدافعون إلى دعوة الشيخ لكافة مناسباتهم الإجتماعية!!!.    

 
هذه القصة تذكرني بموقف رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور؛ الذي يعمل حاليا على إثارة الشارع الأردني ضده؛ فتصريحاته اربكت المواطن وقراراته لم تكن بمستوى التوقع ؛ والتناقضات السياسية في مواقفه تهدد مستقبله الاجتماعي، على إعتبار أن مستقبله السياسي قد إنتهى!!!، والتساؤل: لماذا يبدو الرئيس متوترا ومرتبكا وكأن أمر حكومته ليس بيده؟!!، اعتقد أن الرئيس بحالة نفسية صعبة، وحالته تشبه تماما حالة العريس الذي تزوج من حسناء وسط حفل بهيج حضره علية القوم وعند دخوله عليها يكتشف أنها فاقدة لعذريتها!!!؛ فهو فرح بالظفر بها أمام الناس ولكنه حزين ولا يستطيع إظهار حزنه لأن الوضع حرج للغاية!!!.
 
رئيس الوزراء؛ كان يطمح بحكومة حقيقية وليست حكومة تصريف أعمال؛ فقد حرم من إختيار طاقمه الوزاري، وكما سمعنا أن معظم وزراءه بلغوا ببقائهم في الحكومة قبل تكليفه، كما أنه حرم من ممارسة حقه في تعيين كبار موظفي الدولة وأصدر قرارا بهذا الخصوص؛ وربما طلب منه ذلك!!؛ وبشكل مفاجئ يتم اختراق قرار حكومته بتنسيب وزير العدل بتعيين رئيس محكمة العدل العليا!!!.
 
والتساؤل الأخير: هل يعمل الرئيس على تقليد الشيخ بكياسته وفطنته ويصنع بعضا من القرارات الإيجابية التي تؤمن خروجه منتصرا من الحكومة وتوفر له فرصة لبناء مستقبله الإجتماعي بين أهله وأصدقائه وتديم له عملية الجلوس في صدر دواوين ومضارب الأردنيين وترأس جاهاتهم؟!، نصيحتنا لدولة الرئيس أن يعمل لمستقبله الاجتماعي فالزمن لم يعد في صالحه!!!.  
 
a.qudah@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد