لن اعود الى صفد هذا قول عباس

mainThumb

07-11-2012 07:57 PM

 اي زعيم فلسطيني في زمن كهذا الزمن (المكشل) كما يقولون بالفلاحي لا بد وان يقول كما قال الرئيس عباس , هذا ليس بدفاع عن هذا الرجل على الاطلاق ولا يعني باي حال من الاحوال الموافقة على ما قاله ولكن علينا معرفة المكان والزمان لقوله هذا و كما يقولون لكل زمان دولة و رجال , وهذا الزمان كما يبدوا وما هو ظاهر لنا جميعا صغيرنا وكبيرنا انه ليس زمان فلسطين لان اهل يعرب لديهم ما يشغلهم اكثر من هذه القضية من متابعة فريق برشلونة وريال مدريد والاسراف على مثل هذه الاندية اضافة الى العديد من المحطات التلفزيونية التي تتصارع بالفسق والفجور و عرض اللحم الرخيص ,فما صرح به الرئيس الى محطة اسرائيلية بانه لن يعود الى صفد ومن حقه ان يزورها وان دولة فلسطين الاحلام والموعودين بها لن تكون الا على الضفة وغزة فقط لم يكن سوى نصف الحقيقة سواء قبلناها او لم نقبلها ,و كل عيبه انه قالها وبلسان صريح وجرأه دون لف ولا دوران كما يفعل الاخرين , هذا الزعيم لم يختبيء وراء شعارات واوهام اثبت الزمان زيفها وكذبها و قرفها الفرد الفلسطيني والعربي على مر السنين , ان هذا الزعيم يدرك الحقيقة المرة فهو يعيش على الارض الفلسطينية المكبلة المقضومة يوما بعد يوم وامام وسمع الامة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي دون ان يحركوا ساكنا, والمصيبة الاكبر وهي انه حتى ما صرح به ربما يحتاج الى معجزة لتحقيقه.

 
ان هؤلاء المزايدون عليه من الفلسطينين واهل يعرب لا يجيدون اي شيء سوى الزعيق والردح فاما الجزيء الفلسطيني فمنه يبيت ليله في احضان المومس في حيفا وتل ابيب ويتأمر على ابي مازن ليخلفه ويفتح يده للدولار الامريكي والذي لا يمنح له الا بموافقة اسرائيلية والجزيء الاخر يعقد الاتفاقات والصفقات من خلال الاجتماعات بالسفارات الامريكية وعبر وساطات دول عربية الكل يعرف دورها جيدا في المنطقة واما ما يخص الجزيءء العربي فالبعض يحميه الماريينز الامريكي عبر القواعد المنتشرة في ارضه ومياهه و الذين لا يختلفون كثيرا عن جنود جيش الدفاع الاسرائيلي ان لم يكونوا هم انفسهم ,والبعض الاخر يسلح جيشه بمليارات الدولارات ليحمي نفسه وزمرته الفاسدة طبعا بعد مواافقة اسرائيل و يبخل بالملاليم على فقراء المسلمين ومنهم الفلسطينين والمسجد الاقصى الذي يقضم ليل نهار,اضف على كل هذا الترهل والتخاذل العربي الطوق الامني المفروض من دول الجوار حول اسرائيل وعدم السماح بمرور المقاومين والسلاح الى الداخل الفلسطيني بل اصبح هذا العمل جرم يحاسب صاحبة لدرجة الاعدام , فان كان هذا حال اهل يعرب وبعض اخوته الفلسطينين فما هو المطلوب من الرئيس عباس اكثر مما قال؟ ان هذا هو الزعيم العربي الوحيد الذي تكلم وبشفافية وصراحة و في اكثر من مناسبة انه لا يتحرك الا بامر الجنود الاسرائليين ويعيش على بعض من الدولارات التي تمنحها له الدول الاروبية وامريكا واسرائيل واما العرب فادع الرد للرئيس وللمواطن العربي, فكفانا جعجعة ولنقل الحقيقة ان هذا الرجل يعمل تحت ضغوط الاحتلال واتفاقية اوسلوا الاقتصادية والامنية وليس لديه معجزة للخلاص منها فعندما يخلص الاخرون من اتقافية كامب ديفد ووادي عربة بالتاكيد سيكون باستطاعته ان يطالب بصفد وحيفا.
 
ان القضية الفلسطينية وبعد معاهدة كامب ديفد واتفاق اوسلوا ووادي عربة تراجعت من مرحلة التحرير بالمقاومة والسلاح الى التحرير السلمي القائم على المفاوضات والاعتراف باسرائيل كدولة من دول المنطقة وبقي فقط تحديد حدودها والتي للاسف لم تفلح حتى الان كل المفاوضات التي تمت في تحديدها حتى تعرف حدود الدول الفلسطينية المقترحة وهذا يعني بالنهاية التخلي عن فلسطين التاريخية والقبول بما تتفضل به اسرائيل علينا كعرب لانها الاقوى ,وما المبادرة العربية للسلام الا تأكيد لهذا وعلى كل ماقاله الزعيم عباس فهو لم يخرج عن سياقها الخجول الذي اعترف باسرائيل ضمن حدود قابلة للتفاوض وهي حدود ال 67م, فبنود هذه الاتفاقية لم تؤكد بوضوح على عودة كل اللاجئيين الفلسطينين من هم وعددهم ؟ فهي ابقت الباب مفتوح ومبهم بل هي طرحت حلول لها من خلال التعويض, كما ان لا معاهدة كامب ديفيد ولا اتفاق اوسلوا تطرقت بكل صراحة وشفافية الى عودة هؤلاء اللاجيئين الى مدنهم وقراهم التي اوزيلت من الوجود اصلا , كل هذه حقائق دامغة على ان كل الحلول تقترح حل مسالة اللاجيئين ضمن مكان اقامتهم والتعويض عليهم ,بل ان اسرائيل هي التي باتت تطالب بحقوق اليهود الذين رحلوا من الدول العربية, من هنا نجد ان ما صرح به الرئيس عباس هو موجود ومعروف للجميع ضمن كل هذه الاتفاقيات وعلى راسها المبادرة العربية المرفوضة من اسرائيل وهو لم يأتي بشيء جديد واما المستغرب هو هذا العويل والصراخ عليه وعلى ما قاله من قبل مقالات وتصريحات مع كل الاحترام لها لا تعدوا كونها كلام بكلام لا اكثر لان هؤلاء لا يملكون اي بديل لذلك حتى المقاومة المزعومة ها هي سقطت سواء في غزة او في سوريا او حتى في الجنوب اللبناني ولم يبقى منها سوى للاسف الذكريات والمزايدات .
 
اننا عندما نطرح هذه الحقائق لا يعني اننا موافقين عليها وباعتقادنا انه حتى الرئيس عباس ليس مقتنعا بما قاله وما يريده لكنه يدرك لب الحقائق حوله و يعرف انه حتى ما يريده وهو القليل الفليل ربما لايحصل عليه لانه لا يملك ما يجبر الاسرائيليين على القبول به بل هو لا يملك حتى رواتب المواطنين الصامدين فيما تبقى من ارض فلسطين لمساعدتهم على التمسك بما بقي منها فهو يرى كل يوم الارض من تحت قدميه تقضم وليس بيده حيلة ,ثم انه يدرك ان اي انتفاضه ستكون نهاية لكل الاحلام الفلسطينية والى الابد وهذا ما تسعى له اسرائيل لزجه بها لذلك فهو عندما صرح بانه لن يسمح باية انتفاضة جديدة لانه يدرك ان هناك من يريد ان يعسكرها ببواريد وصواريخ ومسدسات فارغة امام افضل ترسانة اسلحة بالمنطقة وبالتالي يعطي اسرائيل الحق في عسكرتها واخذ راحتها بتدمير الحلم الفلسطيني في اقامة حتى هذه الدولة الهزيلة على ما بقي من تراب فلسطين التاريخية , ان نتائج الانتفاضة الثانية بالتاكيد لا زالت راسخة في ذاكرته و ما ادت اليه من تدمير وخسائر لا زال المجتمع الفلسطيني يعيشها و اكبر انجازاتها هذا الجدار التي يتمدد كالافعى على التراب الفلسطيني ويفصل ويقسم الارض والاهل وكل شيء ثم الحواجز التي لا زالت تحاصر المدن الفلسطينية والانقلاب العسكري في غزة, ودم الشهداء وسنين المعتقلين التي عاشها ويعيشها هؤلاء الابطال في غياهب سجون الاحتلال ,من هنا لا بد من تحليل شفاف لنتائج اي عمل ما دام هذا العمل يؤثر على مستقبل شعب بكامله فمن باب المسؤولية وفي هذا السياق جاء كلام هذا الزعيم فعلى الفلسطينين اولا ان يدركوا جيدا ان هذا الزمن ليس زمنهم لذلك لا بد وان يفكروا بطرق اكثر جدية واقل مخاطرة على ما تبقى لهم بفلسطين هذا ان استطاعوا وبقي لهم شيء.
 
اخيرا نقول علينا جميعا ان لا نحمل كلام الرئيس عباس اكثر من كونه تصريح لقناة اخبارية اسرائبية و في فترة انتخابات ثم انه لم يحمل جديدا حتى للاسرائيلين انفسهم فهم قرأووه في معاهدة السلام العربية المرفوضة ولانهم يدركون انهم الاقوياء والفوي يفرض ما يريد والضعيف عليه الانحناء امام طلبات القوي لحين ان يقوى من جديد لانه كلما حاول الوقوف وهو ضعيف لطم اكثر وخسر اكثر , ونقول للذين يراهنون على ما جرى بمصر وما يجري في بعض من الدول العربية انه لن يتغير اي شيء بل على العكس ما يظهر من الحملات العسكرية في سيناء الهدف الاول والاخير لها هو قطع كل الامدادات العسكرية والغير عسكرية عن غزة وما اقفال كل الانفاق مع بقاء الحصار على حاله الا دليل على ما نقول وهو اقفال باب الحل العسكري وتشجيع الحل السلمي وحماس تدرك ذلك وهي بمرحلة الترويض للدخول فيه عاجلا ام اجلا ان لم تكن قد دخلت والايام ستكشف ما هو مستور وعندها سيجدون لها مخرجا شرعيا للاسف فلا تستعجلوا , وأما ما يحصل بسوريا الان سواء ادى الامر لتغيير النظام السوري او المحافظة عليه وهذا الذي يبدوا حتى الان بالاضافة الى ما يحصل في لبنان وكل ما يسمى الثورات العربية او الربيع العربي نقول كل هذا يدور في فلك ما سمي بالماضي الشرق الاوسط الجديد والتي تخطط له الدول الغربية وامريكيا بموافقة اسرائيلية ودعم كامل من بعض الدول العربية ليكون لاسرائيل الامن والاستقرار ويعترف بها ليس فقط كدولة من دول المنطقة بل الاهم والاقوى ويتم هذا باسلوب ربما افضل مما كان الحال عليه في السابق من خلال محاربة الفساد والطغاة والدكتاتوريات ونشر الحريات والديموقراطية وما الخ من مسميات براينا هي ادوات تجميلية لا اكثر لقبول دولة اسرائيل والخلاص والى الابد من الهم الفلسطيني وهذا لا يتم الا بتصفية حق العودة ووجود المخيمات ودمج الفلسطينين في الدول المتواجدين فيها من خلال حفنة من الدولارات ترمى في وجوه الدول الحاضنة وبعض اللاجئيين الذين باتوا ينتظرونها بفارغ الصبر مع الاحترام للشرفاء منهم, وان اردنا ان نعرف الحقيقة اكثر فلنسأل انفسنا بعض من هذه الاسئلة وغيرها: ما الذي سيدفع اسرائيل بقبول عودة اكثر من خمسة ملايين فلسطيني الى اسرائيل التي تعداد سكانها فقط ستة ملايين ؟ اين هذه الدولة التي ستقبل الانتحار وهي في عزة قوتها ؟ وما هي القوة التي بيدنا التي ستجعل اسرائيل الخنوع لهذا الحق ؟ ان السلام بين القوي والضعيف بالضرورة سيؤدي الى خنوع الضعيف وباعتقادنا ان الفلسطينين والعرب والمسلمين بحالة من الضعف ما يرثى له وهم الخانعون,هذه هي الحقيقة وهذا هو السلام الذي ينشده العرب بضعفهم من الغرب وامريكيا  ويبقى ان تقبله اسرائيل, فاين اخطأ الرئيس عباس يا ترى؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد