دولة النسور لماذا تريدنا أن نثور؟!

mainThumb

13-11-2012 11:33 PM

 دولة الرئيس النسور ،، الشعب الأردني مصاب بالإحباط وفي حالة احتقان نتيجة سياسات حكومية خاطئة انتهجتها حكومات متعاقبة أوصلتنا إلى هذا الحال ، وها هي حكومتكم قررت رفع الأسعار مع قرار للتعويض لا يتجاوز العشرين قرشا يوميا، تعويض هزيل مقارنة بالأثر المترتب على رفع الدعم عن المواد النفطية الأساسية،   مثل هذا القرار سوف يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وحذرنا سابقا من تداعياته على أمن الوطن واستقرار، وذلك في ظل ظروف اقتصادية قاسية يعيشها المواطن ، فالأسعار ارتفعت خلال عام إلى ثلاثة أضعاف ولم يعد المواطن الأردني بمقدوره تحمل المزيد ، و لم يعد مقبولاً اللجوء إلى جيب المواطن لسداد فاتورة الفساد ، فكان الأولى استرداد الأموال المنهوبة من الفاسدين وفرض ضريبة خاصة على من يملك الملايين والمليارات ( ضريبة إثبات الوطنية للأغنياء) وإلغاء معظم الهيئات المستقلة التي وضعت كأعطيات لأبناء المسئولين و المتنفذين وأرهقت الميزانية التي تعاني العجز منذ ولادتها.

 

قراركم برفع الأسعار سوف يشكل منعطفا خطيرا ويؤدي إلى تفجير بؤر ثورية مجتمعة لا سمح الله ، ويبعثر العملية الإصلاحية المبعثرة أصلا، ويؤجج غضب شعبي جارف يتجاوز أحزاب المعارضة والموالاة ، ويحاصر قطاعات الدولة و يبعثر العملية الاصلاحيه برمتها ، وربما يفرض واقعا سياسيا جديدا ، مستوحى من المعاناة الدائمة والجوع وارتفاع غلاء الأسعار ، ولكم ولنا دروس مستفادة من التاريخ القريب فالثورة الفرنسية التي قامت عام 1789 كانت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ولم تكن بسبب قانون انتخاب أو بتوجيه من أحزاب .
 
دولة الرئيس ،، ما زال أمامكم فرصة لتدارك الأمر وبشكل عاجل وذلك من خلال رفع التعويض ثلاثة أضعاف وتسويات مالية بين أصحاب المليارات ومئات الملايين وتفاهم مع دول الخليج لضخ نفط من الخليج ،فيكفي أن تعلنوا لهم أنكم قادرون  استخراج  نفطنا ، الذي يكفي من المحيط إلى الخليج !!
 
نقولها للمرة العشرين سددوا عجز المديونية بهدوء ، فالشعب لن يدفع فاتورة الفساد ،  وحراك الجياع الذي بدأ بعدما تم  رفع الأسعار لن تحكمه قوانين ودساتير وأنظمة ، فجموع الجائعين لا تعترف بالسياسة ولا بالديمقراطية، ولا تحكمها عقارب الساعة والزمن .
 
نتمنى تدخل سيد البلاد الملك عبد الله الثاني لإلغاء القرار الكارثي الذي لا يستند إلى دراسات  من مراكز بحثيه متخصصة ومستقلة  ، فالأسعار سوف تصل إلى مستوى جنوني لا يطاق وخصوصا أن تجارنا ليسوا  بمستوى من المسؤولية الأخلاقية فتاريخهم موشح بالجشع والاحتكار!
 
حقيقة هناك عدة تساؤلات تثير الريبة والشك على اتخاذكم مثل هذا القرار؟ فهل الهدف منرفع الأسعار تثوير الشعب لإعلان حالة الطوارئ؟ وهل إعلان الطوارئ له علاقة بملف سوريا بعدما أصبح بحكم الأكيد توجيه ضربة أطلسيه لسوريا ؟ وهل إعلان حالة الطوارئ له علاقة بملف السلطة الفلسطينية بعد تهديد ووعيد من قبل سلطة الاحتلال بنشر فضائح لرموز السلطة الفلسطينية ؟!!!
ختاما نتمنى من الله أن يحمي شعبنا ووطننا والأمة العربية من شر الحاقدين وأن يبعد عنا الفتن والمحن والكوارث ما ظهر منها وما بطن ...اللهم أآمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد