هل النظام بحاجة الى اصلاح ام هو الشعب ؟

mainThumb

27-11-2012 12:16 PM

لقد سمعنا هذه الشعارات بالعديد من المظاهرات والاحتجاجات والتي عمت المدن والقرى والمخيمات الاردنية في الاونة الاخيرة ووجد بعض من الاعلام المغرض  الفرصة سانحة للخوض بتحليلاته التي لا تبث الا سما مستغلا مساحات الحرية في الشارع الاعلامي الاردني لتبهير هذه الشعارات لبعض الفئات المتطرفة والتي وصل بها المطاف الى المطالبة باسقاط النظام الاردني بل وتجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال التعدي لفظيا على صاحب الجلالة والخروج عن المألوف لدى معظم الاردنيين بمختلف منابتهم واصولهم .
 
 ان شعارات اسقاط النظام وكل الهتافات التي خرقت السقوف كما وصفتها بعض من الفضائيات المعروفة للجميع لا يمكن ان تعبر عن مشاعر الشعب الاردني مهما وصل الامر به من تأزم و رغم الظلم والقرارات غير المدروسة من قبل العديد من رؤساء الحكومات المتعاقبة والتي لم تقدم اية حلول لازمته الاقتصادية او حتى محاربة واجتثاث الفاسدين و ملاحقتهم لاسترداد المال المنهوب وبدل ان تفرج عن هذا الشعب المكلوم في قوته اليومي قامت بتصدير المشاكل الاقتصادية المتراكمة في هذا الوطن الى جيوبه و تحميله كل قضايا الفساد وكان ليس امامها سوى جيوبه الفارغة لتستمر بمد اليد لها وتفريغها , هذا الشعب المعروف بروجولته وكرمه وعروبته وتدينه وطيبته لم يكن الا سياجا يحمي وطنه وقيادته , هذه القيادة التي لم تبخل على هذا الشعب ونحن هنا لسنا بحاجة لتقديم الادلة فيكفي ما يتمتع به الاردن من مستوى علمي وتقني واقتصادي مقارنة مع الدول المجاورة ومنها البترولية رغم قلة مصادره الاقتصادية ثم المستوى المعيشي رغم الازمة الاقتصادية ويكفي نظرة واحدة الى الشارع وما فيه من سيارات فارهة لا توجد في شوارع الدول البترولية لعرفنا اننا بخير , اضف الى كل هذا الامن والامان الذي يتمتع به المواطن الاردني مقارنة بافضل الدول ومساحات الحرية في التعبير التي لا توجد حتى بافضل الدول الديموقراطية ويكفي هذا النظام فخرا والذي يريد البعض اسقاطه ان سجل حكمه خال وابيض من اية اعدامات لمعارضيه  طيلة حكم اسرته للاردن بل ان سجونه فارغة من اي معارض سياسي .
 
ان اصلاح النظام كلمة رائعة في معناها ولكن باطنها اسود لا يعبر عن حقيقتها والدليل على هذا ما تردد من مزايدات لبعض من الاطراف المتطرفة في الشعارات التي رددوها او رفعوها, والتي اطلق عليها بعض الاعلاميين الذين يتصيدون بامننا واستقرارنا وفقرنا وصفا بان سقوفها كانت مفتوحة وانها طالت المحرمات والمقصود طبعا صاحب الجلالة , كل هذه الشعارات واضح انه مخطط لها داخليا وخارجيا و ما نتائج المظاهرات والاحتجاجات الاخيرة الا دليل دامغ على سؤ نية مبيتة من هذه الاطراف وان محركاتها خارجية مئة بالمئة, فالقتل والتخريب لمؤسسات اقتصادية والاعتداء على رجال الامن باطلاق الرصاص الحي وحرق المباني الرسمية من بلديات ومراكز امنية وبنوك, بالتأكيد كل هذه الاعمال لا يمكن ان تصدر من اردني مهما كانت التبريرات المقدمة لانها مخالفة لقيمه وشهامته .
 
 من هنا فان ما قالته بعض من الاجهزة الاعلامية وبعض من المسؤوليين الامنيين هو صحيح ولا يحتاج الى برهان بان هناك عناصر خارجية نائمة استغلت هذه الفوضى لتقوم باطلاق النار وقتل بعض من المتظاهرين وحرق المؤسسات والمقرات الامنية وما لبس اللثام الى دليل على هذه الجرائم النكراء لهذه الجهات والتي باتت معروفة و التي لا تشرف الاردنيين باي حال من الاحوال ,ولذلك نقول ابحثوا ايها االاردنيون عن طرف ثالث يريد العبث بامنكم واستقراركم والانتقام منكم لانكم شرفاء لا تقبلون الظلم للغير , ان اصلاح النظام لا يمكن ان يمر بالجريمة المنظمة  من تخريب و قتل وسلب وحرق وقطع للطرق بل باسلوب حضاري من خلال الاحتجاج والتظاهرات السلمية المنظمة والتي لا تؤدي الى اي من هذه الجرائم التي رايناها والتي هي غريبة عن مجتمعنا الاردني .
 
ان اصلاح النظام لا يمكن ان يمر بما سلف ذكره ولا يمكن ان يتم بالشارع و لنعرف كلنا الاردنيين من كافة الاطراف , كيف نكون مختلفين وهذا شيء صحي ويؤدي حتما الى الافضل ان تم حل هذا الاختلاف بالتحاور وتقبل ومناقشة وجهات النظر المختلفة , كما ان عدم التوافق على بعض الامور هو كذلك مقبول وشيء طبيعي ,لأن التوافق بحد ذاته نسبي و على الجميع بالنهاية الرضوخ للاجماع الوطني حتى لو لم يوافق توجهات بعض الاطراف والتي يحق لها التمسك بتوجهاتها وان تحاول بالحوار ان تقنع الاخرين وتحصل على الاجماع , هذه هي المعارضة ولعبتها الديموقراطية لا اما ان افرض رايي او احرض الشارع واعيث بالبلد فسادا, ان الذي حصل هو تخريب لامننا بايدينا واعطاء الفرصة للمتربصين بنا من الخارج وهم كثر ,علينا جميعا ان نقر ونلتزم بحماية مرتكزات امن هذا الوطن وعلى راسها قيادته , ورمزها ابي الحسين فوجوده  واحترامه و توقيره من احترام الاردن والاردنيين,ابي الحسين كان واضحا في توجه الاخير الى هذه الفئة حينما رد عليها بخطابه و قوله " انني ابن هذا الشعب واعرف وطني وابناء وطني, وان الملك لله وحده وانه ليس مغنما لي كما تتوقعوها بل هي مسؤولية في تحمل هذه الامانة وان الحكم بالنسبة لال هاشم لم يكن في يوم مغنما لهم بل هو مسؤولية تجاه المحافظة على الاردن وخدمة الاردنيون و لم يكن يوما قائما على احتكار للسلطة ,وان كل مواطن اردني هو جزيء من هذا النظام وان هذا الوطن هو بناء تراكمي ساهم الجميع فيه وليس انجاز لاي شخص او طرف ,وان النظام ليس الملك والحكومة بل كل مواطن اردني فالذي يريد اسقاطه هو اسقاط للوطن والذهاب به الى المجهول,انه  كلام صريح غير قابل للبس لكل هؤلاء القلة والفئات الفئوية ولكل من اراد اللعب على هذا الحراك لتمرير اجندات خبيثة باسم المعارضة وحرية التعبير.
 
اخيرا لنتصالح هذه الفئة مع نفسها ومع مجتمعها وتسأل نفسها وبصراحة اين يرتكز هذا الفساد؟ هل هو بالعائلة المالكة أم بالمسؤولين من ابناء هذا الشعب الذي عجزت هذه العائلة من ايجاد الصالح يه لتولي المسؤولية مع الاحترام لشعبي الذي احب ولكنها حقيقة؟ كم من الامراء او الاميرات تلطخت اياديهم بالمال المنهوب مقارنة مع ابناء هذا الشعب مع الاحترام للغالبية الشريفة؟هل هناك اي من افراد العائلة المالكة متهم باي شيهة فساد والمحاكم تطارده كما تفعل مع العديد من ابناء هذا الشعب الذين تقلدوا مناصب عديدة؟ كم هي الملايين التي يحلوا البعض التغني بها والتي صرفتها هذه العائلة مقارنة مع سرقة واحدة لمسؤول من هذا الشعب كلنا يعرف اخر سرقة وارقامها؟ كم مسؤول من ابناء الشعب تقلد منصب ولم يسرقه ويكفي التعرف على هؤلاء المسؤولين كيف كانت بيوتهم في قراهم وبواديهم قبل المنصب وكيف هي الان بعده في عبدون والكرسي والسرو؟ كم من المعارضين تم اعدامهم او اخفاء اثارهم كما فعل ويفعل بعض حكام العرب ان لم يكن جلهم؟ كم من هؤلاء المعارضين في سجون هذا النظام مقارنة بسجون اي دولة عربية مجاورة او بعيدة ؟ هل قام الملك لا سمح الله باي عمل اخل بحكم الاردن؟هل لا سمح الله اساء الملك استخدام اي من الصلاحيات الموكلة له ؟ كل ما يفعله هو وما فعله اباه واجداده هو  الكد والاجتهاد بجمع المال من الاخرين وتحمل كل الماسي في جمعه من اجل ان يوفر لقمة عيش لابناء هذا الوطن ويحافظ على تماسكه وامنه واستقراره ,كلنا يعرف كيف كان الاردن قبل اكثر من خمسين سنة وكيف هو الان , لا يعقل ان نكون جاحدين بحق هذه العائلة والتي بنت هذا الوطن بدماء ابنائها وحافظت عليه حى الان , فهل نكافؤها بهذه الشعارات الهابطة؟ والله ان من تلفظ او رفع هذه الشعارت لا يمكن ان يكون من نشامى الاردن واكاد اجزم ان لا احد من هؤلاء النشامى سيجحد بحق ابي الحسين واباه الملك الحسين الحبيب الذي اشتقنا له رحمه الله وغفر له.  وبعد كل هذ ليقل هؤلاء المزايدون على هذا النظام والذين يريدون اسقاطه هل المشكلة في اسقاط النظام ام في اسقاط بعض الاخلاقيات والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا الاردني والتي لم نعهدها سابقا, ان الاصلاح لا بد ان يبدأ من القاعدة من المجتمع وبعدها نطالب قيادتنا الهاشمية بالمزيد من الصلاحيات ولا اخالها ستبخل علينا فلا احد في هذا العالم لا يريد ان يقلل من الاعباء والمسؤوليات الملقاه على عاتقه فكيف عندما تكون مسؤوليات ملك؟ بالتأكيد ابي الحسين سيكون مسرورا ان يرى شعبه يتحمل بعض من مسؤولياته لانها ليست مغنما وهذا ما قاله وليس نحن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد