الارض الطيبة

الارض الطيبة

30-11-2012 09:59 PM

 حَلَ الشِتاءُ بِضُوءِهِ الخافِتِ وَتَناثَرَتْ قَطَراتُ المَطَرِ عَلَى أَراضِي اللهِ الواسِعَهْ ... تَقَاطَعَتْ خُطوطِ المَطَرِ مَعْ أَشِعَةِ الشَمْسِ الدافِئَةِ فَرَسَمْتْ لَوْحَةً بَاهِرَةً في غَايَةِ الجَمالِ ... وَطَهْرَتْ رَوْعَتُها الأَرْضُ مِنْ هُمومِ الدُنْيا وَمَآسيها وَخَفْفَتْ الحِمْلَ عَنْ قُلُوبِ البَشَرِ ... رَحْمَةً مِنَ اللهِ بِعِبادِهِ الضُعَفاءْ الذَي لَيْسَ لَهُمْ لا مَوْلَى وَلا نَصيرَ إِلْا اللهْ  ... يُرْسِلَ الغَيْثَ مِنَ السَماءِ لِيَغْسِلَ الأَرْضَ مِنَ المَعاصِي وَيَسْقِي كُلَ الزَرْعِ فِي الأَنْحاءْ ... يا لِرَحْمَةِ اللهِ الذي لا يُهْمِلْ عِبادَهُ وَإِنْ كانوا في الأَرْضِ أَوْ كانوا في السَمَاءْ ... نَدْعي اللهُ عَلْهُ يُريحَنا مِنْ ضيقٍ وَيَسْتَجيبُ الدُعاءْ ... تَمْضي الأَيامُ سَريعاً وَكَأَنْها ساعاتٌ فَلَا نُحِسُ بِمُرورِها ... وَيَتَلاشَى فَصْلُ الشِتَاءِ مُخَلِفاً وَرَاءَهُ الأَراضي الخَضْراءْ ... فَيَموتُ فَصْلُ الشِتاءِ كَيْ يُوْلَدُ مِنْ بَعْدِهِ الزَرْعُ الَذي نَأْكُلْهُ كَيْ نَبْقَى أَحْياءْ ... فَتَجِفُ الشَوَارِعُ النَدِيةْ بَعْدَ أَنْ غَسَلَتْ أَمْطارُ الشِتاءِ كُلِ الدُنْيا أَمَلاً في تَطْهيرِ قُلوبِ الناسِ مِنْ الضَغَائِنِ ... فَيَأْتي فَصْلُ الرَبيعِ الَذي يَبْعَثُ الحَيَاةَ في الكَائِناتِ مِنْ جَديدْ ... فَيَنْمو الزَرْعَ في الأَرْضِ فَيَخْلِقُ الحَياةَ في الأَرْضِ المَيْتَةِ فَيَأْكُلُ مِنْها الجَميعْ ... وَتَتَطَايَرْ الفَراشاتُ حَوْلَ الوُرودِ فَتَبْعَثُ في أَنْفُسِنا السُرورْ فَما أَجْمَلَ مَنْظَرَها وَهِيَ حُرَةٌ ... إِذا كانَتْ الفَراشاتُ حُرَةٌ فَلِماذا نَحْنُ لَسْنا كَذَلِكْ ...!! دُنْيا نَعيشُ بِها مُقَيَدينَ بِلا سَلاسِلٍ فَكُلُ مَنْ حَوْلِنا يُراقِبُونَ تَحَرُكاتِنا أَمَلاً كَيْ نَقَعَ بِالفَخْ ... لَكِنَ اللهُ بِعَدْلِهِ لا يَنْسانا فَيَحْمينا وَيُبْعِدُ عَنْا كُلُ مَكْروهٍ ... ما أَجْمَلَ فَصْلُ الرَبيعِ كَيْفَ بِهِ أَنْ يَفْتَحَ لَنَا أَبْوابٌ لا تُحْصَى وَلا تَنْتَهي ...فَتُشْرِقُ الدُنْيا مِنْ جَديدْ ... وَيَحِلُ فَصْلُ الصَيْفِ الذَي تَمْتَلِأُ بِهِ كُلُ الدُنْيا فَرَحاً وَسَعَادَةً .... فَتَخْرُجُ الناسُ إِلَى العالَمِ لِتَسْتَمِعَ بِأَشِعَةِ الشَمْسِ الدافِئَهْ فَيَدْخُلُ الدِفْءُ إِلَى قُلُوبِنا ... فَنَشْعُرُ بِالإِطْمِئْنانْ ... فَإِذا كانَتْ الشَمْسُ تَشْرُقُ مِنَ الشَرْقِ فَحَتْماً أَنَ الدُنْيا لا زَالَتْ عَلَى مايُرامْ ... وَلا زَالَ أُناسٌ مِنْ حَوْلِنا يَسْتَحِقُونَ مِنْا الإِهْتِمامْ ... كَمْ مِنْ أَيامٍ مَضَتْ مَرَرْنا بِها في ضائِقَةٍ لَكِنْنَا وَجَدْنا مِنْ حَوْلِنا مَنْ يُراعِينا ... وَيُرَبِتْ عَلَى أكْتافِنا وَيُجَدِدْ فينَا أَمانِينَا ... ما دُمْنا عَلَى قَيْدِ الحَياةْ وَفي دَاخِلِنا نَبْضٌ فَالأَمَلُ مَوْجودٌ وَهُناكَ دَوْماً فَجْرٌ جَديدْ ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد