روايتي

روايتي

12-12-2012 12:02 PM

 عُذْرَاً أَيُتَها الحَيَاةُ سامِحيني إِنْ لَمْ أَعِشْكِ كَمَا أَرْغَبْ ... فَلَيْسَتْ كُلُ الآمَالُ بِإِمْكانِنَا تَحْقِيقُها ... لَنْ أَحْزَنَ إِنْ لَمْ أُحَقِقْ حُلْماً مِنْ أَحْلامي ... فَلَرُبَما حَرَمَنِي اللهُ مِنْهُ لِأَنَ لا خَيْرَ لي فِيهْ ... فَالنارُ في هَيْبَتِها مِنْ أَرْوَعِ مَايَكونْ لَكِنْ إِنْ اقْتَرَبْنا مِنْها احْتَرَقَنْا فِيها ... فَلا تَحْكُموا عَلَى ظَاهِرِ الأَشْيَاءْ ... فَكَمْ مِنْ نَاسٍ كَرِهْنَاهُمْ وَفي دَاخِلِهِمْ قَلْبٌ جَميلْ ... وَكَمْ مِنْ ناسٍ أَحْبَبَناهُمْ مِنَ الصَميمْ ثُمَ لَمْ نَجِدْ بِداخِلِهْمْ قَلْبْ ... يا مَنْ تَظُنُونَ أَنَ الحَياةَ مُجَرَدُ طَريقٍ نسيرُهُ بِلا هَدَفْ ... الحَياةُ جَميلَةٌ لَكِنْ مَعْ القَوِيْ الذَي يَسْتَطيعْ مُجاراةْ اخْتِلافِ طَبَائِعِ الناسْ ... فَإِنْ كُنْتَ ضَعيفاً لا تَنْتَظِرْ أَنْ تَبْتَسِمْ الحَياةْ في وَجْهِكَ يَوْماً ... لِأَنَ لا أَحَداً سَيَتْرُكُ حَيَاتَهُ مِنْ أًجْلِ أَنْ يُجَمِلَ حَيَاتَكَ ... فَفِي زَمَنِنَا هَذَا كُلٌ يَبْحَثُ عَنْ حَياةٍ أَفْضَلْ ... لَنْ يُسَاعِدْكَ أَحَدَاً في النُهوضْ بَلْ سَيَصْعَدونَ عَلَى ظَهْرِكَ كَيْ يَصِلوا إِلَى مايُريدونَ ... لِمَاذا نَنْتَظِرْ مِنَ الآخَرينَ أَنْ يُسانِدوننا بَيْنَما نَحْنُ لا نُسْعِفُ أَنْفُسِنَا ... في يَوْمِنا هَذا كُلُ الآمالِ أَصْبَحَتْ في طَيْ النِسْيانْ ... لِأَنَ تَحْقيقَها أَصْبَحَ مِنْ أَصْعَبِ الأمَانِي ... فَلِمَاذا نَدْخُلُ نَفَقاً نَحْنُ نَعْلَمُ ما هِيَ نِهايَتُهُ ... هَذَا لا يُعْتَبَرُ تَشَاؤُماً بَلْ مَعْرِفَةً وَطيدَةً بِالواقِعْ ... إِذَا تَأَلَمْتَ يَوْماً كَثيرونَ مَنْ سَيَبْكونَ عَلَيْكَ بِحِجَةِ مُجَاراتِكْ ... فَإِنْ زَالَ الألَمُ وَعَادَتْ المِياهُ إِلَى مَجَاريها عادُوا ... وَإِنْ سَقَطَتْ سَيَنْسُوكَ وَكَأَنَكَ لَمْ تَكُنْ يَوْماً ... لا تَتَأَمَلْ خَيْراً مِنْ شَعْبٍ بَاعَ وَطَنَهُ مِنْ أَجْلِ أَتْفَهِ الأَسْبابْ ... فَمَنْ اعْتَادْ أَنْ يَبيعْ لا تَنْتَظِرْ مِنْهُ أَنْ تَبْقَى بِحَوْزَتِهِ فَتْرَةً طَويلَةً فَسَتَبْقَى دَوْماً مَعْروضاً لِلَبَيْعْ ... حَتْماً بَعْدَ كُلِ لَيْلٍ كالِحِ السَوَادْ هُناكَ فَجْرٌ يَكْشِفُ الخَبايا ... فَلا يَبْقَى شَيْءٌ عَلَى حَالِهِ إِلا ما شَاءَ رَبْي ... لَنْ الْتَقِطْ مَنْ سَقَطَ يَوْماً مِنْ عَيْني فَهُوَ كَالزُجاجِ المَكْسورْ إِنْ الْتَقَطْتُهُ بَعْدُ السُقوطِ سَيَجْرَحُنِي ... فَقَدْ أَصْبَحَ في نَظَري قِطَعٌ مُتَناثِرَةْ لَنْ تَجْتَمِعَ مُجَدَدَاً كَمَا كانَتْ في السابِقِ ... حَتْى وَإِنْ اجْتَمعَتْ سَتَبْقَى مُشَوَهَة ً في نَظَرِي ... لِماذا نَفْنِي عُمْرَنا مُحَاولِينَ الوُصولَ إِلَى شَيْءٍ هُوَ لا يُريدُ الوُصولَ إِلَيْنا ... فَالعُمْرُ مَرَةً وَاحِدَةً لِمَاذا لا نَعيشُهُ كَما يَجِبْ أَنْ يُعاشْ ... لِماذا نَسْمَحُ لِأَنْفُسِنا بِأَنْ نَتَعَثَرْ بِأَصْغَرِ الأَشْيَاءْ ... فَقَدْ خُلِقْنا مَرَةً وَاحِدَةً وَجَعَلَنا اللهُ في الأَرْضِ كَيْ نَعِيشَ الحَياةَ كَما يَجِبْ ... فَلِماذا لا نَعِيشْ !!!

 

ما أَكْرَمَ اللهُ تَسْأَلْهُ أَنْ يُعْطيكَ فَلا يَحْرِمَكْ ... فَمَا عَلَيْكَ إِلا بِالصَلاةِ إِلى اللهْ وَالدُعاءْ ... هَلْ تَنْتَظِرْ أَنْ يُعْطيكَ اللهُ وَأَنْتَ جاحِدٌ بِنِعْمَتِهِ عَلَيْكْ !!! ما بِكَ يا بَنِي آدَمَ تَخَافُ العَبْدَ ولا تَخافُ خَالِقَهُ ... مابِهِ طَبْعُ البَشَرِ خَلا مِنَ المَنْطِقْ ... تَرَى البَسْمَةَ في وَجْهِهِمْ وَفِي داخِلِهِمْ حِقْدٌ مَكْنونْ ... فَنُحِبُ مَنْ لا يَسْتَحِقْ مِنْا الحُبْ وَنَظُنُ بِهِمْ خَيْراً وَهُمْ لا يَسْتَحِقُونْ ... سَيَأْتِي يَوْمٌ تَنْكَشِفُ بِهِ الأَغْطِيَةُ وَسَيَظْهَرُ كُلُ شَخْصٍ عَلَى حَقِيقَتِهِ ... سَيَتَحَطَمُ حاجِزُ الكَذِبِ فَلَمْ نَعُدْ نُصَدِقُ أَكاذيبَ صَدَقْناها بِرِضانا ... وَنَحْنُ نَعْلَمُ مُنْذُ البِدايَةِ بِأَنَها أَكاذيبٌ حَدَثونا بِها كَيْ يَسْتَغِلوا الضَعْفَ فينا ... وَصَلْنا لِيَوْمٍ لَمْ نَعُدْ نَرْغبُ فيهِ بِالمَزيدْ فَالحَياةُ نَعيشُها مَرَةً وَإِلَى اللهِ حَتْماً سَنَعودْ.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد