جبهة انقاذ وطني ام انقاذ الحزب الوطني؟

mainThumb

13-12-2012 09:01 PM

 ان المتابع للاحداث المتسارعة والمشاهد لحالة الانقسام على الساحة المصرية وتمترس كلا الفريقين وراء شعارت بعيدة كل البعد عن مصلحة مصر بالدرجة الاولى والمصلحة العربية والاسلامية بالدرجة الثانية والهيجان الاعلامي المسموم من بعض المحسوبين على فلول النظام البائد والذي لا يالوا جهدا في محاولة زج الطرفين في صراعات مختلقة ووالوصول بهم الى طريق مسدود من خلال تزوير الحقائق والتحريض الغير مهني والغير مبرر على التيارات الاسلامية والاسلام واخيرا الرئاسة المصرية من خلال السب والشتم لشخص الرئيس المصري المنتخب شعبيا وقطع الطرق اما القصر المقيم به ,وربما المستغرب بالامر ان هذه اول مرة في الحياة السياسية المصرية التي يتم بها التطاول على شخص الرئيس المصري علانية و امام حراسه والجيش وقوى الامن المصري دون تحرك منها بحجج واهية والذي كان المفروض بها على الاقل ايقافه لان شخص الرئيس يخص مصر وليس فردا , خاصة اذا ما علمنا ان هذا كان ليس ممنوعا فحسب بل من المحرمات ايام العهد البائد سواء عهد مبارك او حتى الرؤساء الذين سبقوه.

 

ان الشيء الملفت في هذه الاصطفافات ما صرح به البرادعي لاحدى الصحف الالمانية عندما قال ان الفلول وبعض من المعارضين اصبحوا بصف واحد ضد التيارات الاسلامية و الثورية الاخرى , وهذا التصريح له دلالة كبيرة على مدى خطورة خيوط المؤامرة والتي كنا دئما لا نؤمن بها ولكننا اجبرنا على استخدمها لانها واضحة من خلال ما يحدث الان في ميادين وشوارع مصر الحبيبة , ان ما قام به الرئيس مرسي من اصدار لاعلان دستوري حصن به الشرعية هو صحيح مئة بالمائة في ظل المؤامرات التي تحاك داخليا وخارجيا ضد الثورة المصرية وبالرغم من سؤ الفهم الذي لازم بعض من بنود هذا الاعلان لانها تمس الحريات وتزيد من التسلط والانفراد بالقرارات ,لكن سرعان ما قام الرئيس بازالة هذا اللبس من خلال شرحه الاسباب التي دفعته لمثل هذا الاعلان مع توضيح البنود التي هي مصدر القلق للبعض من المعارضة,بل وزاد على ذلك بتحديد مدته بالاسبوعان حتى ينتهي الاستفتاء على الدستورالجديد مع تعهده بعدم استخدامه طيلة هذه المدة ودعوته كافة الاطراف للحوار وانه سينزل عند اجماع قرارات المدعوين, بعد كل هذا كان المفروض بالمعارضة (الفصيل الثوري ) ان كانت حريصة حقا على الثورة والديموقراطية تقبل هذا الدعوة والنزول عند رغبة الشرعية و تفهم هذه الاسباب والتي كان ابرزها تنفيذ احد اهم مطالبها وهو بتنحية رئيس المحكمة الدستورية وتنظيف القضاء من بعض رموز النظام السابق والابقاء على المؤسسات الشرعية المتبقية من الدولة, الا ان المحسوبين على الثورة من بعض رموز النظام السابق والذين للاسف اندسوا مع هذه المعارضة اقاموا الدنيا واقعدوها و بدأوا ببث سموم الفتنة والتفرقة ما بين اخوة الثورة بالامس من خلال تصوير الرئيس مرسي لزملاء بالثورة بانه خدعهم وخل بوعوده لهم وانه ياخذ الامر من مرشد الاخوان وبانه رئيس لفئة وليس لمصر وانه سيقوم بفرض الشريعة الاسلامية وتطبيقها على الشعب المصري وكان الشعب المصري ليس بغالبيته شعب مسلم, مستغلين العديد من القنوات الاعلامية المشبوه,ان هذه الفئة المندسة هي من يقف وراء كل هذه التهم والشتائم للرئيس المصري لان هدفها الرئيسي هو تقويض للثورة المصرية وعلى كل المصريين ان يعرفوا ان البديل للرئيس المصري الحالي والذيين انتخبوه بمحض ارادتهم هو الفوضى وعودة فساد النظام السابق وان كل ما يطرح هو بالحقيقة  اشاعات ليس الا , مع كل هذا قام هذا الرئيس بالغاء هذا الاعلان الدستوري نزولا عند رغبة الشعب المصري وحكمائه الاشراف ليقلب الطاولة فوق رؤوس كل معارضيه بعد ان رفضوا الحوار فخسروا  كل تفهم وتعاطف من الشعب المصري .
 
ان حل المجلس التشريعي ( مجلس النواب المنتخب شرعيا ) من قبل المحكمة الدستورية وتطبيق هذا الحكم من قبل العسكر في حينه اضف الى تبرئة كل المتهمين بقضايا قتل المتظاهرين والاعتداء على المال العام وتبرئة ابناء مبارك لهي اكبر ادلة على تواطيء بعض من القضاة مع الفلول وهو دليل اخرعلى صدق ما قاله الرئيس والخوف الذي ابداه على الثورة والشرعية والوفاء بعهد قطعه على نفسه عندما قال ان دم شهداء الثورة برقبته ,ولو ترك الرئيس الامر ولم ياخذ مثل هذه القرارات لحلت هذه المحكمة اللجنة التأسيسية للدستور ولم ينجز الدستور وبعدها لربما وصل الامر الى الرئيس والهدف هو تفريغ البلد من المؤسسات الشرعية وبث الفوضى وربما فتح الطريق للنظام السابق بعودته او بعودة رجاله, لذلك عندما افشل الرئيس مخططاتهم وتغدى بهم قبل ان يتعشوا به حسب القول بدأ الانسحاب من اللجنة التأسيسية بايعازات خارجية وداخلية لنزع الشرعية عن الدستور الذي انتهي واصبح جاهزا , من هنا ما يقال حول الدستور وبنوده ما هي الا ذرائع تستخدمها المعارضة وللاسف بتضخيم وتضليل من الفلول المدفوعين من الداخل والخارج عبر ملايين الدولارات المرسلة للاسف من دول خارجية لا يروق لها الرئيس المصري والذي بالحق كان في غاية التأديب والتهذيب في عدم الافصاح عن هذه الدول في خطابه الاخير و ترك للمواطن العربي التعرف عليها واستنتاجها وهو ذكي للغاية.
 
 لم يقف هؤلاء عند هذا الحد لان الاعلان الدستوري هم قبل غيرهم يدركون انه لم يكن مشكلة ولكنهم عملوا منه مشكلة للوصول الى اهداف اسيادهم للانقضاض على الثورة المصربة وتقويضها لذلك فبعد ان خططوا وامروا ممثليهم بالانسحاب من  اللجنة التاسيسية للدستور بحجة لا تختلف عن حجة الاعلان الدستوري ولكن باسباب اخرى تؤدي الى نفس الاسباب الاولى وهي ان هذه اللجنة لم تكن شرعية وانها اخوانية (اسلامية) تريد تحكيم الشريعة الاسلامية وما الخ من اسباب واهية رغم انها اسست بناء على رغباتهم وموافقتهم وكل مصري حر يدرك هذا وان التيارات الاسلامية لم تكن الغالبية وان معظم التيارات الاسلامية و المسيحييه والليبرالييه والوسطية ممثلة بها باعضاء عملوا معا لمدة خمسة اشهر ونصف وانجزوا كل بنود الدستور الجديد وان البنود المتفق عليها والتي موسومة بتوقيعات ممثليهم تشكل الغالبية وان بعض من البنود لا تتجاوز الاثني عشر بندا عليها بعض من التحفظات من البعض من هذه التيارات , بعد كل هذا المدة من العمل مععا خرجوا علينا ليقولوا ان هذه اللجنة ليست شرعية ولا تمثل جميع شرائح الشعب المصري وان الدستور سلق بليلة ما فيها ضوء قمر والسؤال الذي يطرح نفسه : اين كانوا طيلة الخمس شهور ونصف ؟ ولماذا لم ينسحبوا من البداية ؟ ولماذا يوقعوا على كل هذه البنود ان كانت هذه الجنة غير شرعية؟ مع كل هذا لم يمهلهم الرئيس فسحب البساط مرة اخرى من تحت اقدامهم عندما وافق بالحور الذي رفضوه ان يتم التحفظ على هذه البنود الى المجلس التشريعي القادم لطرحها عليه للنظر بالتوافق حولها هذا اذا ما صوت الناخب المصري على هذا الدستور بنعم وان بلا فسيعيد تشكيل هذه اللجنة بالانتخاب وسيعاد مرة اخرى كتابة دستور جديد , والسؤال هنا : اين خطأ الرئيس بعد كل هذه القرارات الحكيمة والمدروسة؟ اليس الاجدر بهم ترك التحريض بالشارع والذهاب الى قواعدهم الشعبية وتقويض هذا الدستور ان كانوا حقا قادرين؟ اليس الشعب هو مصدر السلطات؟ لقد خابت كل مؤامراتهم و تفرق الجمع وفاق بعض من رفقاء الامس المغرر بهم وخاصة عندما اكتشفوا نية هؤلاء الفلول.
 
ان جبهة الانقاذ للحزب الوطني والتي تسمي نفسها (جبهة الانقاذ الوطني ) كان ممكن ان تكون اسما على مسمى لولا ان السيد حمدين صباحي وقف بين زعيميها وهما عمرو موسى والبرادعي فاما الاول فهو من رحم نظام مبارك وكان وزير خارجيته ومهندس معظم المفاوضات والاتفاقات بين ذاك النظام وبين اسرائيل والكل يعرف انه ابعد عن الحكم ليس لثوريته وانما لاسباب اخرى وهي المزايدة على مبارك والذي لم يرق له الحال فابعده بطريقة دبلوماسية فكفى تنظيفا له, وما اخر زيارة الى رام الله واجتماعه بالمليونير الاسرائيلي رامي ليفي في نابلس في 4/11 بحضور منيب المصري و الذي يدعم حملة نيتنياهو الا دليل اخر على تورط هذا الرجل بالعديد مما يحاك لمصر الان لانه وبعد عودته انسحب من اللجنة التأسيسة واقام هذه الجبهة ولا يستبعد ان يكون اسياده في تل ابيب والقدس امروه بهذا وخاصة انها جاءت قبل الحملة العسكرية على غزة لارباك الرئيس مرسي , واما الراس الثاني لجبهة المعارضة فهو الغني عن التعريف الدكتور البرادعي المهندس للغزو الامريكي للعراق بحجة برامجه النووية وتزوير كل الحقائق لاعطاء الامريكان الفرصة باحتلال العراق بعد تدميره وقتل الملايين من ابنائه , وهذا ما تم والكل يعرف ان كل التقارير بحيازة العراق برامج نووية اثبت لاحقا انها مزورة , فماذا تريدون من شخص يداه ملطختان بدماء اطفال ونساء ورجال العراق؟ هل سيكون اكثر رأفة على دماء المصريين الان؟ الدم واحد والمسبب بالقتل قاتل والقتلة ملة واحدة , هذا الشخص يعرف حق المعرفة بان الشعب المصري الاصيل لا يمكن ان ينخدع بمثله لذلك اختصر ترشحه للرئاسة لانه يدرك ان المصريين الشرفاء لن يختاروه  ابدا ,لذلك لا زال يبث سمومه باسم الحرية ويتصيد بالمياه العكرة والتي للاسف حدثت وتحدث بسبب سؤ قرارات وفهم ما بين حلفاء الثورة بالامس .
ان وقوف السيد حمدين صباحي في وسط هؤلاء هو الكارثة بحق , فالكل يدرك نزاهة واخلاص هذا المناضل والدليل على ذلك ما حصل عليه من نسبة عالية من اصوات الناخبين وربما لو ان الظروف كانت مؤاتية ولم يسمح لرجل النظام (احمد شفيق) بدخول معركة الانتخابات وملايين الدولارات التي تدفقت على جيوب الغلابى من دول خارجية معروفة لكان ربما الان حمدين صباحى هو الرئيس الفعلي , فالشيء المستغرب هو كيف برجل مثل هذا الوطني ان يقف ويوافق على ترهات هؤلاء الفلول ؟ وكيف يوافق على ما يحدث في ميادين مصر وهو يدرك ان هناك العديد من فلول النظام البائد مندسة بينهم وهي التي تقتل وتعتدي بدافع المال الذي يغدقه عليها اسيادها من فلول النظام السابق ومسانديه من الدول الخارجية بدافع افشال برنامج الثورة المصرية , نحن ندرك تماما ان حمدين صباحي ورفاق الثورة في السابق سيلحقون برفاقهم الحاليين وانهم سيغلبون بالنهاية مصلحة الوطن العليا ولو ادى ذلك الى بعض من التنازلات لاخوانهم من تيارات الثورة سواء الاسلامية او غيرها , ان امثال حمدين صباحي لا يمكن ان يكون في صف موسى او البرادعي او الفلول كما يدعي الاخير لان حمدين سيبقى الرمز الثوري ولا يمكن ان يضحي بارثه الثوري ويضع يده بيد ملطخة بدماء المصريين والعراقيين , واما الاخرين فسيذهبوا الى مزابل التاريخ وسريعا .
 
اننا كنا نتوقع من مستشاري الرئيس مرسي ان ينصحوه بالتشاور والتحاور مع رموز الثورية المصرية مثل شباب الثورة وحركة حمدين صباحي واخرين وكذلك مع الاحزاب المعارضة في اي قرارت يتخذها, ان الرئيس مرسي يدرك تمام الادراك ان معظم الذين عارضوه بقراراته الاخيرة هم مصريون وطنيون لم تتلطخ اياديهم بدماء وقوت المصريين بل على العكس دماؤهم مزجت مع دماء كل احرار مصر في الدفاع عن كرامة المواطن المصري , كان المفروض بالرئيس مرسي ان لا يدفع بهم الى احضان الفلول ليتم استغلالهم ,ثم على الرئيس مرسي ان يدرك كذلك ان التيارات الاسلامية فيها فئات متطرفة مما لا يساعد مطلقا على تقبل الاخرين وهؤلاء اساؤا الى الرئيس والى كل الثورة المصرية, فما حدث من قبل بعض منهم و من الخارجين عن القانون في محيط قصر الرئاسة بالتاكيد لا يعبر عن التيارات الاسلامية والثورية , ثم ان الخطأ الاكبر والذي وقع به الرئيس مرسي دون قصد,عندما حضر الى منصة مؤيديه بجانب قصر الرئاسة ليلقي خطابا للشعب وهذه غلطة كبيرة كل الحق فيها يقع على مستشاريه الذين من المفروض ان ينبهوه بانه الان رئيس مصر بكل فئاتها الموالية والمعارضة , كل هذه القرارت والتصرفات سهلت للاسف من عمل ومهمة الطابور الخامس كما يقولون لدق اسفين بين الاخوة ثوار الامس واحداث الانقسمات والاصطفافات التي هي الان على الساحة والتي تحتاج الى زمن ليس بسيطا لطمرها ووادها.
 
اخير نقول ان الرئيس مرسي تنازل كثيرا ونزل عن الشجرة وعانق زملائه من الثورة بل واعدائه الذين لا يريدون له الا كل شر و الذين نادوا باساقاطه عبر الهتافات الهابطة والتي تمثل حقا مهزلة, فلا نعرف كيف الهتاف باساقط ورحيل رئيس انتخب من الشعب ؟ ان الطريق الاوحد للاطاحة به لا بد ان تتم من خلال الشعب وصناديق الانتخابات ,هذه ابسط لعب الديموقراطية في اي مكان بالعالم الحر , ان حجة الدستور هي اكبر مهزلة بل وهي تعدي صارخ على القيم المصرية الاسلامية فغالبية الشعب المصري مسلم فكيف يهتف ضد الاسلام ويحصر الاسلام على فئة , هذه مغالطات و مزيدات ساقطة لا يقبل بها عقل خاصة ان هذا الدستور يحتوي بندا ينص وبصراحة و لاول مرة بتاريخ الدساتير المصرية على السماح للمسيحيين وحتى اليهود الاحتكام الى شرعهم , هذا حصل فقط بتاريخ حكم التيارات الاسلامية , هذا دليل قاطع على ان الاسلام هو الدين الاوحد الذي ليس فيه اي تمييز بل هو ينص على الحريات للديانات الاخرى , هذا دليل واحد من هذا الدستور على ان هؤلاء الاشخاص لم يتغولا لوحدهم بالسلطة ولم يفرضوا شرعهم على احد , ثم ان الرئيس مرسي ذهب بتعهده الى ابعد من هذا حيث تعهد بعرض جميع مواد الخلاف على البرلمان المنتخب , فليذهب هؤلاء الى الشارع ويحققوا الاغلبية البرلمانية ويغيروا ما يريدون, كل دساتير العالم الحر تتغير مرارا ولكن بالبرلمان وليس بالشوارع , ان ما يحصل بالشارع المصري الان هو محاولة انقلاب مبرمجة داخليا وخارجيا على الشرعية وواد الثورة المصرية وهي فاتورة اراد الامريكان واليهود وبتعاون عربي من مرسي دفعها مقابل رجولته في حرب غزة وفتح معبر رفح وسحب السفير المصري وهم يدركون ان القادم اعظم من هذا الزعيم العظيم حقا ونحن متأكدين ان الطاولة ستقلب على رؤوس كل هؤلاء والذي سيقلبها الرئيس مرسي بهدوئه وذكائه , حفظ الله مصر ارضا وشعبا ورئيسا واتم عليها الامن والسكينة والهم هذا الزعيم السداد بالقول والعمل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد