مجلس التعاون الخليجي وقمته المنتظرة

mainThumb

18-12-2012 10:48 PM

 (1)

تحتفل بلادنا العزيزة اليوم بالعيد الوطني اي ذكرى تأسيس دولة قطر وبهذه المناسبة الغالية علينا جميعا اتقدم الى مقام صاحب السمو امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الامين وال بيتهما الكرام والى الشعب القطري الوفي باحر التهاني بهذه المناسبة السعيد .

 
( 2) 
وفي الوقت الذي تحتفل دولتنا العزيزة بعيدها الوطني تقترب ايام اجتماع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون والكل منشغل بالاعداد لذلك اليوم الذي تنعقد فيه القمة الخليجية ففي شهر ديسمبر من كل عام تتكاثر اجتماعات وزراء دول مجلس لتداول الافكار فيما انجزة الوزراء في مجال اختصاصهم تنفيذا لتوجيهات القمة السابقة، فتارة يجتمع وزراء الداخلية وتارة وزراء المالية والاقتصاد وايضا وزراء الدفاع وكذلك بقية الوزراء ويكون خاتمة هذه الاجتماعات انعقاد المجلس الوزاري اي وزراء الخارجية لهذه الدول، يكون من واجباتهم مناقشة القضايا الداخلية والخارجية لتقرير ما توصلوا اليه من قرارات المتفق والمختلف في شأنها ويرفع ذلك الى اجتماع رؤساء دول المجلس. هذه عادة لم تنقطع منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في مطلع ثمانينات القرن الماضي .
 
(3) 
بالتأكيد امام المجلس الوزاري ملفات خضراء وحمراء واخرى بيضاء والملاحظ والمتابع للشأن الخليجي يلاحظ ان هناك جفوة بين بعضهم البعض وخلافات في شأن الملفات التي بين ايدهم فكيف يستطيعون الانجاز، تروي وسائل الاعلام الخليجية ان فكرة الوحدة بين دول المجلس المقترحة من السعوديين لن تطرح على جدول اعمال القمة الخليجية، الوحدة النقدية امر مستبعد، علما بان هذه الوحدة قد تم مناقشتها بالتفصيل في مؤتمر قمة مسقط عام 2001 وتم التركيز عليها في قمة 2005 على ان تفعّل في عام 2010، ولكن مع الاسف لم تتحقق تلك الوحدة لخلافات ليست جوهرية، تشكيل قوة عسكرية ضاربة ايضا امر مستبعد وما زال النقل البري ــ ترانزيت ـــ يتعرض لازمات بين بعض الدول الاعضاء من حين لاخر الامر الذي يؤدي الى خسائر تجارية يكون المتضرر منها المواطنين سواء على مستوى التاجر او المستهلك. على مستوى العمالة، في الخليج كفاءات ادارية وعلمية وفنية على اعلى المستويات ولكن لم يتم الاستفادة منها، استطيع القول ان السعودية والبحرين توجد بهما كفاءات لا تجد عملا رغم تأهيلها العلمي والمهني بينما تعج كل المؤسسات الحيوية بالعمالة الاسيوية، في دولة الامارات وحدها تقول اوثق المصادر ان بها 1,8 مليون هندي واعداد مأهولة من القوى العاملة في كل الحقول من دول اسيوية اخرى، يقول السفير الهندي في البحرين انه يوجد في الخليج العربي ستة ملايين هندي وتبلغ تحويلاتهم 40 مليار دولار سنويا. والسؤال الذي يطرح نفسه للمجلس الوزاري (وزراء الخارجية) لماذا لا ترفعون سن التقاعد ليصل الى السبعين عاما لاننا محتاجون الى الايدي العاملة في كل الحقول وتوظيف الايدي الماهرة المؤهلة من كل من البحرين والسعودية التي يوجد بهما بطالة بين صفوف المؤهلين. هناك قرارات من المجلس الاعلى للحكام بان الاولوية في التوظف تكون لابناء الدولة يليهم ابناء مجلس التعاون ثم العرب الا ان ذلك ليس مفعلا بالدور المطلوب .
 
(4) 
 
التركيبة السكانية في دول المجلس مخيفة اذ يوجد بين ظهرانينا اكثر من 17 مليون عامل اجنبي، نسبة العرب فيها تكاد لا تذكر. هذه القوى العاملة الاجنبية تمسك بزمام الاقتصاد سواء في المجال التجاري او المؤسسات المصرفية او الاتصالات السلكية والللاسلكية بينما العالم العربي يعج بالمؤهلين في هذه الحقول، هل يدرس المجلس الوزاري امر احلال العمالة العربية في هذه المؤسسات حفظا للامن الوطني الاقتصادي والمعلوماتي والعسكري وغير ذلك بدلا من العمالة الاجنبية، مرة اخرى اذكر بان العمالة المصرية واليمنية هم الذين بنوا كل مؤسسات البنية التحتية والعمران في كل من السعودية والاردن في الماضي والحاضر فلماذا دول المجلس لا تستعين بهذه السواعد البناءة ؟ 
 
(5) 
 
الربيع العربي، وانا اعلم ان الكثير من المسؤولين في دول المجلس لايريدون سماع مصطلح "الربيع العربي" ولكن هذا واقع لا يمكن تجاهله، حتما وامام المجلس ملف عن الاسلام السياسي واخص هنا بالذكر الاخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين وفي بعض دول المجلس هجوم اعلامي وامني شرس على ما يسمى بالاخوان المسلمين في الخليج البعض منهم ملاحق والبعض الاخر سحبت جنسيته والبعض الاخر معتقل. معروف ان دول الخليج احتضنت الكثير من قيادات الاخوان المسلمين منذ عام 1953 واكرموا مثواهم والبعض منهم منح جنسية بعض هذه الدول ووصلوا الى مراكز قيادية كبيرة ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا العام لم يحركوا ساكنا يزعج ايا من حكومات الخليج العربي فلماذا هذه الضجة حولهم علما بانهم كانوا اداة القمع الفكري التي استخدمتهم دول الخليج لمواجهة الفكر القومي بكل اصنافة واستخدموا لمحاربة الشيوعية والحزبية وغير ذلك من التيارات السياسية في حقبة الخمسينات وما تلاها .
 
سؤال اخير لاعضاء المجلس الوزاري، امريكا الان تدرس رفع ملاحقة تنظيم القاعدة وشطب كلمة الارهاب وذلك نتيجة لاغتيال الشيخ اسامة بن لادن سؤالي هل ستتعاملون مع هذا التنظيم كما تتعامل معه الادارة الامريكية ام ستبقون تلاحقون هذا التنظيم الذي اسس برغبة امريكية لمحاربة الشيوعية في افغانستان؟ 
 
اخر القول: اتمنى من الله جلت قدرته ان يمن علينا جميعا حكاما ومواطنين بالامن والاستقرار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد