السيد أوباما : نعزي بقتل الأطفال

mainThumb

19-12-2012 03:21 PM

 قتل الأطفال لأي سبب وبأي وسيلة جريمة متشعبة التوصيف,فهي جريمة قتل نفس بشرية,زهي جريمة اتنهكت براءة طفولة بكل قباحة,وهي جريمة انعدمت فيها مبررات الجريمة وأسبابها ودوافعها التي يمكن   أن تدخل في تصنيف الأسباب المخففة للأحكام,وهي جريمة متعمدة لأناس أبرياء في النوايا وفي السلوك.   وهكذا فإن قتل الأطفال بأي طريقة ولأي مبرر تشكل صدمة للضميرالإنساني,ولمشاعر البشرية وهي    ماساة تحل بأهالي الأطفال وأصدقائهم ومعارفهم.وعار يلحق بالمسببين له.

 
مجزرة مدرسة نيوتاون الأميركية لم تكن أول جريمة أطفال,تهز مشاعرنا وتعذب ضمائرنا في أميركا وفي غيرها من مدن العالم وأقطاره,نحن البشر في كل مكان وفي كل زمن جاء بعد أن تحضرالإنسان في مبادئه وفي قيمه.
 
معاناة أمهات الأطفال وأبائهم معاناة ترافقهم طوال حياتهم,حتى وإن سامحوا مرتكبها,أو تنازلوا عن حقهم الشخصي,لأن المصاب يلازم المرء طوال حياته. أمن الأطفال وأمانهم مسؤولية الكباروواجبهم في حماية الطفولة,وهو ليس فقط واجبا مدرسيا أو  منهجيا أو قانونيا حتى,فهو واجب عام مقدس تحمي السماء القائمين به وتباركهم.ولهذا لم يقتصر واجب حماية الطفولة ورعايتها على الأبوين,وإنما مهمة حضارية ومستقبلية يلتزم بها كل البالغين من أبناء المجتمع والساكنين مساكنه أو خيامه أو معسكراته أومخيماته. 
 
لا نبالغ سيد أوباما في قولنا نحن أبناء منطقة الشرق الأوسط وقاطنيه وساكنيه,عندما ننقل إليك وإلى كافة سياسيي العالم وزعمائه الروحيين والحزبيين والمسيسين والحقوقيين إن حزنا بمثابة الجرح الدامي يلازمنا منذ أكثر من ستين عاما تنفطر له قلوبنا وتتعذب به ضمائرنا على قتلانا من شهداء الحروب غيرالعادلة    التي فرضت على بلادنا ,ومن المدنيين الذين طالتهم غارات طائرات أميركية بطيارين صهاينه تقصف للترويع والإرهاب,ولم تكن الطفولة في بلادنا بمنأى عن جرائم القتل الصهيوني لأطفال فلسطين وأطفال الأردن وأطفال مصر,حيث ما زالت مذبحة أطفال مدرسة بحر البقر في مصرتلوح أمام ناظرينا عند مقتل   أي طفل في أي جزء من العالم.
 
وإذا لم أشر إلى سوريا وأطفال سوريا فيما رضيتم له من قتل أعمى مثل غيرهم من أبناء المنطقة,فقد   قصدت من ذلك أن أتوجه باستفسارين محزنين للذاكرة ومستهجنين بكل المعايير الإنسانية وقيمها, يتعلقان  بما أقدمت عليه سياسات إدارات أميركية متعاقبة في العراق,حيث أدى الحصار الملعون دينيا والاحتلال المشؤوم تاريخيا إلى (مقتل )أكثر من خمسين ألف طفلا عراقيا,اعتبرته السيدة مادلين أولبرات في تصريح علني صادم وقاس (fair price) للحرب على صدام حسين!!.أهكذا هي القيم العسكرية؟؟
 
وأنتم في سوريا اليوم السيد الرئيس تدعمون مسلحين يمتهنون القتل والترويع والتخريب ويتلذذون بقتل الأطفال والنساء,وتقولون (يا للدهشة) إنهم ثوار يدافعون عن الحرية!وأنتم بذلك تساهمون في قتل آباء الأطفال وأمهاتهم,لتوقعوا الطفولة في آلام اليتم واللطم,وتطفئون نور حضن الأم وحنان الأب وعطفه ورعايته لمستقبلهم.فهل سيوفر هؤلاء أطفالكم ومواطنيكم عند أول فرصة تمكنهم من ذلك ؟؟
 
نتألم لمقتل أي إنسان,وتصعقنا مذابح الأطفال التي يرتكبها مصاب بمرض الجنون,أو سياسي مصاب    بهوس العظمة,أو محتل لأرض يرى ضرورة تفريغها من سكانها الأصليين.(هل يذكرك ذلك السيد الرئيس بما  يفعله جنود الاحتلال الصهيوني وطياروه في فلطسين؟؟).
 
الطفولة والأمومة ليستا مفخرتين ومحزنتين حكرا على قوم أو أمة,فالأم الأميركية كالأم في بوتسوانا,   ومثلها الأم في صربيا,وهندوراس والمكسيك,وكذلك الأم في فلسطين وفي قبرص,وفي سوريا,وفي كندا, وفي الصومال...ومجازرالطفولة وقتل الأطفال مرفوض بكل المعاييرولا يجوز تبريره من أي كان,وهو   مدم  لكل القلوب التي تملؤها الرحمة,ومستهجنة من كل عاقل ضميره صاح على الدوام,فالضمير النائم  أحيانا يتغاضى عن ذبح طفل هنا ويغض الطرف عن قتل طفل هناك,وينتفض عندما تطال الجريمة المنكرة بيته. 
 
نعزيكم السيد الرئيس بوفاة أطفال مدرسة نيوتاون, وعزاؤنا بمقتل أطفالنا يدفعنا إلى استنكار هذه الأعمال الوحشية ,ونحثكم على وضع تشريع أممي يدين كل من يقتل طفلا فردا,أو جيشا,أو( ثوارا) ويقدمه   ومؤسسته لمحاكم جرائم ضد الإنسانية ...
 
رحم الله كل شهداء الطفولة,ولتحمي الرعاية الإلهية كل من يصون الطفولة ويرعى نموها ونضوجها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد