سوق الجمعة

mainThumb

04-01-2013 11:05 PM

 البَالة، في معجم من يريد أن يعطي (برستيج) خاص للمفهوم ، و(الشماشير)، في معجم من لا يعنيه هذا التكلف أو التصنع.
 
         في سوق الجمعة ( العبدلي )،رحلة جميلة ورائعة،فيها متعة للتسوق لا تحسّها وأنت تدفع بعربتك داخل أكبر المولات وأكثرها جمالا.
 
         كان لي شرف زيارته هذه الفترة ولأكثر من مرّة، بعد انقطاع دام لسنوات ،لم يكن سبب البعد جفاء أو نضوجا ماديّا ولا خروجا من دائرة زبائنه الكرام أبدا ، لأنّي ما زلت مراهقا في حلقة زوّاره،وأظن أنّي سأبقى حتّى نهايات العمر.
 
        استوقفتني أشياء وأشياء، لعلّ أكثرها مداعبة وربما استثارة للتفكير، وجود زوّار من ذوي الملامح الغربيّة ، يتجولون ويشترون بضاعة استنفذتها شعوبهم، وجاءت لإعادة التدوير أو التكرير في بلادنا.
 
         وهنا تساءلت حول دافع تسوقهم في هذا المكان،أهو تردي حالتهم الماديّة ؟ أم بحثهم عن الجودة المفقودة في بلادنا، وإن كانت بنصف العمر؟ أم حالة من التقرب للوطن الأمّ ونوع من معايشة الإحساس الوطنيّ؟
        من المؤكد ومهما كان سبب وجودهم بسوق الجمعة، أنهم يجدون متعة وهم يقلّبون بضاعة بلادهم، البعيدين عنها الآن ، والأكيد أنهم يشعرون بالفخر وهم يرون تهافت الزبائن عليها رغم استهلاكها وانقضاء أكثر من نصف عمرها.
 
       والآن لنصل إلى التساؤل التالي : بماذا يفخر المغترب العربي في بلاد الغرب؟وهل من محفّز قد يثير إحساسه الوطنيّ وفخره بأمّته ؟
 
        استحضرَ كلُّ ذلك أسواق الجُمع في باريس ونيويورك وأنقرة ولندن وغيرها،ففيها أيضا تُعرض بضاعتنا العربية من بعض المعارضين الذين أُستهلكوا في بلادهم، وأصبحوا بنصف عمر، وبرغم ذلك يتهافت عليهم الغرب،لتحميلهم تمرير مشاريعهم التقسيميّة الاستعماريّة الجديدة، رغم أنّ بعضهم وأكثر لفظتهم شعوبهم، وتقيّأتهم أوطانهم منذ أزمان.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد