فليسقط حكم العسكر

mainThumb

13-01-2013 06:36 PM

شعار صدحت الحناجر به يوم الجمعة 4/1/2013 في إحدى المسيرات التي تدعي سعيها إلى الإصلاح. هذا الشعار قفز أمام ناظريّ عندما ساد الأردن – حفظه الله- موجة الخير والأمطار والثلوج التي أنعم بها المولى علينا؛ حينها رأيت المدرعات والدبابات وناقلات الجند تذرع البلد كله؛ تجوب شرقه وغربه وجنوبه وشماله. حينها رأيت العسكر يهرعون ويتراكضون هنا وهناك، الأمن العام والدرك والدفاع المدني والجيش، حينها دققت النظر مليًّا فيما أرى، حينها شاهدت عسكرا ، نعم. شاهدت مدرعات ودبابات، نعم. ولكن شاهدت ما يتوقع من النشامى والرجال الرجال. شاهدت عسكرا وجنودا يفتحون بآلياتهم الطرق الرئيسة والفرعية من الثلوج، وينقلون بها المرضى إلى المستشفيات، ويغيثون المحتاجين، ويوفرون الخبز من مخابزهم لمن انقطعت عنهم الكهرباء في تشغيل المخابز، ويحملون الهاربين بأرواحهم وأعراضهم من لهيب وسعير ما يجري في دولة الجوار سوريا، ويؤمنونهم في ملاذات آمنة. رأيت عسكرا هبّوا عندما تقاعس الآخرون، عسكرا تحملوا وزر فساد آخرين مسؤولين عن تردي البنى التحتية من أنفاق وجسور تحولت إلى مصائد ومصايد تهدد أرواح المواطنين.
 
فعن أي عسكر تتحدثون!! عسكر بندقيتهم سلام، ودبابتهم عون ومساعدة، وآلياتهم إنقاذ وإغاثة، وقلوبهم رأفة ورحمة؛ قلوب لا تعرف ضغينة ولا حقدا حتى على من يسيء إليهم، عسكر وفروا الحماية لرافع ذاك الشعار من الاعتداء عليه من آخرين.
 
عن أي عسكر تتحدثون؛ أعن عسكر الكرامة وجبل المكبر واللطرون وغير ذلك من صفحات المجد التي سأحيلكم فيها وعن تفاصيلها إلى الكتب والمراجع العسكرية والحروب التي خاضها الجيش العربي الأردني. أتقصدون أبناء وحفدة عسكر وصفي التل وهزاع المجالي وخالد هجهوج وكايد مفلح العبيدات وغيرهم الكثير رحمهم الله تعالى. أم تقصدون العسكر الذين رووا بدمائهم الطاهرة كل بقعة من بقاع فلسطين والجولان.
 
في الوقت الذي كان فيه عسكر الأردن يؤدون واجب الإغاثة والعون للمواطن، كان حامل ذاك الشعار المشؤوم يتدفأ أمام صوبته أو موقده آمنا في سربه وبين عياله- رعاهم الله تعالى-. في ذاك الوقت العصيب، العسكر فيه خلية نحل، والآخرون فيه يهيئون أنفسهم أمام المواقد لصياغة شعارات كذاك الشعار يرفعونها في الجمع والساحات والدواوير، يلهثون وراء حجب نور الشمس بغرابيلهم.
 
عسكرنا هم بنو جلدتنا؛ رضعوا الانتماء والوفاء والولاء صغارا، وترعروا في ميادين الرجولة والشهامة والنخوة كبارا. عسكرنا ليسوا ميليشيات ولا عصابات، عسكرنا عسكر البلد كله لا بعضه، عسكرنا مدرسة في السجايا والخصال التي يندر وجودها خارج حدود هذا البلد الطيب بأهله؛ عسكرا وغير عسكر.
 
اتقوا الله في هذا البلد وأهله وعسكره وقولوا قولة حقّ في حقه. ولا تميلوا إلى هذر الحديث وغثّه وسقطه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد