سمعة الأردن أمانة في أعناق أبنائه

mainThumb

14-01-2013 02:15 PM

 قبل أيام عدة كنت  أسير برفقة أحد الزملاء في مدينة الرياض العامرة وفجأة التفت هذا الشاب المتوقد بالحيوية والعطاء فرأى سيارة تحمل الرقم والعلم الأردني فانكب على السيارة يقبل العلم ويشم رائحته  العطرة وفي عينيه اثرا للدموع من شدة حنينه للوطن الحبيب ,وهذه الصورة المشرقة هي صورة اغلب الأردنيين الذين يمثلون الوطن في غربتهم .

 

هذا المشهد أوقد في نفسي الحرارة والمرارة على حد سواء ورأيت أبناء الوطن ينقسمون إلى فسطاطين في انتمائهم وولائهم لثرى الأردن الأصيل فقسم وهو الأكبر بحمد الله تعالى  يقدم الوطن على نفسه ويفديه بروحه ويبذل له الغالي والنفيس في سبيل رفعته ودفاعا عن شرفه وعرضه.
 
 وقسم آخر ينخر في جسد الوطن ولا تأخذه في وطنه الذي أنجبه وأطعمه وحماه رحمة ولا قرابة  فيشوه الوطن وينقل صورة سيئة عن بلاده التي لم تبخل عليه بشيء أبدا .
 
وهنا نقول هل من الرجولة بمكان أن يتسرى ابن الوطن أمام الغرباء  بذكر وطنه بسوء حتى أصبح يتفاخر أمام غيره من أبناء الجنسيات الأخرى بما يذكره  عيوب عن وطنه ؟
 
وهل من الرجولة التنكر لجميل الوطن ومؤسساته التي تتمتع بسمعة عاليه ؟
 
وهل من الرجولة أن يرمي الإنسان حجرا في بئر الماء الذي شرب منه ويشرب منه أهله وذووه ؟
 
وهل ينتظر من يسيء إلى سمعة وطنه أن يوضع على كتفه النياشين ؟
 
والجواب على ذلك أن لا احدا يحترم من لا يحترم وطنه وكما قيل (الذي ليس له خير في أهله لا خير فيه لغيره )والأصل أن يكون المرء  سفيرا لوطنه يتباهى بمستوى التعليم والصحة والأمن والطمأنينة التي ينعم بها في وطنه وينعم بها أهله مع ضيق ذات اليد وكان الأجدر به أن يفخر ويعتز بمؤسساتنا وجيشنا وأذرعته المختلفة التي تسهر على راحة الوطن والمواطن .
 
ونحن مع انتقادنا للتصرفات الفردية والسلوكيات الخاطئة من قبل البعض إلا أن التشهير بالوطن والإساءة إليه نعتبرها خيانة لا تغتفر وإذا كنا ننتقد بعض المؤسسات التي تخرج عن الصواب في بعض الأحيان فهذا لا يعني أن نقتل الوطن ونغتال منجزاته العظيمة وهل ننسى جهاز الدفاع المدني العظيم  كمثال على مستوى التفاني والتضحيه والذي نقدم لأفراده فردا فردا كل الشكر والتقدير على رجولتهم ومهنيتهم العالية في تصديهم لخدمة المحتاجين في كل مكان ولكل من يطلبها وخير شاهد على ذلك تفانيهم في الظروف الصعبة وحالات الطوارئ وبكل قوة إيمانا منهم  بقدسية واجبهم وتفانيهم في سبيل ذلك .
 
وهل ننسى مستوى التعليم  والصحة والحرية والأمان ؟
 
أخيرا نقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى ونحن نشكر كل من يؤدي واجبه ويحرص على سمعة بلده ووطنه وندعو من يسيء للوطن بقصد وبغير قصد أن يراجع نفسه ويتقي الله في الوطن ويعود إلى جادة الصواب .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد