لم التـدخل الفرنســي السافـر في مـالي ؟

mainThumb

17-01-2013 12:49 PM

 فرنســا الدولة الأوروبيــة والتي لها ماضـي ســيء عندنــا ، لن ينسـى في إسـتعمــار الدول ، وقتـل الالآف من أبنــاء الشـعــوب ، كما حصــل في الجزائــر ، حيـث اسـتمرت الحرب فيها ســنوات طويلــة ومتواصلــة ، واسـتشهــد ما يقــارب المليون جزائـري غيــر الضحايــا والمصابيــن والدمــار الذي حــل في ربوعهــا ،

 
فرنســا تعـود هـذه المرة وتختـار بعنايــة في تدخلها الدول الاسـلاميـة بالذات ، بحـجج واهيــة ، كمحاربــة "تنظيــم القاعــدة" أو إعادة الديمقراطيــة للدول التي حكمــت من قبل طواغـيــت ، 
 
تدخلهـا في أفغانســان والعـراق ، كان إرضــاء لحليفتهــا في الشــر ، الولايات المتحدة الأمريكيــة ، ولم يكـن في تلك الدولتان شــيء من تنظيــم القاعــدة ، بل العكس من ذلك حيث أصبحــت محاربتهــم له وجهــا لوجــه ، بعد أن كان سـرابا وتخيــلات ، 
 
ويــوم قصـفــت طائــراتهــا  ليبيــا ، من أجــل مساعدة الشعب الليبي في التخلص من طاغيتها كما ادعــت ، كان هو من أشــد وأقـرب الأصـدقاء لهــا ، وتركتهــم  بعــد أن مزقــت البلــد وقسـمته ، وما رأينــا لغايـة الآن الديمقراطيــة المزعومــة التي بشـرتنا فيهـــا ،
 
وهــا هــي الآن تسـتعرض قواتهــا العسكريــة الجويــة والبريـــة في قصــف المقاتليــن في مالــي  ، وهــم من المسلمين بحجــة مســاعدة الحكومـة في حربهــا مع تنظيــم القاعـــدة ،
 
ان التدخـل الفرنسـي بحججهــا التي لم تعـد تنطلـي على أحــد ، ما كانت تجــرأ عليهــا ، لو وجــدت موقفا عربيــا واسـلاميــا ، يوقفهــا عند حــدهــا ، ولا يجعلها وصيــة على المسلميــن ، تضـرب أينمــا تشــاء ، وتختبــأ بعــد ذلك ، وقــد تركــت الصـراع يكبــر ويتزايــد في الدول التي تدخلــت فيهــا ، ولم تحـقق الأهــداف التي ادعــت ان تدخلهــا كان من أجـله كمحاربــة الأنظمــة الديكتاتوريــة أحيانا أو تنظيــم القاعــدة في أغلـب الحـــــــالات ،
 
إن عينها الأخــرى الآن وهــي تقصـف القوات المسلمة في مالي ،  على الجزائــر ، التي رفضت أن تتدخل في شـؤون مالــي ، وتقف مع حكومتهــا في محاربة تنظيم القاعــدة كما تزعــم ، إنتقامــا وإشــغالا لهــا في معارك جـانبيــة ، والتي أصبحــت الجزائــر بشـعبها الواعــي الذي ذاق طعــم الحــروب الأهليــة ، واكتــوى بنــارهــا غيــر مسـتعــد لأن ينجــر إلى تلك الوقيعــة التي تريدهــا فرنســا ، وتتورط فيهـــا لا قــدر الله .
 
إن فرنســا التي طغــت وتجبــرت كثيــرا ، عليهــا أن لا تحشــر أنفهــا في شــؤون الـــدول الإســلاميــة ، لأنها لن تحصــد منهــا غيــر القتــل والدمــــار ، ويبقــى على الأمــة الإسـلاميــة ، أن تصلــح حالهــا ، وتحـل مشــاكل دولهــا بلا تدخــل واسـتعانــة بالمستعمــر الذي كان الإســتعانــة بــه دمارا وخرابــا علينــا ، وما حصــل  في ليبــيا ويحصــل في ســوريــا الآن هو أكبـــر دليــــل علــى ذلـــــــك. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد