الاردن الى اين بعد الانتخابات؟

mainThumb

22-01-2013 09:40 PM

 بعد اقل من يومين سيتوجه الاردنيون الى الانتخابات النيابية والتي من المقرر ان تفرز نواب مجلس الامة القادم, الكل يضع يده على قلبه حتى الحكومة التي اعدت العدة وجهزت كل ما تستطيع ان تقوم به ,من لجنة انتخابات مستقلة تضمن عدم  التدخل من احد مع رصد اعلامي ولجان مراقبة داخلية وخارجية من اجل ابراز شفافيتها ونزاهتها وقطع الطريق على كل المشككين بها وبالذات  مقاطيعيها, في المقابل فان المعارضة هي نفسها تضع يدها على قلبها خوفا من نجاح الحكومة في اجراء الانتخابات بنسبة مقبولة وحصولها على شهادة نزاهة محلية وخارجية وبالتالي انحصار تأثيرها ومصداقيتها في الشارع الاردني, لذلك تجد ان حدة المعركة الخفية بينهما ستتصاعد في الساعات المتبقية , فالحكومة لا تعدم وسيلة من اجل انجاحها,فقد غضت الطرف عن كل ما يقال او يكتب او يصرح به في الاعلام من قبل المحسوبين عليها من اعلاميين بخصوص المعارضة فما نشر حول الانقسامات داخل صفوفها وبالذات الاسلامية منها والتضخيم له الا جزيء بسيط من معركة الحكومة مع المعارضة من اجل محاصرتها وتقزيمها امام الناخب الاردني وبالشارع الاردني ,وبالتالي تشجيع المسجلين على المضي قدما الى صناديق الانتخابات,على المقابل تجد المعرضة تصول وتجول من خلال افرادها ومظاهراتها واعتصاماتها وشعارتها في العديد من المدن والارياف الاردنية لابراز قوتها وتأثيرها بل ووصلت الى التهديد بالعصيان ووصف الانتخابات بالعبثية ,ان الخطر الحقيقي يكمن ليس بهذا الصراع ولكن ما يمكن ان يولده من فرص للطابور الثالث الذي يتربص بالوطن الاردن والذي لا يألوا جهدا من محاولته بث الاشاعات وتغذيتها واستخدام التحريض الاعلامي من خلال مقالات وبرامج ظاهرها اعلامي وباطنها سموم فتنة طائفية وحقد لتمزيق امن واستقرار هذا الوطن ,كنا كاردنيين نامل ان يسيرالجميع الى هذه الانتخابات بتراضي وتوافق وان تكون طريق حقيقي للحرية واعلاء كلمة الحق من خلال انتخاب مجلس نيابي بعرس ديموقراطي.

ان كثرة الاشاعات عن تدخل المال السياسي في هذه الانتخابات لشراء الاصوات والاحداث الاخيرة التي ادت الى توقيف العديد من المرشحين بسبب استخدامهم هذا المال الفاسد لدليل واضح على الخروقات لهذه الانتخابات والتي لم تستطع للاسف اللجنة المستقلة من ايقافها او منعها حتى الان والتي تم التعرض لها والتحذير منها منذ اكثر من شهرين ,هذا بالضافة الى التدخل العشائري والفئوي والذي لا يقل فسادا عن المال السياسي فليس هناك فرق ما بين ان تشتري الاصوات بالمال او بالنفوذ العشائري والفئوي ,في النهاية كل هذه التصرفات الغير ديموقراطية ستفرز اما نائب يسعى الى النفوذ والوجاهة او الى نائب عشائري فئوي لا يخدم الا مصلحة ابناء عشيرته او فئته وكلا النائبين اسوأ من بععضهما البعض.

 
ان الاسوأ من كل الفساد الذي ذكر هو الفساد الاخلاقي ومحاولة زج الفتنة والطائفية في هذه الانتخابات من قبل البعض باسم الوطنية والخوف على الوطن , فكلنا كاردنيين من كافة الاصول والمنابت نضع ايدينا على قلوبنا خوفا على امننا واستقرارنا وعلى وطننا , فلا احد من الاردنيين سواء افرادا او حكومة او اجهزة امنية يقبل لأي كان ان يتدخل في هذه الانتخابات ,فلا دحلان ولا حركة فتح ولا اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني لهم اي دخل في كل ما يجري من انتخابات على الساحة الاردنية فليساعدوا هؤلاء انفسهم اولا وقبل كل شيء,كما انه لا يقبل ان يزج بالعامل الفلسطيني على الطالع والنازل في اي مؤامرة او مهاترة , فعيب كل العيب ان ينعت الاردني باصله لان الاصل هو الاصل لا يمكن محوه, وهذا لا يقدم ولا يؤخر لانه هو اردني ويملك كامل الحقوق ,فان كان محرم على اي اردني الانتماء والولاء لغير وطنه الذي اعطاه جنسيته والمواطنة الكاملة, فكذلك محرم على اي احد ان ينعته باصله الفلسطيني او الشامي او الشركسي او اي اصل ينتمي له هذا الاردني على التراب الاردني, فهذا حق يراد به باطل وهو التشكيك في انتماء هؤلاء الاردنيين ,لان الانتتماء ليس على الاصل ولكن بالافعال وليس بالاقوال والشعارات الصماء, ان دخول الاردنيين من اصول فلسطينية او شامية او شركسية وشيشانية الانتخابات هو حق كفله الدستور الاردني وليس منة من احد مطلقا , لذلك المزايدات حول مشاركة الاصول الفلسطينة في هذه الانتخابات سواء ببيانات التشجيع والتحذير اوالتشكيك كلها محض افتراءات لا تقدم ولا تؤخر لأنهم بالنهاية هؤلاء مواطنيين اردنيين ولاؤهم لهذا الوطن ولقيادته اولا واخيرا وسيقولون كلمتهم في هذه الانتخابات حسب قناعتهم وكل هذه الفقاعات الدعائية ما هي الا هراء ولا تمثل الا اصحابها. 
 
ان الانتخابات الاردنية قادمة قادمة وستتم وعلى طرفي المعادلة الاردنية ان يتحلوا بالاخلاق الديموقراطية والتي يفرضها عليهم امن واستقرار الاردن , فنقول للحكومة اولا انه عليك المضي قدما في اكمال هذا العرس بغض النظر عن مسمياته ومراقبة كل انواع التزوير والتلاعب بالاصوات وان تكيلي بمكيال واحد مع كل من تسول له نفسه التلاعب بالاصوات واحالته للقضاء وبششفافية وان لا يقتصر فقط المراقبة للمال السياسي فهناك التدخل العشائري والفئوي وكذلك التسلطي من خلال حجز بعض من البطاقات والوقوف على الكيفية التي سمحت لبعض المرشحين من حجزالبطاقات الانتخاببية وكشفها بشفافية ان كانت صحيحة وعلى الحكومة ان توضح هذا الامر لانه اصبح مطلبا شعبيا اكثر من اي فساد مالي اخر , على الحكومة ان تتحلى بكل روح ايجابية لكل انتقادات وتصريحات المعارضة والابتعاد عن كل التدخلات بشؤونها ووقف كل انواع الابتزاز الاعلامي لها ومحاورتها حتى بعد انتهاء هذه الانتخابات للوقوف على مطالبها وتحويلها الى البرلمان الذي سيأتي لمعالجتها دون ادنى تدخل , ونقول للمعارضة ثانيا انه عليها عدم التدخل بشكل مباشر او غير مباشر بالتحريض على عدم التصويت او الذهاب الى صندوق الانتخابات وان تترك للشعب الاردني حرية ان يذهب او لا يذهب فباعتقادنا انه ذكي وقادر على التمييز, وان تترك لصندوق الانتخاب تقدير حجمها وثقلها بالشارع الاردني ان كانت هي حقا واثقة من حجم هذا الثقل , ثم ان عليها في نهاية المطاف ان تقبل بنتائجها وان تبدأ العمل مع هؤلاء النواب على تغيير ما تستطيع  تغيره بالطرق القانونية والديموقراطية بدأ من قانون الانتخابات الى اية قوانين اخرى ,وهي قادرة ان تغير الكثير ان هي تعاملت بالحكمة والاقناع والاحتجاج السلمي مع ما تفرزه هذه الانتخابت من برلمانيين, اما التلويح بالعضلات والاعتصمات والعصيان وقطع الطرقات فهي مظاهر ليست على الاطلاق ديموقراطية خاصة وانها تصادر حقوق الاخرين الذين ذهبوا وانتخبوا هؤلاء النواب وهم فئة اردنية لها كامل الحقوق , والوطن ليس لا للمعارضة او المولاة فهو للجميع.
 
اخيرا نقول ان تصريحات النسور الاخيرة حول تنازل الملك عن بعض من صلاحياته رغم التحفظ الشديد لنا ان جاز لنا التحفظ كمواطنين اردنيين ,لاننا لا زلنا نؤمن ان صاحب الجلالة هو صمام الامان للاردن والمحافظة عليه ولاننا نعتقد وهذه وجهة نظرنا ان المعارضة الاردنية القادرة على الحكم وتحمل المسؤولية ليست ناضجة في الوقت الحاضر , اضف الى كل هذا الغموض الذي يلف دول الجوار حولنا وبعض من الدول العربية والتي لم تستقر فيها الديموقراطية الموعودة, الا اننا واثقين من حكمة وسداد قرارات جلالته في مثل هذه القرارات لانها ستكون اليد القوية الواثقة والتي ستسحب الابسطة من تحت المشككين من المعارضة حول نية صاحب الجلالة الاصلاحية بل وستقلب الوضع راسا على عقب وستجعل من الذين لم يذهبوا لهذه الانتخابات شبه نادمين ان لم يكونوا نادمين , وبالنهاية هذا سيكون تجسيدا لما قاله صاحب الجلالة في عدة مناسبات "ان الملك لله وحده وانه ليس مغنما لي كما تتوقعوها بل هي مسؤولية في تحمل هذه الامانة وان الحكم بالنسبة لال هاشم لم يكن في يوم مغنما لهم بل هو مسؤولية تجاه المحافظة على الاردن وخدمة الاردنيون و لم يكن يوما قائما على احتكار للسلطة ,وان كل مواطن اردني هو جزيء من هذا النظام وان هذا الوطن هو بناء تراكمي ساهم الجميع فيه وليس انجاز لاي شخص او طرف ,وان النظام ليس الملك والحكومة بل كل مواطن اردني" باعتقادنا ان هذا كافيا للجميع لتعلم درس واحد وهو ان من اراد ان يحكم في الاردن مستقبلا عليه ان يعرف انه ليس مغنما بل هو تحمل مسؤولية للمحافظة على امنه وخدمة شعبه , حمى الله وطننا الاردن في ظل قيادته الهاشمية. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد