دوللي والمجلس النيابي الـ17

mainThumb

29-01-2013 07:45 PM

 تعد حزمة الاصلاحات التي تم اقرارها من قبل الحكومات الاردنية المتعاقبة بداية مهمة في الوصول الى الديموقراطية الاردنية المنشودة من قبل قيادته وشعبه وكان اهمها تشكيل لجنة الانتخابات المستقلة والمحكمة الدستورية والموافقة على تشكيل الحكومة البرلمانية من النواب المنتخبين ,لكن جاء اقرار قانون الصوت الواحد ليقضي على كل امل بالمزاوجة ما بين الحكومة والمعارضة لانتاج مولود شرعي (المجلس النيابي 17) خاصة بعض ان اعترضت الاخيرة عليه بل واصرات على الغائه في العديد من احتجاجتها ومظاهراتها وذهبت الى ابعد من هذا بالمطالبة بتقليص صلاحيات الملك, امام هذا الاصرار والتعنت لم يكن امام الحكومة الا المضي قدما باجراء الانتخابات النيابية دون المعارضة وبقانون الصوت الواحد والذي ادى الى ولادة لم تكن سهلة بل عسيرة لانها حصلت بعد مضي سنتين من السجال المرير بينهما مما ادى الى ولادة المجلس النيابي ال17,والسؤال الذي يطرحه الاردنيون :هل كان ولدا شرعيا ام بحكم الفراش كما يقول الفقه الشرعي؟ براينا المتواضع هذا المولود ليس شرعيا لانه نتج عن فشل الزواج التوافقي بكل اشكاله الشرعية ما بين الحكومة والمعارضة,مما جعل الاولى تبحث عن طرق اخرى لولادته فاستلهمت على ما يبدوا طريقة ولادة النعجة دوللي ,فلو نظرنا لوقائع ولادته لوجدناها تشبه الى حد كبير ولادة النعجة دوللي فكلاهما مستنسخ لما يحملانه من صفات وراثية كثيرة, فلو تمعنا بنتائج المجلس النيابي ال17 لوجدنا ان اكثر من نصف نوابه ورثوا مقاعدهم النيابية من المجلس السابق المنحل,كذلك عدد منهم  متهمون بالفساد ومحاولة التزوير وهذه صفة المجلس السابق, اضف الى الاخوين عطية فمع كل الاحترام لعطية الاساسي الذي نكن له كل الاحترام الا انه يبدوا انه ورث اخوه الجديد سمعته فقادته للمجلس النيابي الجديد ,وهناك ما يزيد عن الثلاثين نائبا ممن صوتوا سابقا ضد احالة ملف الفوسفات والكازينو إلى القضاء, وخوف الاردنيون من ان هذه الصفة وراثية ؟ وثلاثة نواب وارثيين دائمين عابرين للقرون كما وصفهم تحليل الفيس بوك ,ثم النكهة العشائرية العلامة التجارية الدائمة لكل مجالسنا النيابية, وهنا لا اعترض على العشيرة كمسمى ولكن الخوف من الثقل والتأثير العشائري والذي سيؤدي للاستنساخ اي اعادة نفس الشخص بغض النظر عن كفاءته وصلاحه فقط لانه ابن العشيرة ,فوجود اكثر من تسعة عشر نائبا يمثلون ثماني عشائر اردنية فقط هذا شيء يثير التساؤل والاستغراب , وهنا لا بد وان نؤكد اننا نكن كل الاحترام والتقدير لمجلسنا النيابي الجديد ولكل نائب سواء جديد ام قديم ,وما قصدناه في تحليلنا هذا الطريقة وليس الاشخاص بعينهم, وللمعلومية النعجة دوللي تم استنساخها بعد بحوث مضنية من خلايا اخرى وهو ابتكار علمي جديد ومهم للانسانية ان تم استغلاله بما يرضي الله, لكنها المسكينة لم تعش طويلا فقضت الى حتفها المحتوم لانها ولدت مريضة بالتهاب رئوي ورثته من النعجة المستنسخة وهي لم تكن نعجة شرعية حسب الفقه الاسلامي,المهم ان هذه النعجة لم تدم طويلا فهل المجلس الجديد سيدوم؟

 
ان اجراء الانتخابات تم بطريقة سلسة ودون اية مشاكل اساسية حيث اشرفت عليها ولاول مرة لجنة انتخابات مستقلة ومنظمات حقوق انسانية ولجان مراقبة محلية ودولية,حيث اشادت الاخيرة بها رغم الاقرار ببعض التجاوزات الا انها لم تؤثر على سير ونتيجة هذه الانتخابات كما افادت هذه اللجان, كل هذه الشهادات تعد نجاحا كبيرا على الطريق الطويل للديموقراطية الاردنية الناشئة بالمقاييس الانتخابية الدولية,خاصة بعد ان حصلت على شهادة براءة دولية من التزوير الذي كان يتخوف منه معظم الاردنيون, لذلك نحن نستغرب الزعيق والتصريحات الحادة التي صدرت من قبل بعض النواب الذين خسروا اما زملائهم وكذلك بعض رؤوساء القوائم الوطنية والذين ملاؤوا المحطات صراخا وزعيقا وكالوا الاتهامات شمالا ويمينا وعلى الهواء مباشرة ضد الحكومة واللجنة المستقلة ورئيسها بل واصروا على ان هذه الانتخابات مزورة قبل اجراء اي تحقيق, فقط لانهم اما فشلوا في الوصول الى قبة البرلمان او لم يحصلوا على العدد من المقاعد التي كانوا يحلمون بها , ان الاعتراض على الانتخابات حق شرعي لاي فرد او قائمة لكن ضمن القوانيين الاردنية القضائية , والشيء الغير مسموح به هو التطاول على النظام والحكومة ولجنة الانتخابات ومحاولة النيل من رئيسها الدكتور عبد الاله الخطيب والذي عمل ما بوسعه و قدرالاستطاعة لان يحقق النزاهة في الانتخابت التي جرت , لقد حلم البعض اكثر من اللازم وهنا نخص الاحزاب العلمانية التي رقصت احلامها كثيرا على مقاطعة غريمها الحركات الاسلامية ظنا منها انها ربما ستقطف العديد من المقاعد النيابية ثمنا لهذه المشاركة كمكافأة لها من الحكومة ,لكن حياد الحكومة وذكاء المواطن الاردني وقوة بعض المتنفذين بالمال وغيره في الساحة الاردنية خيبوا امالها  وهذا درس لكل من تسول له نفسه تغليب المصالح الشخصية والفئوية والحزبية على مصلحة الوطن لان الوطن هو الباقي وكل هذه الاحزاب ستندثر كما حصل لبعضها بالدول المجاورة , وكما يقولون لم لم يكن الباب على قد يد الحرامي .
 
ان صاحب الجلالة عمل ما يستطيع ان يعمل لان تتم الانتخابات الاردنية بموعدها وبنزاهة مطلقة وبعيدة كل البعد عن تدخل اي جهة وكان يحذوه الامل كباقي الشعب الاردني ان يغلب الجميع مصلحة الوطن على المصالح الانية والشخصية الحزبية وان يتكاتف الجميع ويلتفوا حول قيادتهم ويذهبوا لانتخابات برلمانية حرة وينتخبوا برلمانا حقيقيا تكون ولادته شرعية يخرج من رحم كافة شرائح الشعب, فامر بتشكل لجنة انتخابات مستقلة برئاسة شخص انا لا اعرفه ولكن سجله يحكي عنه فهو شخص ذو نزاهة وخبرة جيدة ورغم عظم المسؤولية التي تحملها فقد عمل ضمن جو متلبد وغير مريح وواضح الا انه انجز كل ما اوكل اليه بجدارة ولا احد يستطيع ان ينكر عليه جهده , فهو قضى الليل بالنهار يعمل ويجتهد وبصمت حتى نهاية هذه الانتخابات ,وما شهادة لجان المراقبة المحلية والدولية بان هذه الانتخابات جرت بنزاهة , الا شهادات اعتراف لهذا الرجل ولقيادته بالنجاح , اما ما يقال عن المال السياسي وشراء الاصوات واختفاء صندوق هنا او هناك او زيادة او نقصان في الفرز او تلاعب بعض من افراد الفرز في بعض اللجان والصناديق فهذه امور فردية لا يستطيع الدكتور عبد الاله الخطيب ولا اي فرد ان يوقظ الضمائر المريضة لبعض الاشخاص ولا ان يغرس الفضيلة في قلوب بعض الناخبين او بعض من النواب وهذه اشكاليات تتم في افضل البلدان الديموقراطية , كان المفروض بدل كيل الاتهامات والشتائم ان يذهب هؤلاء المشككون الى الجهات الامنية او القانونية للفصل في مثل هذه الشكاوى لا ان يملؤوا شاشاتهم بالزعيق والصراخ والخطابات التحريضية فكل هذه التصرفات لن تقدم او تؤخر في النتيجة , الذي يقدم ويؤخر هو البينة والحجة ان وجدتا.
 
اخيرا نقول ان الامر كله يتعلق بمن ينتخبوا هذا المجلس فصلاحه من صلاحهم وفساده من فسادهم,لان الذي يصنع المجالس النيابية هو الشعب , ومع كل الاحترام فالشعب الذي لا زال بعض من افراده يبيع صوته بعشرين دينارا او لاحد الاشخاص لانه فقط من عشيرته او عائلته او فئته, هذه الفئة من الشعب لا زالت بحاجة الى توعية وبحاجة الى وقت للنضوج ومعرفة معنى الديموقراطية والانتخابات وحب الوطن والانتماء الحقيقي له ,الشعب الذي لا زال افراد منه لا يتقبلون النتائج المخالفة لهم ولا يعترفوا بالهزيمة امام نظرائهم هؤلاء لا يستحقون مطلقا حرية بل الحرية تهرب منهم لانهم لا يمثلون الا انفسهم والوطن بعيد عنهم ,الشعب الذي افراد منه يدمرون ويسرقون وينهبون مراكز امنية ومؤسسات دولة ويقطعون الطرق بحجة عدم نزاهة الانتخابات هذه الفئة من الشعب لا تستحق الحرية بل السجون لانها اللغة الوحيدة التي تفهمها حقا,الشعب الذي لا زال يحتضن بعض الاحزاب التي تتنكر للدم السوري المسفوك وتنكر عليه حريته وتشجع وبصوت عال كل جرائم نظامه وويسمح لها التنافس في انتخاباته هذه الفئة لا تستحق ان ينجح اي فرد يمثلها لانها لن تكون حريصة على حرية وامن هذا الوطن الذي احنضنها بل مشكوك بولائها, والشعب الاردني بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف, اننا نمر بمرحلة جد خطيرة وان لم ندركها جميعا وبالذات اجهزتنا الامنية والتي نحن متأكدين من يدها القوية فاننا نتجه الى الفوضى , حمى الله وطننا من كل المكائد التي تحاك له بالسر والعلن وبايد محلية للاسف وخارجية انه على كل شيء قدير وادام قيادته الهاشمية حصنا منيعا ضد كل هذه المؤامرات 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد