هل سنبكي سوريا قريبا ؟

mainThumb

19-02-2013 09:03 PM

 المراقب للاحداث الجارية داخل سوريا الحبيبة لا يمكن ان يرى اي بارقة امل لوقف نزيف الدم السوري وذلك في ظل تخاذل العالم كله والذي بدى عاجزا كما بيدوا للبعض , لكنه في الحقيقة هو ليس بذلك ,فالبعبع الاسلامي اصبح يطارد ويعشعش باذهان الامريكان والغرب , فكلما سمعوا التكبير ورأو لحى للثوار السوريين جن جنونهم وفقدوا صوابهم خوفا على مستقبل طفلهم المدلل اسرائيل , هذا هو حقيقة التلكؤ في انهاء الازمة السورية واخراج نظامها كما فعل بالانظمة الاخرى في المنطقة, فهؤلاء الغرب يريدوا ان يطمئنوا اولا من هو الحاكم الجديد ؟ وهل هو حسب المقاس ام لا؟ لان ما يهمهم بالدرجة الاولى مصالحهم ومصالح حليفهم الاستراتيجي بالمنطقة اسرائيل واخر شيء يهمهم هو حرية الشعوب ونشر الديموقراطية التي يزعمون ,واما الاخلاقيات فهي اخر ما يمكن ان يفكروا بها لانهم اسوأ من النظام السوري ولا يستطيعون المزايدة عليه فاخلاقياتهم لا زالت ماثلة اما اعيننا في سجن ابوغريب وغوانتانامو وجرائمهم ومجازرهم في افغانستان والعراق ,والا لما كل هذا الصبر على كل هذه المجازر التي تتقزز منها الابدان , هل هو حقا الفيتوا السوفيتي ؟ والله انها الاضحوكة الكبرى , اين كان هذا الفيتوا في الازمة الصربية وكسوفوا وليبيا؟ ان السؤال الذي اصبح يطرحه كل مسلم وعربي او حتى اجنبي عاقل هو: الا يكفى ما حصل ويحصل بسوريا؟ فوالله ان العين لتدمع والقلب يتمزق حزنا على كل ما تعرضه القنوات الفضائية من قتل وتدمير للبنية التحتية السورية ولكل مقومات الدولة السورية , انها والله ليست ثورة للحرية وليست تحريرا من عصابات مسلحة ولا مقاومة تدخلات اجنبية , فلا يقبل باي حال قتل السوري لاخاه السوري سواء كان من الجيش الحر او الجيش العربي السوري و ان الجثث التي يتم عرضها فيما يسمى تحرير احدى المطارات للجنود والطيارين السوريين او الحثث المشوه من قسوة التعذيب ونتيجة التصفيات الجسدية لتدمي القلب ولا يمكن ان تندرج تحت اي مسمى اسلامي الا تحت مسمى واحد جرائم حرب ووحشية تخجل منها حتى الوحوش.

ان ظهور راجمات الصواريخ والمدفعية والطائرات تقصف المدن السورية لمنظر تقشعر له الابدان فهذه الاسلحة التي تم شراؤها من دم وقوت الشعب السوري ترتد عليه بدل ان تحميه وتحمي سوريا ,تقصفه بالقنابل والصواريخ وتخلف الدمار وحثث الاطفال والنساء والشيوخ , اننا متأكدين ان هؤلاء سواء رجال المدفعية او الصواريخ اوالطيارين الذين يقصفون المدن والقرى والمخابز السورية او حتى المسلحين باسم الثوار الذي يقتلون الجنود و الطيارين السورين لا يمكن ان يكونوا سوريين او حتى مسلمين, لأن دم المسلم وعرضه وماله حرام على كل مسلم كما قال صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله" رواه البخاري, فاين هؤلاء من الاسلام, صدق من قال ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا ,فكفى بالله عليكم اللعب على الوتر الطائفي وكل هذا التجييش له لانه لن يفيد باي حال من الاحوال اي طرف مسلم سواء النظام مدعوما من  ايران او الثوار المدعومين من الدول العربية والاسلامية ,ليجلس كل هؤلاء المسلمين اذا لا زال هناك في قلوبهم ذرة اسلام ويتحاوروا ويجدوا حلا ترضى به الاطراف المتناحرة جميعها كما حددها كنابنا الكريم في الاية " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9].  
 
ان الاون لأن يدرك الجميع انه لا يمكن ان يتم دعم الطرفين المتناحرين بسوريا الى ما لا نهاية , لانه لن يكون هناك منتصر على الاطلاق وكفى تزيفا للدماء السورية والمتاجرة بها فكل هذ الذرائع سقطت عند اول قطرة دم نزفت ,على الثوار ان يدركوا ان الكثير من مراهناتهم فشلت وانه لا دعم بدون مقابل وانهم ليسوا قادرين لوحدهم ان يسقطوا النظام بالالة الحربية وان يفكروا بطريقة جديدة اكثر عقلانية حفظا للدماء السورية ولا شك بان مبادرة معاذ الخطيب هي خطوة صحيحة وجريئة في هذا المساق  ولو انها بحاجة للمزيد من التحاور والتشاور, ان الاسد لن يسلم الراية كما يدعي اعدائه وانه سيقاتل الى اخر جندي لانه ليس لديه اكثر ليخسره ما دام هناك من يمده بالة القتل والمال ومستعد لان يفعل هذا الى ما لا نهاية لان الدماء التي تسيل ليست دمائه وهو يقاتل نيابة عنه ودعما لمشروعه بالمنطقة, لذلك فان نهايته ليست قريبة كما يتوهم هؤلاء, في نفس الوقت على بشار ان يدرك انه خسر المعركة من اول يوم رفع يد الابوة الحانية عن رؤوس اطفال درعا وبدلها بيد لطخها بدمائهم وبراءتهم , وان زمانه لن يعود كما كان وانه احترق ولم يعد الوحيد المسيطر على الارض, كما انه لن يحسم المعركة لانه لا يطارد فلول عصابات ويطهر المدن منهم كما يدعي وتردده ابواق اعلامه ليل نهار, نعم هناك مؤامرة لكن ليس عليه بقدر ما هي على سوريا الوطن والدولة والجيش, والمنطقة وان الأوان لان يعترف بفشله على ادارة المعركة والحفاظ على سوريا الموحدة ,وان كان لا زال يدعي انه قائدا وطنيا مقاوما فعليه اولا الاعتذار لشعبه ثم الرحيل وتسليم الراية لشخص اخر ربما يستطيع ان يبقى على ما بقي من سوريا الدولة والوطن هذا اذا بقي منها شيء ,انها الخطوة الوحيدة التي بقيت امامه ان لا زالت بيده, بالرغم من الشك الكبير الذي يساورنا بانه سيفعل هذا من خبرتنا بزعمائنا العرب فهم لا يتركوا الكرسي الا بانقلاب او موت عارض او اغتيال
 
اخيرا نقول لاخوتنا الاردنيين اصحاب العباءة التي البسوها للقائد الذي يدافع عن شرف الامة كما يزعمون , فمن متى الدفاع عن الامة يكون بالقتل والاغتصاب والتدمير والتشريد وقهر الشعوب ؟ اي زعيم هذا الذي البستموه هذه العباءة الذي يقصف شعبه بالطائرات والمدافع والصواريخ البلاستية وغيرها من الات التدمير العسكرية؟ انها والله عباءة الذل والهوان لكم ياسادة ونحن الاردنيون بريئين منها كبراءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام, لانها مبللة بدماء اطفال وشيوخ سوريا الحبيبة اما ان الاوان لكم ان تعودوا الى رشدكم وان تتقوا الله بوطنكم اولا ثم باخوتكم السوريين ثانيا؟ , كفى تملقا وزيفا وشقا للصف الاردني , لانكم تعلمون انه لا يوجد اردني ونشمي اصيل يوافق على ما يجري بسوريا فاما ان تقولوا كلمة حق ولو على انفسكم او نصمتوا فبالله عليكم اصمتوا افضل لكم , اما الاخوة العرب والمسلمين والذين صبوا البترول فوق نيران سوريا بدل اخمادها بحجة الحرية وهم ابعد مايكونوا عنها في بلادهم فعليهم التمعن والتوقف على حقيقة ما جري ويجرى لسوريا فربما بقي بعض الوقت حتى لا تضيع سوريا ونعود للبكاء عليها كالعراق ,لانه ان ضاعت سوريا فالدور على مين يا ترى ؟على كل الدعمين لهذه الثورة والمتفرجين ان يحسسوا على رؤوسهم وصدق القول "اكلت يوم اكل الثور الابيض"  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد