التوق إلى الخازوق التركيّ

mainThumb

23-02-2013 08:47 PM

  أفهم توق تركيا وسعيها المسعور لتكون ماردا اقتصاديا يبتلع الأسواق العربية ، الاستهلاكية بطبيعتها،نعم أفهم سعيهم لذلك، خاصة إذا ما عرفنا أنّ صادراتهم بعد اندلاع الأزمة السورية، ارتفعت في سنة 2012 لتتخطى حاجز ال 152 مليار دولار،  بنسبة قاربت 13% . 

        على الصعيد السياسيّ أيضا يمكن فهم سعي تركيا لإحياء مجدها السياسيّ في المنطقة العربية،كمشروع بديل يعوّض فشلها في الانضمام للاتحاد الأوروبيّ،وربما ورقة ضغط للدخول إلى النادي المذكور، من خلال فرض نفسها كقوة سياسيّة واقتصاديّة،وذلك بإعادة السيطرة على المنطقة،مدعومة بتاريخها الإسلاميّ الخلافيّ،ومعتمدة على الدور التمهيديّ الترويجيّ لأذرعها وأدواتها من تنظيمات الإسلام السياسيّ في الدول العربية. 
       ولكن ما يصعب فهمه، توق البعض ممن يروّجون للعثمانية الجديدة، ويبررها بعض اتجاهات الإسلام السياسي بعودة الخلافة ، الغريب أنّ هؤلاء حتى بتمنيهم للخلافة يبحثون عنها من الخارج، بمعنى عن طريق الاحتلال أو الاستعمار،وكأنهم يطبّقون بذلك مقولة : .....  الغريب أحسن من القريب ...... 
 
      من الواضح أنّ مروجي العثمانية الجديدة إنما يعبرون عن توقهم للخازوق التركي،وهنا لا أقصد مرادف كلمة(مقلب) في لهجاتنا المحليّة،بل وسيلة الإعدام التي استخدمها الأتراك عبر تاريخهم، كوسيلة لتعذيب الشعوب التي استعبدوها،وسيلة فيها من البشاعة ما لا يحتمله العقل والوجدان،إذ يوضع الخازوق بطريقة معينة في الجسم ويثبت في الأرض،والضحية معلقة عليه، بحيث يشكلّ صماما لمنع نزيف الدماء من الجسم،مما يطيل في معاناة الضحية لساعات طوال قبل موته، لكن إذا كان هذا هو صميم ما يبحث عنه عرابيّ العثمانية الجديدة،فلماذا لا يذهبون إليه في موطنه مشتاقين؟ وبذلك يختصرون الزمن،ويقون الأمة شره، ويحصلون على مرامهم بأسهل السبل.  
 
      إذا كان نص الحديث النبويّ يقول: لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.(انتهى نص الحديث)، فكيف له أن يتخوزق من جحر مرتين؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد