الملك لن يعتذر بل على الاخرين الاعتذار

mainThumb

24-03-2013 09:54 PM

ان ما نشرته صحيفة اتلانتك الامريكية من نص لمقابلة جلالة الملك لم ياتي بشيء جديد,وان كان هناك جديد فهو صدور مثل هذه التصريحات من اعلى قمة السلطة وهو صاحب الجلالة و في مقابلة لا احد يستطيع انكارها لانها تمت مع صحيفة معروفة وذائعة الصيت مستقلة عمرها يزيد عن 150 سنة و من الصعب ان تضحي بسمعتها وشهرتها بتلك السهولة في دولة يحكمها القانون ومع ملك يعتبر من اقوى اصدقاء الولايات المتحدة لما يتمتع به من صدق وشخصية مرموقة على المستوى المحلي والعالمي .

 
لذلك فان العبث معها هو مضيعة للوقت وكان المفروض من الديوان الملكي الا يتعرض للمقابلة كمقابلة بل كان عليه ان يركز على مضامين الكلمات وتوضيحها لا اكثر ,ان ما اورده نص المقابلة قد اصاب لب الحقيقة ان لم تكن الحقيقة بعينها فصاحب الجلالة هو القائد الاعلى وهو لا يمكن ان يسيء لشعبه لانه من هذا الشعب وابنه كما قال في عدة مقابلات ولقاءات وكل ما جاء هو من باب عتاب اب لابنائه ولاخوته ولعشيرته على بعض من التقصير وهذا حق من حقوقه لا احد يستطيع ان يزايد عليه ,لكن العيب ان يتم التطاول مرة اخرى على قيادته سواء بتمادي البعض برفع شعارات مسيئة وهم لا يشكلون اي قيمة شعبية او تجاوز البعض كل اصول الادب بمخاطبة جلالته و الطلب منه الاعتذار ,والحقيقة هنا لا نعرف من يعتذر لمن؟ و على ماذا يعتذر جلالته لشعبه؟, على الحقائق التي اظهرها له؟.
 
 ان الشعب الاردني مدين لجلالته على كل هذه الجرأة والشجاعة التي اظهرها في المقابلة المنسوبة له, و الحقيقة ان الشعب الاردني يطلب الاعتذار من هؤلاء الموتورين عما الحقوا بجلالته من اساءات طالته شخصيا وطالت افراد عائلته وبالذات زوجته صاحبة الجلالة , بالرغم من كل هذا لم يتطرق جلالته او يطلب مثل هذا الاعتذار لا في هذه المقابلة ولا في يوم من الايام,كم انت كبير وشامخ وقوي يا صاحب الجلالة.
 
 
 اننا ومع كل هذا لنا بعض من التحفظات على الترجمة السيئة والمفهوم الخاطيء لبعض ما نشر ونسب الى جلالته, فمع كل الاحترام والتقدير للسيد غولدبيرغ ولصحيفته فهناك فرق ما بين انطباعاته واستنتاجاته والتي ليست بالضرورة تعكس حقيقة اراء وتطلعات جلالته والتي ارادها بهذه المقابلة وانما عبرت عن فهم وراي الكاتب نفسه احيانا حيث جاءت ترجمة وتفسير بعض الكلمات المستخدمة في النص المنشور سيئة وخاطئة لانها ترجمة حرفية ادت الى تحريف المعنى المقصود لرؤى صاحب الجلالة الحقيقة وسنحاول ان نلقي الضوء على بعض من الالتباسات لمعظم محاور نص المقابلة والذي تم نشره .
 
اولا: بخصوص ما اثير من التعرض للعشائر الاردنية : فحسب النص المنشور والمنسوب لجلالته, هو يسرد حالة زيارة واحدة له لشخصية اردنية يكن لها كل التقدير والاحترام في منطقة اردنية عزيزة على قلبه وقلوبنا وهي الكرك واما اللغط الذي اثير حول كلمة ديناصورات والربط بينها و بين شيوخ العشائر والتي استعارها الكاتب للاشارة بها لهذه الشخصية وليس لكل شيوخ العشائر ,فهي جاءت من باب العتاب والنصح والارشاد لا اكثر بعد اصرار هذه الشخصية على المضي في اتخاذ بوصلة العشيرة وسيلة في الانتخابات التي تمت, ان كل ما كان يريده لهذه الشخصية قاعدة تمثيلية اكبر واوسع ,خاصة انها تمثل حزبا اردنيا مهما ,والقائد يدرك تماما ان مستقبل الاحزاب لا يقوم على بناء عشائري بحت بل على فسيفساء متنوعة من ابناء الوطن وخاصة الشباب, لانها الطريقة المثلى التي يتم بها الاصلاح وتحقيق رؤية صاحب الجلالة,فهل اصبح راي و نصح قائد الوطن اساءة؟ وأين هذه الاساء للعشائر الاردنية أو حتى لعشيرة هذه الشخصية ,وما نتيجة حزبه في الانتخابات الا دليل على صواب رؤى جلالته, كلنا نعلم ان الترجمة الحرفية لم ولن تعطي المعنى المطلوب للكلمة او الجملة, فكلمة ديناصور يمكن ترجمتها بالشخص القائد القوي وكذلك بالقائد الذي لا يقبل التغيير وكل هذه الترجمات ليس فيها اي من الاساءة بل هي نصح ورأي.
 
ثانيا : بخصوص الاجهزة الامنية: فكل ما نسب الى صاحب الجلالة لم يكن مطلقا يحمل اي اساءة لهذه الاجهزة بل هو يندرج تحت باب المراجعة والمراقبة للتقصير في عمل بعض من اطراف هذه الاجهزة وهو انتقاد وليس اساءة ومن حق القائد الاعلى لهذه الاجهزة والملك ان ينتقد تقصير اي طرف سواء اجهزة امنية او غير امنية , كل ما يندرج من تفسير او ترجمة لكل كلمة نسبت لجلالته يندرج تحت باب التقصير والتباطؤ من قبل بعض من هذه الاجهزة في تحقيق رؤية صاحب الجلالة الاصلاحية وما تغيير قيادات بعض من هذه الاجهزة الا لتحسين كفائتها وقدراتها لتحقيق ما يصبوا له جلالته ثم الشعب الاردني.
 
ثالثا: بخصوص الاساءة لصاحب الجلالة ولعائلته: اليس هذه حقيقة سمعتها كل اذن اردنية للاسف؟ ثم انها ليست المرة الاولى التي يصرح بها صاحب الجلالة عن اساءات طالته شخصيا وطالت عائلته, وكل اردني حر يعرف ما رفع من شعارات وما ردد من هتافات وعلى العلن وامام الاجهزة الامنية التي لم تحرك ساكنا ولم يتم اتخاذا اي اجراء قانوني ضد هؤلاء , كل ما ذكر بنص المقابلة من اساءات يتم تداولها في الصالونات والجلسات والاجتماعات الشعبية في الساحة الاردنية ولا اعتقد ان اي اردني لم يسمع بها وهي اساءات عبر عنها القائد بعتاب والم بل ان الكثير منها ربما لم يتطرق جلالته لها في هذه المقابلة , ان الجبين الاردني ليندى لمثل هذه الاساءات والمغالطات والاشاعات الكاذبة بحق شخص واي شخص انه رمز وقائد الوطن ,المفروض انه فوق كل الشبهات لانه قائدنا وملكنا ورمزنا وما يطاله يمس كل فرد وعائلة وعشيرة اردنية , ان هذه الامور قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء وجاء الوقت الذي لا بد ان يرد جلالته على بعضها وخاصة المغرضة والكاذبة بحقه وان يوضح لشعبه بعض منها والحمد لله انه اوضحها بكل حزم وجرأه ,وهنا نسأل الاجهزة الامنية اليس من حق صاحب الجلالة معاتبتكم على هذا التقصير؟ ان كان الملك ذا ابتسامة وشاب متحمس منفتح يؤمن بحرية الكلمة , هذا لا يعني انه ضعيف بل هو اقوى بكثير مما يتخيله بعض الموتورين وضعيفي الانفس , فليعودوا الى رشدهم وللنحافظ على هذا الوطن.
 
رابعا: بخصوص المكونات الاردنية : علينا كاردنيين ان نعترف بحقائق مكونات هذا الوطن فقد اسس على اساس قومي عربي اي انه لكل المكونات االعربية لذلك فالى جانب الاصل الشرق اردني والغرب اردني هناك السوري والعراقي واالشركسي والشيشاني والدرزي والكردي والارمني , فنحن خليط واحلى خليط, فعندما يتطرق صاحب الجلالة الى احدى المكونا وتمثيله فهو يتحدث عن فئة ليست بالقليلة من شعبه ويريد ان تعم العدالة و الديموقراطية بين كافة فئات شعبه وفي نفس الوقت ليحد من اللغط القائم على الساحة من احداث بالبرلمان و لغط حول سحب للجنسيات ومنح لها وشماعة الوطن البديل والتي يتشمع بها بعض من اصحاب الاجندات الخاصة والفاسدين وسارقي قوت الشعب الاردني والتي من خلالها بنوا القصور وسيطروا على الوظائف وورثوها الى ابنائهم والمصيبة انهم من المكونين الاساسين لهذا الوطن , فعلى من يضحكون هؤلاء؟ , ان شدة الفساد وبالذات من المحيطين بجلالته قد اذهلته بل وايائسته, ان الحديث بخصوص هذا المكون هو من اجل المحافظة على التوازن ما بين فئات الوطن الواحد وعلى ما بقي منه وهو من ضمن رؤى ومفاهيم جلالته الصريحة والجريئة ولها المؤيدين من كل مكونات الشعب الاردني,لانها هي الضامن الحقيقي لنزع كل انواع التمييز ما بين الاردنيين و لخلق الولاء الذي سيؤدي الى انشاء احزاب اردنية الولاء والانتماء تسعى لتحقيق امنه واستقراره .
 
اخيرا نقول ان ما نشرته صحيفة اتلانتك الامريكية لم ياتي باي جديد وليس غريبا على الاردنيين لانه يعكس ما يفكر به ملك شاب صريح وجريء يسعى الى الاصلاح الحقيقي الديموقراطي وهو رد صريح على كل المزايدين عليه في الساحة الاردنية حول جدية الاصلاح وهي ريما تكون انقلاب على الحرس القديم لانهم اصبحوا خارج التاريخ وربما تكون بداية ثورة بيضاء كما اعلنها صاحب الجلالة وابقى محدداتها غامضة ولكنها بالنهاية مضامين ملكية حراكية بامتياز جاءت بالوقت المناسب لتلعن للجميع انه ضاق ذرعا من تصرفات بعض من مراكز القوى المحافظة والنافذه داخل النظام والتي حاولت ولا زالت تحاول تعطيل الاصلاح الذي دعا اليه جلالته ويتبناه من خلال نشر الشائعات الكاذبة لتشويه مسيرة حكم الهاشميين و زرع الفتن ما بين الحين والاخر بين مكونات الشعب الاردني لتحافظ على بقائها وسيطرتها وفسادها , انها كلمات ملك الاردن ,ملك كل المكونات بغض النظر عن منابتها واصولها فكفى متاجرة ونشر لخوف مزيف ليس له بالحقيقة مكان , حمى الله الاردن وقيادته وكل مكوناته من هذه الفئة التي ضلت الطريق ومن كل الفتن ما ظهر منها وما بطن , انه السميع المجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد